خبر نار غريبة- هآرتس

الساعة 08:05 ص|29 يونيو 2011

نار غريبة- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

اعتقال الحاخام دوف ليئور أول أمس هو فعل موضع خلاف تثير ردود الفعل عليه القلق. محبو حرية التعبير سيجدون صعوبة في ان يقبلوا كأمر مسلم به اعتقال شخص، أي شخص، على اقوال قالها شفويا او خطيا. فالمجتمع الديمقراطي الليبرالي والمفتوح لا يختبر بتأييد متحدثين او كتاب نصوص يطيب لاذانه، بل بالذات في منح امكانية لاطلاق اقوال مناهضة، مهما كانت مثيرة للحفيظة ومهما كانت مناقضة، تجاهه بل وضده.

منذ البداية يجري إذن التحقيق ضد الحاخام اسحق شبيرا – كاتب "توراة الملك"، الذي يروج ضمن امور اخرى بقتل الرضع العرب – وضد الحاخامين الذين كتبوا له "تخويلا"، أي نوعا من المشورة الفقهية، على خيط دقيق.

يحتمل أن تكون الشرطة والمخابرات يتصرفون بفهم أكبر لو أنهم قرروا ترك هؤلاء المحرضين يواصلون بيع بضاعتهم المشكوك فيها، وبالتوازي يواصلون المتابعة، بالوسائل المسموح بها في الديمقراطية، للنتائج العملية لاقوالهم. ولكن، من اللحظة التي قررت فيها الشرطة، استدعاء الحاخام دوف ليئور الى التحقيق، كان عليه أن يمتثل، حتى لو كان يعارض ذلك بشدة، وان يستغل كل سبيل شرعي للاعراب عن الاحتجاج على الادعاءات ضده. الحاخام ليئور هو شخصية مركزية في اليمين الديني، حاخام حاضرة (كريات أربع) ورئيس مدرسة تسوية، وعليه فهو ملزم بالحرص الاستثنائي على القواعد الرسمية واظهار سلوك مدني قدوة. بيد أنه رغم وجود كل سبيل ممكن للاحتجاج مفتوحا امامه، ووسائل الاعلام منصتة لكل كلمة تخرج من فمه، فضل ان يدير ضد سلطات القانون حملة تحريض اخرى، أشعلت في اوساط تلاميذه والمعجبين الكثيرين نارا خطيرة وغريبة.

الصراع الذي يقوده ليئور ضد الدولة ومؤسساتها منسجما وطويلا. ومثلما مجد باروخ غولدشتاين بعد المذبحة في مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي) وعدل صيغة الصلاة لسلامة الدولة في أعقاب فك الارتباط هكذا يحرض الان ضد سلطة القانون. عن حرية التعبير يجب الذود بكل قوة، ولكن الحاخام ليئور يجب اقالته من كل المناصب. الديمقراطية لا يفترض أن تشغل محدثي أعمال شغب يجتهدون لتحطيمها باسم الفقه.