خبر السيارات اليابانية ملوثة بالإشعاعات النووية

الساعة 06:03 ص|09 يوليو 2011

السيارات اليابانية ملوثة بالإشعاعات النووية

فلسطين اليوم-وكالات

قبل نحو شهرين رصدت سلطات الجمارك الروسية مستويات غير عادية من الإشعاعات النووية في بعض السيارات المستوردة من اليابان، فقررت تعزيز مراقبتها على الواردات اليابانية. وحذت حذو روسيا العديد من دول العالم من بينها البلدان الخليجية.

 

وتعالت أصوات جمعيات المستهلكين الداعية إلى وضع آلية لفحص السيارات وقطع الغيار المستوردة من اليابان للتأكد من خلوها من التلوث الإشعاعي تجنباً لكارثة صحية حقيقية.

 

وتؤكد جمارك دبي أنها اتخذت أخيراً تدابير وقائية تقضي بإخضاع كافة المنتجات والبضائع الواردة من اليابان - بما فيها السيارات - لفحص دقيق تحسباً لوجود تلوث إشعاعي جراء الأزمة النووية في محطة فوكوشيما، حيث قامت الدائرة بتحديث نظام محرك المخاطر، الذي يقوم بتحويل جميع الشحنات القادمة من اليابان إلى التفتيش الجمركي لعرضها على أجهزة كشف الأشعة.

 

ورداً على أسئلة "العربية.نت" أوضحت جمارك دبي أنه في ميناء جبل علي، حيث تصل السيارات الواردة من اليابان، يتم فحص هذه السيارات بواسطة جهاز IP6500 الذي يعتبر من أحدث الأنظمة المتكاملة في العالم للمسح الإشعاعي للشاحنات والحاويات ومحتوياتها ويستطيع كشف الأشعة السينية وأشعة جاما وأشعة نيوترون.

 

وتضيف أن عملية المسح تستغرق فترة وجيزة للغاية، وكإجراء وقائي فإن جميع الحاويات والشحنات القادمة من اليابان يتم تمريرها على هذا الجهاز المتقدم للتأكد من خلوها من المواد المشعة، وما يعنيه ذلك من تسريع في إجراءات الفحص والتفتيش كخدمة متميزة من جمارك دبي لعملائها.

مسح لكافة السيارات

ويؤكد عدد من وكلاء السيارات اليابانية في الخليج أن جميع وارادتهم من قطع الغيار والمركبات بمختلف أنواعها تخضع لفحصين الأول في اليابان والثاني في الدول المستوردة.

 

ووفقاً للرئيس التنفيذي لشركة العربية للسيارات، وكلاء نيسان وانفينيتي في دبي والإمارات الشمالية، ميشال عياط فإن شركة "نيسان" تجري مسحاً إشعاعياً لأجزاء السيارات قبل شحنها للإمارات والخليج من أجل طمأنه عملائها.

 

وأكد لـ"العربية.نت" أن جميع سيارات "نيسان" المستوردة منذ التسرب الإشعاعي في مفاعل فوكوشيما آمنة تماماً ولا تحتوي على أي إشعاع ضار، لافتاً إلى أن كل سيارة تخضع للفحص قبل تصديرها، عدا أن الإمارات تقوم بمسح لكافة السيارات اليابانية.

 

وكانت "نيسان" قد أعلنت في وقت سابق أن كل السيارات التي أجري لها مسح ستحمل في الركن الأيمن السفلي من حاجز الرياح عبارة "تم التأكد من عدم وجود إشعاع" إذا كانت مستويات الإشعاع أقل من 0.2 ميللي سيفيرتس.

 

وتزايدت المخاوف الأوروبية من السيارات الملوثة بالإشعاع النووي رغم أن غالبية مصانع السيارات تقع على بعد مئات الأميال من منطقة الكارثة الفعلية، إذ يرى المراقبون أن بعض المكونات وقطع الغيار للسيارات الأوروبية يتم استيرادها من اليابان، مشددين على تشديد الفحوص بعد كشف روسيا عن إشعاعات نووية تفوق 6 مرات المعدلات العادية المسموح بها.

 

وسارعت الشركات اليابانية إلى النفي بشكل قاطع أن تكون السيارات التي ضبطتها السلطات الروسية جديدة بل مستعملة لم يتم تصديرها عبر الشركات المصنعة. وقالت شركة "مازدا" اليابانية إن "كافة السيارات التي تخرج إلى السوقين المحلي أو الخارجي يتم التحقق من خلوها من الإشعاع، ويتم تسليم الموردين وثائق تثبت ذلك".

 

وأكدت "هوندا" أنها لا تملك مصانع لها أو لمزويدها بقطع الغيار في المنطقة المحيطة بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية والتي تمتد على 30 كيلومتراً.

 

وأعلنت الرابطة اليابانية لصناعة السيارات إن كافة مصانع التجميع الحالية خارج نطاق التعرض لمستويات مرتفعة من الإشعاعات، مؤكدة أن "جميع المصانع المتواجدة في المنطقة المنكوبة توقف فيها الإنتاج بشكل نهائي".

 

وباشر مصنعو السيارات اليابانية في تنظيم حملات لطمأنة زبائنهم الأوروبيين من عدم وجود أي إمكانية لتلوث السيارات اليابانية بالإشعاعات. فقد أوضحت "نيسان" أن "4% فقط من مركباتها في السوق الأوروبية يتم تصنيعها في اليابان، والباقي يتم انتاجه في مصانع الشركة في بريطانيا وأسبانيا والهند. وأكدت "ميتسوبيشي" و"سوزوكي" أن جميع مكونات سياراتهما المصنعة في اليابان تخضع لاختبارات عالية الدقة للتأكد من خلوها من الإشعاعات.

إمدادات كافية

ويؤكد المصنعون أن جميع قطع السيارات المصنعة حديثاً "آمنة" كونها كانت متواجدة في المخازن قبل حدوث الكارثة النووية. وبسبب عدم وجود إمدادات كافية من المواد الآمنة، خفضت "سوزوكي" إنتاجها إلى النصف.

 

وتتعاون الشركات مع السلطات المعنية في الدول الأوروبية للتأكد أن منتجاتها لا تشكل أي مخاطر على الصحة، حيث تقوم "تويوتا" بتنفيذ كافة الضوابط المفروضة من قبل الدوائرة الجمركية في الدول المستوردة. وتعمل السلطات اليابانية حالياً على وضع إجراءات رقابية مشددة على كافة السيارات المصدرة وإصدار شهادات بأنها "آمنة ولا تعرض السلامة العامة للخطر".

 

وتشترط العديد من البلدان الأوروبية بإرجاع كافة السيارات اليابانية إلى مصدرها في حال وجود مستويات غير مقبولة من الإشعاعات، وحتى الآن لم تسجل أي حالات تذكر عن سيارات يابانية جديدة ملوثة بالإشعاعات.