خبر الزهار: ”عباس حشر نفسه في خيار واحد وبالتأكيد سيغادره للبيت"

الساعة 05:05 ص|28 يونيو 2011

الزهار: ”عباس حشر نفسه في خيار واحد وبالتأكيد سيغادره للبيت"

 فلسطين اليوم-وكالات

أكد عضو المكتب السياسي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار، ان ما تتناقله وسائل الإعلام عن وصول جهود المصالحة الفلسطينية إلى طريق مسدود أمر صحيح، وهو تجسيد حقيقي للواقع السياسي الفلسطيني الحالي.

 

 وقال الزهار في تصريحات لصحيفة الدستور الاردنية:" نحن اتفقنا على مواضيع وتعطل التوقيع عليها لأننا أردنا أن نحصلها، ومنها موضوع منظمة التحرير والحكومة والمجلس التشريعي وقضية اللجنة الأمنية العليا بحيث يتم التوافق عليها وعندما وافقت فتح على أن تتم بالتوافق وقعنا على الورقة وتمت المصالحة الفلسطينية.

 

وأضاف «بعد توقيعنا على هذه المصالحة بدأت حركة فتح بممارسة عكسها على أرض الواقع»، لافتا إلى أن فرز اسم معين ورهن المصالحة فيه لا يعتبر أمراً مشجعاً على ما تم الاتفاق عليه. وأضاف «لم نتفق على أن يتم تعطيل المجلس التشريعي لتصبح الحكومة حكومة محمود عباس لأن الحكومة هي حكومة وفاق وطني، وبالتالي فان ما تم الاتفاق عليه يتم خرقه الآن بواسطة فتح وهذا ما أدى إلى ما نحن فيه الآن من جمود».

 

أما عن الآفاق العملية للمصالحة الفلسطينية في المرحلة المقبلة، وإمكانية تشكيل حكومة توافق وطني مع حركة فتح، قال الدكتور الزهار «إذا استمرت هذه السياسة وإذا استمرت هذه الخيارات الوحيدة لحركة فتح لا أعتقد أنه سيتم تشكيل حكومة، لأن حكومة الاتفاق يجب أن يتفق عليها جميع الفصائل الفلسطينية ليس فقط فتح وحماس، إذا كانت العثرة الأولى في موضوع رئاسة الوزراء فما بالك في بقية الوزراء».

 

وفي معرض رده على سؤال «هل حركة حماس مع تنفيذ اتفاق المصالحة كما هو»، قال الزهار «طبعا نحن نلتزم لأن المسلمين عند شروطهم، نحن نلتزم بما اتفقنا عليه ولن نوافق على ما لم نتفق عليه، لأننا لو أردنا أن نوافق على ما تريده حركة فتح لوقعنا على المصالحة منذ أكثر من عامين». ونفى الزهار ما تناقلته وسائل الإعلام عن محاولة لحل الخلاف في تركيا منذ عدة أيام بين الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، وقال: «هذا ليس صحيحاً لأن الزيارة لم يكن هدفها المصالحة ولم تتطرق إلى أي خلاف بين عباس ومشعل».

 

وفيما يتعلق بحديث البعض عن أن حماس اندفعت إلى المصالحة الفلسطينية بسبب الأحداث في سوريا، أكد الزهار على أن من يدعي هذه الإشاعات «لا يعرف شئ»، مضيفا «هذا كلام تدعيه حركة فتح لأنها اطلعت على الشجرة ثم نزلت إلى الأسفل».

 

وتابع «حركة فتح جاءت لما كنا نحن نطالب به، فهم جاءوا لتشكيل لجنة أمنية بالتوافق بعد أن كانوا يريدوها بالتشاور وجاءوا إلى تشكيل لجنة الانتخابات المركزية بالتوافق والى حكومة توافق. عندما جاءوا لما كنا نطالب به تم الاتفاق وبالتالي ليس لأحداث سوريا أية علاقة».

 

وأردف الزهار قائلاً «بالمناسبة الأحداث التي تجري من حولنا هي من صالح حركة حماس، فما حدث بمصر جاء لصالح حماس، ومن يقول أن حماس ذهبت للمصالحة بسبب تغير الظروف من حولها فان كلامه غير صحيح».

 

وفيما يتعلق برؤيته للمرحلة المقبلة، تمنى الدكتور الزهار أن يجتاز الفلسطينيون هذه المرحلة بتشكيل حكومة وفاق وطني تطبق ما تم الاتفاق عليه. أما فيما يتعلق بالوضع العربي، فقال إن «ما يجري الآن ليس في مصلحة العدو الإسرائيلي والنفوذ الغربي في المنطقة». وأضاف إن «الحكومات القادمة سواء كانت في مصر أو في تونس لن تكون حكومات موالية للاحتلال الإسرائيلي، ولن تلتزم شعوبها بالاتفاقيات التي تمت، ولن تعترف بأي تعاون استراتيجي مع الغرب في هذه المنطقة، وبالتالي فان مشروع التحرر من الهيمنة الغربية سيكون أكثر قدرة على التأثير وأكثر واقعية وربما يتسلم مناصب رفيعة في الحكم».

 

وعن رأي الزهار في إمكانية مواصلة الرئيس عباس مراهنته على خيار المفاوضات وخشيته من التهديدات الأمريكية والإسرائيلية، قال الزهار «من حشر نفسه في خيار واضح وواحد لا يستطيع أن يغادره، وان غادره فانه بالتأكيد سيغادره للبيت». وأضاف «عباس ليس لديه خيار المقاومة، وبالتالي حشر نفسه في خيار المفاوضات، وخيار المفاوضات وصل إلى طريق مسدود. أرى أنه يحاول أن يصنع قفزات سياسية مثل قفزة «ما يسمى باستحقاقات أيلول»، وأعتقد أن أمريكا أجابت على هذا الموضوع إجابات واضحة حيث هدد أوباما الأمم المتحدة بقطع المساعدات الأمريكية إذا صوتت لصالح مشروع إقامة دولة الفلسطينية حتى وان كان ذلك التوقيع في الهواء»، حسب قوله.

 

وعن دور مصر التي رعت اتفاق المصالحة الفلسطينية من ضبط تراجع بعض الأطراف، أشار الزهار إلى أن مصر هي وسيط ولا يجب أن يكون دورها مع طرف دون الآخر. واختتم حديثه قائلاً: «عندما تجلس مصر مع حماس تحاول أن تقنعها بتصور حركة فتح وفي تصوري أنها إذا جلست مع فتح تحاول إقناعها بوجهة نظر حماس حتى يتم تقريب وجهات النظر، ولكن هذه الجهود حتى الآن لم تنجح».