خبر لا يمضون للجيش.. هآرتس

الساعة 02:29 م|21 يونيو 2011

بقلم: سافي رخلفسكي

(المضمون: اختفى جيش الدفاع الاسرائيلي الذي نشأت الدولة على كتفيه وكان ذا صبغة علمانية واضحة ليحل محله جيش يُسميه الكاتب جيش الهجوم من اجل الله لانه يأتمر بأمر المتدينين وبالأوامر التوراتية - المصدر).

تخيلوا أن يُبلغ مئات الشباب من أبناء الثامنة عشرة الحكومة ورئيس هيئة الاركان هذا الصيف أنهم لن يمضوا الى الجيش. وعندهم ثلاثة مطالب لتجنيدهم يفترض أن تكون مفهومة تلقائيا: وقف العادة التمييزية التي أخذت تتسع ومؤداها أن فتاة علمانية تُجند سنتين في حين تُعفى فتاة متدينة من كل عبء؛ والغاء القاعدة الشديدة السوء والتي زادت تطرفا ومؤداها أن العلماني الذي يريد أن يدرس اربع سنين يحصل احيانا على إذن من الجيش ويجب أن يعوض ذلك بسنوات تجنيد طويلة أما زميله المسجل لدراسات دينية متطرفة لاربع سنين فانه يحظى بسببها باعفاء طوال الحياة؛ واعلان الحكومة أن الجيش سيحمي اسرائيل في حدودها وأنها غير معنية بمتر آخر. إن حدود اليوم اذا كان نتنياهو قد نسي تقوم في قوانيننا على حدود 1967 مع زيادة الأحياء اليهودية في شرقي القدس فقط (غير اليهود في شرقي القدس ليسوا مواطنين ولهذا ليست أحياؤهم جزءا من الدولة).

لا يوجد نفاذ اخلاقي وقانوني لضريبة الدخل المفروضة على اليهود الاشكناز فقط. ولا نفاذ لاشارة ضوئية حمراء لاصحاب الشعر الاسود فقط، ولا يوجد تجنيد لغير المتدينين ولا تدين فقط. إن القانون الذي يقوم على تمييز شديد ليس قانونا ولا تمكن طاعته. إن قوانين الدولة وجيشها يحميان حدودها. ونسافر الى الخارج مع جواز سفر لا مع دبابة.

إن الواقع المعوج الذي يحتل اسرائيل ليس جديدا. لكن ثلاث قشات يكسرن الآن ظهر الحمار وهي: التطرف الداحض للاعفاء الديني؛ ووعد نتنياهو بصراع أبدي لرفضه الاكتفاء باسرائيل القانونية التي تقوم على خطوط 1967؛ وقرار حامل معدات نتنياهو – بني غانتس الذي شك مئير دغان في قدرته على كفه عن الخروج لحرب خراب – على أن المجندين يجب أن يبذلوا مُهجهم من اجل الله أبيهم.

"يتذكر الله أبناءه وبناته"، هذه صيغة خلاصية تثير القشعريرة. وإن جعلها صيغة ملزمة هي أمر واقعي. إن معنى الجيش الاسرائيلي ينقلب ليصبح جيش الهجوم من اجل الله. كتب حاييم غوري عن الآباء الذين يضطرون الى التضحية بأبنائهم الذين يولدون والتي تفترس قلوبهم، وزاد الامر شدة الآن. فالاعفاء من الخدمة يجعل غير المتدينين ضحايا المستقبل باسم "الله" ومن اجل مستوطنات خلاصية.

يجب على نتنياهو وغانتس أن يجندا لجيش الله مجندا واحدا هو الله. وهو يفترض ان يكون قادر على كل شيء. واذا كان اولئك الذين يرون أنفسهم أبناء الله يخشون أن يصعب عليه ترتيب أموره مرة اخرى فانهم مدعوون الى الانضمام اليه. ينبغي أن يُجند لجيش الهجوم من اجل الله المؤمنون والمؤمنات به وأبناؤه وبناته، وأن يمضوا ليحاربوا حروبه خارج حدود اسرائيل لا من اجلها.

تدرب اسرائيل هذا الاسبوع على اصابة أكثر من ألف صاروخ كل يوم. أُعدت في المركز مواقع سيُدفن فيها آلاف فورا لمنع انتشار الامراض. إن مرض الزمان والمكان هو الخلاصية. ففي العالم الخلاصي تشيع جملة "هذا هو وقت الفعل لانهم نقضوا توراتك". ومعناها انه في وقت الصراع يصبح غير الحِل فريضة. إن هذا المنطق بصيغته العلمانية أفضى بيميني مثل دغان الى أن يهدر كي يوقف الخراب وآلاف الضحايا؛ وأفضى برجل مركز مثل شمعون بيرس الى أن يهمس بالتحذير من الخطر الوجودي المقترب.

هذا هو الوقت لتجنيد النفس من اجل اسرائيل. انشأ آلاف الشباب الهاغاناة والبلماح والجيش الاسرائيلي ويستطيع آلاف الشباب مرة اخرى انقاذ الجيش الاسرائيلي واسرائيل من كارثة. سينشأ جيش الدفاع عندما يُنقض الجيش الذي حل محله وهو جيش الهجوم من اجل الله. الجيش الذي يسير بنا نحو الخراب. إن نتنياهو وغانتس و"قتلى ألتلينا"، ولواء الاستيطان والله يبدون كأنهم يتعجلون سيرهم على نحو يفضي بآلاف الشباب الى أن يقرروا أن من واجبهم عدم تجنيد أنفسهم لهذا الجيش، من اجل اسرائيل.