خبر أيها الطيبون لماذا تتركون الاسد يذبح؟- إسرائيل اليوم

الساعة 08:27 ص|12 يونيو 2011

أيها الطيبون لماذا تتركون الاسد يذبح؟- إسرائيل اليوم

بقلم: ليئور الفروفيتش

ستظل الصورة الدولية معوجة حتى لو قرر آخر الامر قادة الصين وروسيا والهند الانضمام الى التنديد بالنظام السوري وتأييد اقتراح التنديد الذي طرحته بريطانيا وفرنسا على مجلس الامن. الاسد يفعل ما يحلو له، وعلى كل حال لن تمنع العملية الرمزية الفارغة للتنديد الاسد الذي قد ذبح أكثر من 1200 انسان من أبناء شعبه، الاستمرار في ذلك.

ليس حفل الاقنعة الذي يجري ازاء أعيننا في شأن سوريا تجديدا تاريخيا. فمن الواضح للجميع ان المصالح الاقتصادية والعسكرية هي التي تملي برنامج عمل الجماعة الدولية  ولا سيما القوى العظمى، ولن تفسد دول ليست قدوة للحفاظ على حقوق الانسان كالصين وروسيا هذا العرض المخجل الذي يترك المشاهِد الاخلاقي حائرا. لماذا دم الاسد أكثر حمرة من دم نظيره المريب في الطغيان، معمر القذافي؟.

لكن يبدو ان أكبر حيرة يمكن ان تسجل هنا خاصة في اسرائيل. والقصد الى اولئك المفكرين والى منظمات حقوق الانسان النشيطة التي تسارع الى التنديد بالجيش الاسرائيلي. الآن خاصة وحادثة ذات علامات قتل حقيقي تتم على مبعدة لا تزيد على 300 كم عن تل ابيب لا يسمع صوتهم الحاد اللاذع على نحو عام.

إن "قتل الشعب"  مصطلح أبدعه خبير القانون اليهودي رفائيل لمكين في سنة 1944، عندما أتى ليميز قتل اليهود في الحرب العالمية الثانية. بعد ذلك باربع سنين، في 1948، جرى التوقيع على ميثاق الامم المتحدة  لمنع قتل الشعب، الذي يحدد أي الاعمال يشتمل عليها. أيها مثلا؟ محاولة القضاء على جماعة عرقية أو دينية أو عنصرية أو قومية.

اجل، يمكن ان نرى كيف تشتمل افعال رجال الاقلية العلوية وشركائهم في الجيش الذين تسيطر عليهم عائلة الاسد، على وسائل قمع شديدة الوحشية مثل قتل متعمد لاولاد ونساء وشيوخ. وكل ذلك لحفظ السلطة من المعارضين واكثرهم من أبناء الطائفة السنية. يوجد في هذه الافعال علامات قتل شعب.

كنا نتوقع في ضوء كل هذا ان نسمع اولئك الادباء والصحفيين والاكاديميين وسائر رفاقهم الذين اعتادوا ان يتهموا الاسرائيليين بالتجاهل المنهجي للقانون الدولي، يثورون بشدة على نظام الاسد. انهم الذين يعبرون دائما عن عجب من انه كيف يعمل الشعب اليهودي خاصة الذي قتل ملايين من أبنائه بشدة، كيف يصمتون فجأة ازاء اعمال القتل الفظيعة في سوريا. عندما يتحدى الجار الكريه من الشمال باعماله كل اولئك الذين يمجدون على نحو عام الدرس العام للمحرقة، يصمت  صوتهم ويظل ميدان السوق فارغا كما تقول القصيدة.

ان بشار الاسد زعيم يرى نفسه جزءا من حفل الاقنعة الدولي ذاك. انه يفهم قوانينه ولهذا يبيح لنفسه ان يفعل افعاله عن علم واضح بأن لا شيء سيحدث لمواجهته في الاطر الدولية. لكن من المؤكد انه لم يتوقع صمت الاسرائيليين ولا سيما المفكرون منهم.