خبر هل نستطيع الاندماج في الشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

الساعة 09:51 ص|07 يوليو 2011

هل نستطيع الاندماج في الشرق الأوسط- إسرائيل اليوم

بقلم: عوزي برعام

توجهت هذا الاسبوع مع صديق الى مدينة الناصرة لازور عددا من اصدقائي العرب منهم رئيس البلدية رامز جرايسي.

لا أنكر انني برغم يهوديتي غير المهتزة وتصوري الصهيوني الاشتراكي الديمقراطي، أشعر بالقرب من عدد منهم أكثر من قربي الى زعماء الجمهور اليهودي في الناصرة العليا المجاورة.

يحاول كثيرون بيننا أن يصنفوا عرب اسرائيل بأنهم يطلبون الشر لنا. انهم في النهاية أقلية في دولة يهودية قامت بالرغم منهم ولا يبدو "ولاؤهم" لرموزنا السياسية حقيقيا. غير أن الحقيقة هي أن اصدقائي في الناصرة يريدون أن يظلوا مواطنين في الدولة وأن يشعروا بانه لا يوجد نظام تشريع تمييزي وانهم يستطيعون انشاء معهد ومشفى ودار رعاية للشيوخ مع دعم الحكومة كما يحدث في نتانيا وفي سديروت وبئر السبع.

برغم انني دفعت الى جدالات غير قليلة معهم، فانني أعرف اصدقائي في الناصرة بانهم الجهة الاكثر ايجابية والاكثر اعتدالا والاكثر موضوعية ممن التقيتهم من عرب اسرائيل. وكطبيعة الجدالات، كان قدر ضئيل من الاتفاق وقدر اكبر من عدم الاتفاق لكن أحد المجادلين استرعى انتباهي وهو رجل تربية مستنير الاراء يشعر بانه اسرائيلي حقيقي. لم يتحدث عن التسوية السلمية وعن الصعاب وعن اضاعة الفرص وعن الاخطار. تساءل عن اتجاه الدولة في الشرق الاوسط الذي يتغير ازاء أعيننا. كانت دعواه المركزية أنه يجب على اسرائيل ان تطمح الى أن تكون جزءا من الشرق الاوسط برغم أنها تختلف عن البلدان العربية بتعريفها وماهيتها. قال الرجل انه "لا يجب على اسرائيل أن تطمح لا أن تكون جزءا من الغرب لانها بذلك ستخلد بقاءها جهة أجنبية في منطقة مشحونة. تستطيع اسرائيل، ان تصبح جزءا من الشرق الاوسط كما يصبح اكثر ديمقراطية وأقل عقائدية مما هو اليوم". وعندما تساءلنا عن معنى كلامه تابع فقال انه "يلحظ في اسرائيل عناصر تقرب من روح بلدان الشرق الاوسط. انتبهوا الى المزاج الاسرائيلي والى عادات تناول الطعام والى الموسيقى خاصة التي تحتل مكانها بين يهود اسرائيل. في اللحظة التي ستغير فيها اسرائيل اتجاهها الثقافي سيفعل العالم العربي الامر نفسه نحوها".

بحسب رأيه "الغرب والولايات المتحدة عنصر مؤثر في اجزاء واسعة من العالم وفي الشرق الاوسط ايضا، لكن مستقبل اسرائيل يقوم على قدرتها على ان تستوعب في المنطقة وتشعر بانها جزء منه".

لم نتفق معه. بدت الفكرة مثيرة للاهتمام لكنها غير ممكنة في هذه المرحلة. ربما تهب رياح ديمقراطية جديدة على المنطقة العربية. وربما يحدث ههنا استيقاظ ايضا من احلام اليقظة. لكن هذه الفكرة تبدو اليوم شعارا ذا قدرة على التحقق. على كل حال لم يكف الحديث عن ضربي في طريقنا الى مركز البلاد. فقد رأيت ثمّ تفكيرا لامد بعيد. ومحاولة لمواجهة قضية الماهية لا قضية القافلة البحرية فقط. لكنني كلما زدت تفكيرا أدركت ان محادثي لم يشعر بصورة اسرائيل التي تصاغ اليوم في الوضع الحالي. فبخلاف طموحه الى ان تندمج اسرائيل في الشرق الاوسط ما يحدث عندنا هو مسار عكسي وهو اعطاء الشرعية للعداوة القومية الموجهة الى الاقلية العربية. "حسن وجود اصدقاء كهؤلاء"، قلت لصديقي في طريق العودة، "لكن من المؤسف أنه لا يوجد إمكان حقيقي لحوار خصب ومكشوف وصائب بيننا وبين عرب اسرائيل في صورة الدولة".