خبر عمرو موسى:يتوقع معركة كبيرة بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة

الساعة 12:33 م|09 يونيو 2011

عمرو موسى:يتوقع معركة كبيرة بين الفلسطينيين والعرب من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة

فلسطين اليوم- وكالات

وجه عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية والمرشح المحتمل للرئاسة المصرية، انتقادات لاذعة للكيان الصهيوني على خلفية مواجهتهم المتظاهرين العرب على حدود الأراضي المحتلة بالرصاص، مما أدى إلى استشهاد العشرات منهم، مؤكدا أن ذلك يؤكد الأساليب العدوانية ، التي يمارسها الاحتلال .

وحذر موسى الصهاينة من أن هذه الممارسات تمثل تعبئة إضافية ضد ( إسرائيل) بين الجماهير العربية التى تشعر بالإحباط واليأس والتى لن تصمت مرة أخرى خاصة فى ظل الثورات العربية الحالية، لأن من ضمن أهدافها اعادة الكرامة العربية التى ترتبط بشكل أساسى بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني .

 

وتوقع موسى في مقابلة مع وكالة فارس أن تشهد الفترة المقبلة معركة كبيرة بين الفلسطينيين والعرب من جهة و(اسرائيل) والولايات المتحدة من جهة، وذلك مع اقتراب موعد استحقاق سبتمبر، واعلان قيام الدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة، خاصة فى ظل الرفض الصهيوني واحتمالات استخدام الولايات المتحدة لحق النقض " الفيتو" ضد أى قرار يصدر بهذا الشأن، مشيرا إلى أن الجامعة العربية شكلت لجنة منبثقة عن لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لبحث الموقف العربى إزاء التحركات الصهيونية الأمريكية .

و تطرق موسى خلال الحوار للعديد من الأمور الخاصة بالقضية الفلسطينية، والشأن المصري والعربي، بالإضافة إلى برنامجه الانتخابي كمرشح محتمل لرئاسة مصر، ورؤيته لمصر بعد ثورة 25 يناير .

 

هل أنت متفائل من الوفاء باستحقاق سبتمبر، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، خاصة في ظل التعنت الصهيوني ؟ أم أن (إسرائيل) ستنجح في إفشال هذه المساعي ؟

 

القرار قرار عربى ويعرض على مجلس الأمن والأمم المتحدة لاقرار ضم الدولة الفلسطينية الوليدة الى الامم المتحدة، ولكن هناك مقاومة شديدة من جانب (اسرائيل) فى الامم المتحدة، وهناك تهديد باستخدام الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن وذلك لتعطيل الأمر، ولذلك هناك لجنة منبثقة من لجنة متابعة مبادرة السلام العربية لبحث هذا الأمر والنظر فى كيفية مواجهته.بالطبع هناك مساعى صهيونية لرفض وافشال قيام الدولة الفلسطينية، وهو ما يؤدى إلى سد كافة الأبواب أمام الشعب الفلسطينى مما يعنى أنه لا نتيجة من العمل السياسى ولا المفاوضات ولا الوساطات ولا العروض التى تتقدم بها بعض الدول والجهات المعنية، حتى العرض الذى تقدم به الرئيس الأمريكى باراك اوباما، والخاص بقيام الدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل، وهو عرض لا بأس به، خلال كلمته الأخيرة الموجهة للعالم الاسلامى، رد عليها رئيس وزراء (اسرائيل) بنيامين نتنياهو، معلنا رفضه لها من داخل الكونجرس الأمريكى، مما يعنى أنه تم اغلاق كافة كافة الفرص المتعلقة بالحركة فى ذلك المجال.وبالتالى ينتظر أن يكون هناك معركة كبيرة، حول قيام الدولة الفلسطينية فى الأمم المتحدة فى سبتمبر، لأن اغلاق كل أبواب الأمل له أثار كبيرة وخطيرة خاصة مع الثورات العربية الأخيرة، التى سترفض استمرار الظلم والقهر الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى.

 

 

>> ما هو موقفكم من اتفاقية تصدير الغاز المصرى (لإسرائيل) خاصة بعد أن اتضح أنها جائرة؟

 

اتفاقية تصدير الغاز هى مسألة اقتصادية بحتة يمكن مراجعتها واعادة النظر فيها، خاصة اذا كان هناك ظلم، وتآمر من الأطراف التى شاركت فى تنفيذ هذه العقود من أجل بيع الغاز المصرى، بأسعار لا تتناسب مع القيمة الحقيقية لأسعار الغاز.ولذلك نريد أن نبحث فى تفاصيل هذه الاتفاقية التى لم يتم اطلاع أحد عليها حد حتى الان، لمعرفة مدى الظلم الذى يقع على الجانب المصرى بها، ولذلك لابد من الاطلاع على نصوص الاتفاقية أولا حتى نعرف حجم الظلم الذى يقع علينا فيه، وبالتالى اتخاذ القرار المناسب.

 

وما الموقف الذى ستتخذونه من اتفاقية كامب ديفيد فى حالة شغلتم منصب رئيس جمهورية مصر العربية؟ وهل تفكرون فى الغاءها؟

 

أود القول أن هذه الاتفاقية لها اطرها وظروفها وكما قالت الحكومة المصرية والمجلس العسكرى بأننا لا ننوى أن نقلب الأمور كلها وأن نتخلى عن أى التزامات قانونية وبالتالى الاتفاقية ستحترم طالما احترمها الطرف الآخر، مع التأكيد كذلك على أهمية التزام (اسرائيل) بحقوق الشعب الفلسطينى وقيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

 

>> هناك تخوف بين شباب الثورة من الدعم المالى الذى تقدمه بعض الدول العربية، وانه قد يكون دعم مشروط بمعنى أنهم قد يتدخلون فى سياسة مصر الخارجية فى الفترة المقبلة. هل تتفق مع هذا الرأى؟

 

أنا لست قلقا من ذلك، ولا أتصور أن أن تلجأ الدول العربية إلى ذلك، خاصة أن الدول العربية تعلم جيدا أن مصلحتها أن تقوم مصر على أقدامها وأن تتقدم مصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وتخرج من أزمتها لكى تلعب دورها المحورى والرئيسى داخل المنظومة العربية.

 

هل ترى أن الثورة حققت أهدافها؟ وهل ترى أنها تسير فى الطريق الصحيح أم أنها حادت عن مسارها خاصة مع ما شهدته مصر خلال الشهور الخمس الماضية من اشتعال الفتنة الطائفية وهل ترى أن هذه الحوادث كانت مدبرة ؟

 

لا يوجد شك فى أن الثورة حققت أهدافها وغيرت نظام حاكم وأطاحت برموزه وبدأنا فى حوار ديمقراطى من أجل نقل مصر الى النظام الديمقراطى واتاحة الحريات واتاحة المجال لأسباب التقدم والتطور فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أن هناك من يحارب الثورة ولا يريدون أن تنجح ويعملون على تهديد المرحلة الانتقالية الحالية، لأفساد الأمور، كما أن هناك من يعمل على تأجيل الممارسة الديمقراطية أو عرقلتها حتى لا يكون هناك تغيير كبير نحو الديمقراطية.ويوجد محاولات لوقف هذا التطور والحراك من خلال اثارة الفوضى والاضطرابات والعنف واثارة الفتنة الطائفية بين المصريين، وكل ذلك يعمل ضد الثورة وسمعتها وأهدافها، وهناك بالفعل حالة فوضى كبيرة، وهناك حالة التباس ورائها أعداء الثورة وحالة عدم يقين، ولا يجب أن نقع فى كل ذلك، وعلى الذين يرغبون فى الاعتراض على شئ أن يعترضوا بشكل واضح وشفاف، كى نمر من هذه المرحلة بسلام. >>

 

ولكن هناك من يربط بين هذه الأحداث ولا يعزلها عن الأصابع الصهيونية ما هو رأيكم؟

 

اعتدنا أن نعتبر (اسرائيل) هى السبب فى كل المشكلات التى تواجهنا وأريد أن اقول أنه سواء كان (لإسرائيل) دور فى ذلك أو لم يكن، فعلينا أن نعمل على حل مشاكلنا الداخلية خاصة ما يتعلق بأسباب الفتنة الطائفية، وباقى المشكلات الأخرى، لكى نقطع الطريق أمام أي محاولات لاستغلال مثل هذه المشكلات سواء من الداخل أو الخارج.

 

>> كيف تنظر الى انقسام شباب الثورة الى عشرات الائتلافات التى لا تتفق فى كثير من الأمور؟

 

هذا يؤدى إلى جزء من الالتباس الذى أتحدث عنه، والذى لا يأتى من جهة واحدة أو مصدر واحد، وانما قد يحدث من جهات مختلفة، سواء بشكل مقصود أو غير مقصود، وهو يؤدى الى عدم وضوح الرؤية والهدف، وقد يتسبب فى اثارة الفوضى خلال اللقاءات والمؤتمرات، والاجتماعات، وألا تتمكن هذه الأطراف المختلفة من الاستماع لبعضها البعض، كما قد يؤدى الى مزايدات تضر بالمصلحة العامة.

 

>> ما هو توصيفك لما يشهده الوطن العربى خلال الشهور الأخيرة من ثورات وحراك سياسى؟

 

الذى يشهده العالم العربى هو تطور تاريخي، نتج عن رغبة فى الحرية والديموقراطية من جانب الشعوب العربية، والتى كان يملأها والشعوب الإحباط واليأس، وكنت من المحذرين من قيام الثورة فى مصر عقب اندلاع الاحداث فى تونس وذلك خلال القمة العربية الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التى عقدت فى شرم الشيخ فى يناير الماضى، وقلت للقادة العرب إن ثورة تونس ليست بعيدة عنا، ولم أكن أقصد مصر وحدها وإنما كل الدول العربية، كما أننى حذرتهم من حالة غضب شعبي عربى عارم على وشك الانفجار.

 

>> كيف ترى سياسة مصر الخارجية خلال المرحلة المقبلة؟

 

لابد من احداث تغيير كبير فى سياسة مصر الخارجية التى استمرت خلال العقود الماضية، نظرا لما عانته من ضعف وتراجع، وأدى بالتبعية إلى تراجع الدور العربى نظرا لدور مصر ومكانتها فى الوطن العربى،

 

>> كنتم من الداعين دائما لاجراء حوار استراتيجى عربى ايرانى لانهاء الخلافات، كيف ترى مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية خلال الفترة المقبلة ؟

 

ايران دولة شقيقة وجارة وهامة فى المنطقة، وكنت أطالب دائما أن يكون هناك حوار مع إيران، ليس بعد أن توليت مسؤولية الجامعة العربية ولكن أيضا عندما كنت وزيرا لخارجية مصر، فلا يجب أن تكون هناك قطيعة بين مصر وايران، وفي نفس الوقت هناك خلافات مصرية إيرانية، وكذلك خلافات عربية إيرانية، بسبب عدد من القضايا وبالتالى يصبح هناك ضرورة للحوار من أجل تقريبات وجهات النظر ومحاولة انهاء هذه الخلافات، خاصة أن هناك مصالح وقضايا مشتركة تحتم التنسيق بين الجانبين.

 

>> ماهى الأفكار الرئيسية لبرنامج الانتخابى الرئاسى من الناحية السياسية والأقتصادية والاجتماعية ؟

 

هناك برنامج انتخابي متكامل قمنا بإعداده، يقوم على إقرار دستور جديد من خلال لجنة تأسيسية مصرية منتخبة تضم ممثلين لكل طوائف المجتمع المصري وشرائحه. وأرى أن إعداد الدستور الجديد واستفتاء الشعب عليه، بالاضافة الى التأكيد على الديموقراطية الحقيقية والشفافية المطلقة في إدارة أمور الدولة من أعلى لأدنى مستوياتها، كما نؤكد على أن جميع المواطنين سواء أمام القانون، دون تمييز بينهم لأي سبب من الأسباب مع حرية الفكر والتعبير وحرية الاعتناق الديني في إطار الشرائع السماوية. أما اقتصادياً فنؤكد على النظام الاقتصادي الحر الذي يحقق المعادلة المثلى، التى تحقق النمو والتنمية والعدالة الاجتماعية، فالاقتصاد الحر والعدالة الاجتماعية هما الركيزتان الأساسيتان اللتان يسير عليهما الجسد المصري.

 

>> كيف تقيم زيارتك للصعيد فى اطار جولتك الانتخابية ؟

 

زيارتى للصعيد كانت مفيدة جدا وهى مبعث اعتزازي وتقديري وعدت منها بالكثير من الخبرات والعلاقات التي اعتبرها ثروة حقيقية، ولقد عدت من الصعيد بالسيارة مررت خلالها بعشرات المدن والقرى المترامية، وسط الزراعات الممتدة وبجوار النيل والصحراءوجلسنا مع المواطنين البسطاء والفلاحين، وكل أطياف المجتمع فى الصعيد من مثقفين ورجال دين، وكنت أعقد ما بين 6 إلى 7 اجتماعات يومياً تقريباً، فقد كانت رحلة ثرية جدا، واستفدت منها الكثير.

 

>> ما هى الصورة التى تتخيلها لمصر فى المرحلة المقبلة وبعد الثورة التى اطاحت بالنظام السابق؟

 

اتخيلها دولة مدنية ديموقراطية تأخذ مكانها الطبيعي بين الدول المتقدمة، لديها برلمان قوي يمثل كل التيارات وارى رئيس مصر القادم سياسيا مخضرما يملك رؤية شاملة داخليا وخارجيا ويملك مفاتيح التعامل في الداخل والخارج، ويجب أن يكون النظام فيها رئاسيا برلمانيا فهو الأنسب لمصر حاليا وربما لأربع دورات انتخابية قادمة ربما يمكن بعدها التحول للنظام البرلماني بعد أن تنضج الحياة الحزبية بشكل حقيقى.