خبر تدريب تخويف الجبهة الداخلية- هآرتس

الساعة 09:27 ص|26 يونيو 2011

تدريب تخويف الجبهة الداخلية- هآرتس

بقلم: يوآف زاكس

لا ينبع الاشمئزاز الذي أثاره تدريب حماية الجبهة الداخلية "الكبير" بين فريق من الجمهور وسائر التصريحات التي صحبته في وسائل الاعلام من مجرد الحاجة الى التدرب على اجراءات طواريء أو اقامة "لعبة حرب" – مهما يبلغ هذا التعبير من السوء. بل ينبع من الحاجة الغريبة الى أن يوصف للجمهور بالتفصيل رعب السيناريو (آلاف الصواريخ والقتلى ومصابون كثيرون وما أشبه) – فكل اولئك كأنما يرمي الى أن يوحي للجمهور بمبلغ خشية السلطة الحالية على سلامته في حين تبث فيه الذعر في واقع الامر.

الجمهور المذعور هو جمهور مستسلم يفضل أن يحصر همه في الاهتمام بوجوده المادي عن الاهتمام بالنضال عن نوعية حياته. هل تحتاج عائلات شابة أو شيوخ أو مستثمرون من الخارج الى هذه المعلومات، وهل لديهم ما يفعلون معها؟ إن أكثر دول اوروبا تحت تهديد أثقل كثيرا. وعدد الرؤوس الذرية الموجهة الى منهاتن أكبر من عدد تلك الموجهة الى تل ابيب. فهل سمعتم في آخر زيارة لكم في منهاتن بتدريب على النزول الى الملاجيء؟.

لكن الاشمئزاز الرئيس من تدريب حماية الجبهة الداخلية ينبع من حقيقة أن الامور المهمة حقا تهملها السلطة المركزية والسلطات المحلية. هل توجد حلول ملاجيء معقولة للمواطنين في أنحاء البلاد؟ ألن يُهمل شمالي البلاد كما حدث في الماضي اسابيع طويلة؟ هل حلوا مشكلة خليج حيفا على اختلاف تهديداته؟ هل البنية التحتية لانتاج الكهرباء محمية؟ هل سيُشل مطار بن غوريون واذا كان كذلك فهل ثمة حل بديل معقول (يتضمن ترتيب النقل اليه ومنه)؟ هل سنرى مرة اخرى ساعة الازمة أثرياء ينفقون على مدن خيام لمواطنين يهربون من مناطق الخطر؟ وهل يوجد جسم حكومي ناجع قادر على تلبية حاجات المدنيين الذين سيختارون نقل مكان سكنهم؟ وهل يعرف الجمهور لمن يتوجه في زمن طواريء كهذا؟ وهل ستُضمن نوعية حياة في الحد الأدنى لهؤلاء المواطنين؟ وماذا عن العلاج الطبي؟ والطعام؟ وجهاز التعليم؟ فضلا عن أن يتم علاوة على ذلك تجنيد واسع لقوات الاحتياط. وماذا عن الاحتياطي من منتوجات حيوية كالوقود وماء الشرب والغذاء؟.

بدل تخويف الجمهور بحادثة مغطاة اعلاميا ألم يكن أفضل العمل على نحو منهجي دون عدسات تصوير على حل هذه المشكلات؟ ألم يكن من الممكن زيادة الوعي بين الجمهور بمساعدة جهاز التربية مثلا؟.

إن جهد تخويف الجمهور يبلغ ذروته عندما نزيد على هذه التدريبات التهديد الكيماوي وهو من البقايا القديمة منذ ايام الحرب العالمية الاولى تجاوز جميع حواجز الزمن ويرفض أن يدعنا وشأننا. يجب أن يُقال للجمهور بصدق أن ثمة احتمالا ضعيفا لأن يستعمل زعيم بلا مسؤولية سلاحا كيماويا على أهداف مدنية، لكن هذا العمل – وهكذا يجب على اسرائيل ان تعلن من فوق كل منصة – سيسقط جميع الحواجز ويُمكّنها من أن ترد بكامل القوة. إن الردع هو اسم اللعبة هنا.

السلاح الكيماوي محدود جدا في المساحة التي يستطيع تغطيتها. يجب أن يعلم زعيم عدو يتشوش عليه عقله الى درجة استعمال سلاح كهذا أن الثمن سيكون باهظا جدا وهذا يكفي. ويجب أن يتم تمكين المواطنون الذين سيظلون قلقين من سيناريو كهذا من شراء أقنعة واقية بسعر معقول. إن اقامة هذا التهديد في مركز كل تدريب للجبهة الداخلية، وتصوير فرق التطهير التي تغسل "المصابين" والذين يُبينون أنهم بذلك يُمكّنون من أداء معقول في المشافي، وسائل ترمي الى تخويف الجمهور أكثر من أن تزرع فيه الثقة. لكن ألم يكن هذا هو هدف التدريب. سجل نجاح حقا، بهذا المعنى.