خبر جلعاد لن يعود- هآرتس

الساعة 08:08 ص|15 يونيو 2011

جلعاد لن يعود- هآرتس

بقلم: نتان زاخ

(المضمون: يرى الكاتب ان جلعاد شليط لن يعود ما بقي الامر متعلقا بالحكومة الاسرائيلية وبرئيسها الواثق من صلابة الائتلاف لديه - المصدر).

جلعاد شليط لن يعود. على كل حال، لن يعود جلعاد شليط ما بقي الامر متعلقا بدولة اسرائيل لا بآسريه القتلة في قطاع غزة. أُذكر من سيجد كلامي شديدا جدا أو ربما فصاميا بأنني ولدت في بلد النازيين بل إن أبي انتحر بسببهم. وهكذا فليس من يتوجه اليكم هنا متفائلا كبيرا.

        جلعاد شليط لن يعود، أو على كل حال ما بقي رئيس حكومتنا يؤمن أن له أكثرية ائتلافية صلبة.

        وفي هذا الشأن ليس عنده الكثير مما يقلقه، لأن هذا الجزء من حزب العمل وميرتس المجزأة، والحركة الكيبوتسية التي هي في وضع انحلال – منذ كان كلام مناحيم بيغن الذي عاب برك السباحة والخصخصة الرأسمالية التي تبلغ ذروتها اليوم، وعدة عشرات آلاف من صدّيقين خفيّين وظاهرين في دولتي تل ابيب وحيفا – لن تكفي. على كل حال هكذا تبدو الامور اليوم.

        ويجب أن نزيد على هذا أن رئيس حكومتنا ينجح في أن يجد عددا من الحلفاء في العالم يسمحون له بالحديث عن تفاوض حتى آخر الزمان، ولست أعلم كم من الوقت بقي لجلعاد البائس ولنا جميعا حتى ذلك الحين.

        ولماذا؟ لأن ائتلافا من "المُشجَّعين" و"الحريديين" الذين يطيعون ساكن السماء لكنهم لا يهتمون بما يجري هنا على الارض ما ظلوا جزءا من الأكثرية اليمينية التي تحكم اليوم، لن يساعد أكثر مما ساعد المحروقين في محارق أبناء وطني. وفي الحقيقة يجب علينا نحن الذين اجتزنا القرن الاسود الماضي ونعيش في أيامنا هذه أن نكون الخائفين الحقيقيين. وتذكروا جيدا ما أفتى به واحد من هؤلاء في حينه، وتقول فتواه إن رجلا يسير بين امرأتين في رواق الكنيس الأعظم هو حمار. "كل من ينقذ نفسا واحدة من اسرائيل فكأنما أنقذ العالم كله"، هذا نسيه منذ زمن كل الحفارين والباحثين في التراب ليجدوا "شهادات" على حقنا في البلاد. ومن كان لا يؤمن فان حكمه الجحيم وهو ما يزال حياً.

        جلعاد شليط لن يعود. آمل بالطبع أن أكون مخطئا. لكن أفضل للانسان أن يخطيء من أن يُضلل.

        أردت أن أقول هذا الكلام وأشباهه لكن يبدو انه لن يُسمع. والسبب أن شبكة تلفاز دعتني الى مقابلة صحفية في موضوع جلعاد شليط البائس، لكنني على ثقة بأن كلامي لن يُبث في نهاية الامر، ولذلك أُبيح لنفسي أن أنشره في حصن الصحافة الحرة في اسرائيل. ونترك للتلفاز جميع البرامج الدينية التي تدخل مرة بعد اخرى شاشتنا في مختلف الساعات. ومرة اخرى يبدو أن جلعاد شليط لن يعود. كلي أمل أن أكون مخطئا. لكن أبي ايضا اخطأ على هذا النحو. أبي الذي على الارض لا ذاك الذي في السماء.