خبر بين غريبل وشليط: مؤامرات في الشرق الاوسط.. اسرائيل اليوم

الساعة 02:24 م|21 يونيو 2011

بقلم: رؤوبين باركو

(المضمون: يستعمل الاخوان المسلمون خاصة في مصر نظرية المؤامرة التي ترى اليهود سبب كل مشكلة عند المسلمين لتوحيد صفوف المصريين وهكذا يستعملون البائس غريبل باعتباره عميلا لاسرائيل أراد اثارة اختلاف بين مصر والولايات المتحدة - المصدر).

إنضم الى مهرجان الجواسيس العالمي عميل أسطوري جديد وهو شخص اسمه ايلان غريبل. منذ كشف الاستخبارات المصرية عن "العميل الصهيوني" أُدرج هذا الشخص في وعي الجمهور العربي باعتباره أيقونة تجسس يوجد عن يمينها وشمالها لورنس رجل العرب وجيمس بوند على الأقل. على حسب قصر أحلام العرب، والذي كله مؤامرات دولية، نجحت سلطات مصر في أن تنسب الى يهودي غامض مسلح بحاسوب ضئيل القدر، يدمغه من أخمص قدمه الى كوفيته، القدرة على تغيير المصائر والمسارات التاريخية في مصر مع الاستخفاف بذكاء الشعب المصري والعالم كله.

بلغت الامور الى حد أنه بحسب رواية الاستخبارات المصرية التي رُوجت بنجاح للغوغاء المصريين على أيدي جماعة الضباط، أفضى "العميل الاسرائيلي" الى انقلاب سياسي والى تنازع بين الجماهير والسلطات في ميدان التحرير، بل انه نجح في تحريض الجماهير المصريين على الانقضاض على الأقباط وإحراق كنائسهم، لا أقل ولا أكثر.

بالغت الاستخبارات المصرية ووضعت في يد غريبل لافتة صنعت في واقع الامر بالفوتو مونتاج، واشتملت على صيغ شتم لاوباما في طموح الى البرهان على ان غريبل عمل في خدمة اسرائيل في مؤامرة لبث الاختلاف بين الولايات المتحدة ومصر. ويُذكر هذا بقول تشرتشل: لم يكن مصريون كثيرون قط مدينين لقليلين بهذا القدر، وفي حالتنا – لغريبل. إن "العميل الصهيوني" زود طائفة الضباط المتعثرة والشعب المصري المُحرض بالقدرة على اتهام اليهود بجميع اخفاقات مصر وتوحيد صفوفها المتفرقة. لا شك في أن غريبل ضروري الآن للنظام ولا سيما في هذه الايام التي يهرب فيها المستثمرون من مصر ويبتعد السياح عن البلد الذي يُجر الى إفلاس وجوع.

إن الفوضى هي بالضبط الزمن الذي يستعمل فيه معادو السامية منذ فجر التاريخ وسائل التحريض ويوجهون الاتهامات والجمهور الغاضب على اليهود. إن الوضع الذي يسود مصر هو ارض خصبة لاستعمال شيفرة الاخوان المسلمين التوجيهية. فهؤلاء يحركون الطائفة العسكرية كأنها دُمية، ويستعدون للسيطرة على مصر، ويجعلون هدفهم نقض اتفاقات السلام مع اسرائيل. هذه الحركة التي تطمح على نحو معلن الى السيطرة على العالم تستعمل اليهود باعتبارهم وقود الثورة كما هي عادة التراث الاسلامي منذ أقدم العصور.

بحسب ما يرى المفكرون البارزون من حركة الاخوان المسلمين مثل سيد قطب، اليهود هم أعداء الله وأعداء المؤمنين وتجب محاربتهم والقضاء عليهم. تقول نظرية المؤامرة الاسلامية التي تغذي هذا المبدأ أنه حتى الله يُدبر المؤامرات: "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين".

إن تصور المؤامرة الاسلامي يرفض عيبه بأن يتهم اليهود بمؤامرة للسيطرة على العالم. وبهذا تُعظم الحركة قوة حفنة من اليهود في العالم معتمدة كثيرا على اقتباس من بروتوكولات حكماء صهيون. خُذوا على سبيل المثال "العميل" غريبل: اذا كان قادرا على كل هذا فانه يمكن أن نفهم جزءا من الهذيانات في الأدمغة المحمومة لقادة الحركة الذين يحرضون الغوغاء المصريين على اليهود. نذكر فقط أنه من اجل تلك الأهداف نفسها تم اتهام يهود المدينة في أيام محمد بالخيانة، وكانت نتيجة ذلك أن تم القضاء عليهم وغُنمت أملاكهم. إن اتهام اليهود بالتجسس اذا اختراع مُثبت وقدوة يُحتذى عليها. وعلى نحو يشبه مصر تُعظم حماس في غزة استراتيجية متناقضة مؤداها أن جنديا اسرائيليا فردا هو نقطة اعتماد وجودية للشعب الفلسطيني ولمستقبله. يشير طلب حماس الافراج عن مئات المخربين مقابل شليط الى تصور المنظمة المنخفض لنفسها. فمعنى الأمر أن قيمة جندي اسرائيلي فرد هي قيمة مئات المخربين. فأين الكرامة العربية؟.

تكمن المؤامرة الحقيقية في حقيقة ان الاخوان المسلمين يعارضون في الحقيقة التحالف العلماني والديمقراطي، ومن الواضح أنهم اذا تولوا الحكم فسيُحرقون السلم الديمقراطي الذي تسلقوه. يتبين أن "ربيع الشعوب العربي" يُصور مسارات سريعة تُعرض للخطر رؤيا الأمة المسلمة وتثير على السطح الطائفية والدينية والقبلية خاصة. وجدوا في غريبل حلا لتوحيد الصفوف.