خبر حقيقة نتنياهو..هآرتس

الساعة 08:17 ص|17 يونيو 2011

بقلم: أسرة التحرير

الكاتب اتغار كرات رافق هذا الاسبوع بتكليف من "هآرتس" رحلة رئيس الوزراء الى ايطاليا، وسجل على لسكان بنيامين نتنياهو مفاهيمه عن النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين: "هذا نزاع غير قابل للحل لانه ليس حول الارض، فانت لا يمكنك أن تتخلى عن كيلو متر أكثر فتحله. جذر النزاع يوجد على الاطلاق في مكان آخر. الى أن يعترف ابو مازن باسرائيل كدولة يهودية، لن يكون أي سبيل للوصول الى اتفاق. وأول أمس كرر نتنياهو في الكنيست موقفه: "السبب في أنه يوجد هنا نزاع وانه متواصل هو الرفض للاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي في أي حدود كانت".

        بقوله ان النزاع غير قابل للحل، فان نتنياهو يحكم على اسرائيل بالعيش على حرابها الى الابد، ولا يترك فتحة للمصالحة مع الفلسطينيين ومع العالم العربي. محقة رئيسة المعارضة، تسيبي لفني، التي هاجمت نتنياهو في النقاش في الكنيست على "دفن الامل في التسوية والحياة الطبيعية" ووقفت عند رأيها في أنه يمكن حل النزاع اذا ما اتخذت اسرائيل "قرارات صعبة".

        الاستنتاج العملي الذي يستخلصه نتنياهو في تقويم الوضع المتشائم لديه يشغل البال أكثر. فنتنياهو يطلب من الفلسطينيين التخلي عن فكرتهم القومية والاعتراف باسرائيل "كالدولة القومية للشعب اليهودي". وهو يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يتعهد بان يكون لليهودي في بروكلين او لندن الحق في البلاد اكثر من المواطن العربي في تل أبيب، القدس او حيفا – وفي واقع الامر يعترف بذلك بان الفلسطينيين هم غزاة أجانب الى بلاد الشعب اليهودي. لا عباس ولا أي زعيم فلسطيني آخر يمكنه أن يوافق على مثل هذا الاملاء.

        الاحتمال لحل النزاع يكمن في تسويات عملية لتقسيم البلاد، تؤدي الى منظومة علاقات جديدة بين الدولتين، اسرائيل وفلسطين. ولكن نتنياهو يتملص من بناء المستقبل، الذي ينطوي بالضرورة على انسحاب اسرائيلي من المناطق، اخلاء مستوطنات وتقسيم القدس، ويفضل التمترس في نقاش عديم المنفعة عن الماضي وعن تغيير الرواية الفلسطينية. نتنياهو يريد أن يتناكف مع الفلسطينيين لا ان يتساوم معهم. لا توجد صيغة أكثر ضمانة من ذلك لتحقق توقعه في أن النزاع غير قابل للحل وتدفع الفلسطينيين نحو انتفاضة ثالثة.