خبر الإغلاق هو المشكلة -هآرتس

الساعة 08:26 ص|04 يوليو 2011

الإغلاق هو المشكلة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        كل المؤشرات تدل على أن حكومة اسرائيل تستعد لاستقبال الاسطول الحالي الى غزة بجذرية أوسع بكثير مما في السنة الماضية. وبدلا من الاعتماد فقط على استخدام القوة، جرت هذه المرة استعدادات دبلوماسية، ودول صديقة على رأسها اليونان، هرعت لنجدة اسرائيل واثقلت على انطلاق الاسطول على دربه. العمل السياسي أظهر بان هناك بدائل أقل عنفا من اسوأ الخيارات التي تتخذ في اسرائيل – والمتمثلة بارسال مقاتلين مسلحين لقمع احتجاج مدني.

        ولكن العزيمة والابداع اللذين ابداهما بنيامين نتنياهو وحكومته يبرزان فقط السخافة التي تقبع في اساس سياستهما. اسرائيل أخلت مستوطنيها وجنودها من غزة قبل ست سنوات، وانسحبت الى الخط الاخضر كي تنهي احتلال الاقليم المأهول باكتظاظ بالفلسطينيين، وتركهم يديرون حياتهم. منذ ذلك الحين يبدو أن اسرائيل أدمنت على الاحتلال وغير قادرة على التحرر منه حتى بعد أن أعلنت عن "فك الارتباط". كان يكفي سماع بيان المجلس الوزاري بان اسرائيل ستعمل "بتصميم" على وقف الاسطول، وتصريحات وزير الدفاع امس بان اسرائيل "ستحمي حدودها" لنفهم بان الحكومة لا تزال ترى في قطاع غزة جزءا من اسرائيل، وتصر على مراقبة كل دخول وخروج منه واليه.

        الاغلاق، الذي تلطفت حدته، ولكنه لم يلغَ، في أعقاب الورطة القاتلة مع الاسطول السابق، مرفوض من ناحية اخلاقية ومغلوط من ناحية سياسية. فابقاء مليون ونصف فلسطيني تحت قيود قاسية تفرض على الحركة والتجارة لا يساهم في شيء، بل يخلد فقط النزاع والكراهية ويعرض اسرائيل كدولة محتلة ووحشية. الحكومة تعلل الحصار على غزة بعداء حماس، التي تسيطر على القطاع ورفضها الاعتراف باسرائيل وباتفاقات اوسلو. الاغلاق البحري يبرر بالحاجة الى منع ادخال السلاح الثقيل. ولكن الضغط الاقتصادي لم يؤدِ الى اعتدال مواقف حماس، ووقف المتظاهرين في طريقهم الى غزة لن يغير الميزان العسكري. لحماس يجب التصدي بادوات سياسية تؤدي الى تغيير نهجها، والجهد العسكري يجب تركيزه على احباط تهريب السلاح. منع الاسطول  لا يمكنه أن يغطي على الفشل التام للسياسة الاسرائيلية في غزة.