خبر الافراج عن الشهداء الاسرى... فرحة لم تكتمل

الساعة 07:19 ص|13 يوليو 2011

الافراج عن الشهداء الاسرى... فرحة لم تكتمل

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

ما أن تناقلت وسائل الإعلام نبأ موافقة الجانب الصهيوني على تسليم جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، حتى بدت مشاعر مختلطة من الفرح و الحزن سيطرت على ذويهم الذين نكأت جراحهم بعد مرور سنين على فراقهم، أمضوها و هم يتضرعون للخالق عز و جل أن يأتي اليوم الذي يفرج عنهم فيه، ليكونوا بجوارهم يزورونهم و يشمون عبق الشهادة من جنبات قبورهم

هكذا كان حال عائلة الشهيد ذياب الشويكي، القائد في سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في الخليل المحتلة و الذي اغتيل على أيدي قوات الاحتلال عام 2003

"لا أعرف هل أفرح أو أحزن"، هكذا كانت تهذي زوجة الشهيد الشويكي،خلال اتصال هاتفي أجرته معها مراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية، و سألتها عن شعورها في هذه اللحظة

و أضافت أم يوسف الشويكي بأنها بدأت الاستعداد و التأهب مع ابنها الوحيد الذي تركه لها الشهيد بعد استشهاده، و قالت أن يوسف أخذ يستعد وكأنه يعرف والده الذي لم يراه منذ ولادته

و أشارت إلى أن يوسف بدأ يسأل أسئلة غريبة و كأن الشهيد سوف يعود حياً ، فيسألها:"هل سيعود أبي يمشي على رجليه؟

لكن سرعان ما تبددت هذه الأحلام التي رسمها القرار بين ليلة وضحاها، بعد إعلان وزير الحرب الصهيوني عن تجميده، في محاوله صهيونية لابتزاز الفلسطينيين نفسياً و سياسياً والتلاعب بمشاعر العائلات الفلسطينية التي كانت متلهفة لاستلام جثامين أبنائها الشهداء المحتجزين منذ سنوات طويلة في مقابر الأرقام.

وقد أثار خبر تراجع سلطات الاحتلال عن تسليم الجثامين لذويها استياءً واسعاً من قبل الأهالي, الذين كانوا يتحضرون لاستقبال الجثامين وتأبينها ودفنها وفق الأصول الدينية.

فمن جهتها، أكدت عائلة الشهيد خالد الخطيب أنها تعتز و تفتخر بما قام به هؤلاء الشهداء الأبرار و ما قدموه من تضحيات جسام في مراحل الصراع مع الاحتلال، مشددة على أنه على الرغم من تلهفها لرؤية جثمانه الطاهر، الا أن هذا لن يجعلها تستجدي الاحتلال ليفرج عنه

و أوضح شقيق الشهيد، الشيخ إبراهيم الخطيب أبو محمد في حديث لمراسلة وكالة فلسطين اليوم الإخبارية "أن خيار أبناؤنا الشهداء هو خيارنا و خيار كل شعبنا الفلسطيني الذي يدفع ضريبة و استحقاق وجوده على هذه الأرض الطيبة، و نحن كعوائل شهداء مستمرون في خيارهم مهما كلف الأمر"

و اضاف: "على مدار 17 عاماً من احتجاز جثمان الشهيد خالد الخطيب، قمنا نحن عوائل الشهداء بمخاطبة جميع الجهات و المؤسسات الدولية للتدخل من أجل الافراج عن جثامين الشهداء، و كنا على مدار هذه السنين نسمع بين الفينة و الأخرى عن خبر هنا أو هناك حول نية "اسرائيل" تسليم هؤلاء الشهداء، لكن حكومة الاحتلال كانت تنقض هذه القرارات على الدوام"

و قال:"عندما وصلتنا الأخبار عن أن الشهيد خالد من بين الشهداء الذين سيفرج عنهم، تداعت لدينا استحقاقات التضحيات التي قدمها خالد و بدأنا الاستعداد للقيام بما هو مطلوب منا، الا أننا لم نفاجأ بقرار الاحتلال بتجميد هذا القرار"

و أشار إلى أن والدة الشهيد تعيش حالة من الحزن بعد قرار وزير الحرب الصهيوني القاضي بتجميد قرار الإفراج عن جثامين الشهداء، مؤكداً أن رسالتها توجهها للعالم كله تطالبه بالنظر إلى قضية هؤلاء الشهداء المحتجزة جثامينهم، لكي يستطيع ذويهم رؤية ملامح وجوههم و يدفنوهم حسب شريعة الإسلام

و قال إن رسالة هذه الأم هي بعيدة عن كل الحسابات السياسية، لا سيما و أن "إسرائيل" تعتبر نفسها دولة و تحترم عادات و تقاليد دفن الميت،  مشيراً إلى ان هؤلاء الشهداء كانوا مقاومين و لكن دورهم انتهى عندما استشهدوا،و لذلك عليها ان تحترم المواثيق الدولية و القانون الدولي و تفرج عن هؤلاء الشهداء.

و أكد الخطيب أن استمرار " إسرائيل" في احتجاز هؤلاء الجثامين لن يقدم و لن يؤخر شيئاً في مسيرة هذا الصراع مع الكيان الصهيوني

يذكر ان الشهيد خالد الخطيب استشهد في عملية استشهادية نفذها في مغتصبة كفار داروم سابقاً، حيث اقتحم الشهيد بسيارته المفخخة الموكب الصهيوني ليصطدم بوسط الحافلة والتي تقل جنوداً صهاينة مما أدى  لانفجار الباص بالكامل واشتعال النار به وقد اعترف العدو الصهيوني عن مقتل عشرة جنود صهاينة وإصابة أكثرمن40 آخرين بعضهم بحال الخطر الشديد .