خبر المعركة على تركيا وسوريا- إسرائيل اليوم

الساعة 08:26 ص|12 يونيو 2011

المعركة على تركيا وسوريا- إسرائيل اليوم

بقلم: البروفيسور ايال زيسر

قد يمنح المصوتون في تركيا رئيس الحكومة الذي يتولى عمله، رجب طيب اردوغان، نصرا كبيرا في الانتخابات التي تجرى اليوم كما تدل جميع استطلاعات الرأي. فبعد كل شيء، تحولت تركيا تحت قيادته الى قوة اقليمية تتمتع بالجلالة وبالمكانة في المجال الذي يحيط بها وفي العالم كله ايضا. والاهم من وجهة نظر  الناخب التركي ان تركيا تحت قيادة اردوغان تحولت الى دولة تتمتع باستقرار سياسي ونماء وازدهار اقتصاديين لم يسبق لهما مثيل ولم تعرف لهما شبيها منذ كانت.

ليس السؤال المهم في الانتخابات هوية المنتصر بل هل سينجح اردوغان وحزبه الاسلامي في ان يحظيا بثلثي مقاعد مجلس الشعب. سيُمكن هذا الانجاز اردوغان من ادخال تغييرات على الدستور التركي على وفق رؤياه ورؤيا حزبه، حزب "العدالة والتنمية"، وأساس هذه الرؤيا الانفصال عن تراث مؤسس تركيا الحديثة اتاتورك، العلماني الموالي للغرب، وجعل هذه الدولة دولة اسلامية ترى الدولة العثمانية نموذج الهامها وقدوتها.

ان الدستور الجديد الذي يرغب فيه اردوغان سيمكنه من تغيير طريقة الحكم لتصبح رئاسية كما هي في الولايات المتحدة. وهكذا، بعد سنة أو سنتين،  سينافس اردوغان في منصب الرئيس ويصبح حاكم تركيا الذي لا اعتراض عليه بغير توازنات وكوابح تقريبا. لم يعد يُسمع ألبتة صوت الجيش التركي الذي كان مدة سنين حامي تراث اتاتورك في تركيا. نجح اردوغان خلال سبع سني حكمه في اضعاف قوة الجيش وابعاده عن أية مشاركة في الحياة السياسية في الدولة. وذلك بتأييد غير قليل من دول اوروبيا والولايات المتحدة التي ترى اردوغان ديمقراطيا يريد ان يعيد الجنرالات الاتراك الى معسكرات الجيش. كذلك اضعف اردوغان جدا قوة سائر النخب العلمانية في تركيا التي ناضلت حتى ذلك الحين بشدة للحفاظ على تركيا دولة علمانية تتطلع الى الغرب وتريد ان تكون جزءا لا ينفصل عن اوروبا.

دفعت اسرائيل كما تعلمون ثمن احلام اردوغان الكبيرة زمنا طويلا وهي التي اصبحت كيس ضرب رئيس الحكومة التركي في طريقه الى تحقيق رؤياه في جعل تركيا قوة اقليمية تتمتع بتأييد واسع في العالم العربي. والان يدفع صديق اردوغان الجيد من الماضي بشار الاسد الثمن.

يتبين ان تركيا لا تنوي البقاء متفرجة في الصراع بين نظام بشار الاسد العلماني الذي يؤيده العالم الشيعي (ايران وحزب الله)، وبين معارضي هذا النظام من أبناء الطائفة السنية في سوريا بقيادة الاخوان المسلمين. بالنسبة لحزب اردوغان، يُعد الاخوان المسلمون مهما يكونوا، في فلسطين (حماس) أو في سوريا، اخوة في العقيدة وحلفاء سياسة في المستقبل.

لا يتطلع اردوغان فقط الى اليوم الذي يلي الانتخابات في تركيا، في طريقه الى ان يُغير وجه هذه الدولة من الأساس. لكن من الممكن جدا انه يتطلع ايضا الى اليوم الذي يلي وجود بشار في سوريا، حينما يتولى الحكم في هذه الدولة أبناء الطائفة السنية. آنذاك ستريد تركيا ان تحل محل ايران باعتبارها حليفة وربما باعتبارها صاحبة البيت في سوريا. فقد كانت سوريا مدة 500 سنة اقليما عثمانيا يُحكم من اسطنبول وربما تُحكم من أنقرة في المستقبل.