خبر جاهزية وعمى في الجولان- هآرتس

الساعة 08:44 ص|07 يونيو 2011

جاهزية وعمى في الجولان- هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

أثبت الجيش الاسرائيلي هذا الاسبوع بانه يحسن الاستعداد للحرب السابقة. صحيح أن الحديث لا يدور الا عن حدث موضعي، طبيعته مدنية – شرطية، الا أن من وجد عللا في أداء الجهاز الاستخباري والعسكري في "يوم النكبة"، 15 أيار، يجب ان يعترف بان الدروس قد استخلصت، والقوات استعدت والمهمة نفذت. اول أمس، في "يوم النكسة"، نجح الجيش الاسرائيلي في أن يصد مئات المتظاهرين الذين هاجموا أسيجة الحدود في هضبة الجولان، وهم يحملون الاعلام واليافطات ومكبرات الصوت والكاميرات حولهم.

        الثمن، بالقتلى بنار القناصة، لعله ابتلع في التقارير المتواترة عن ذبح مواطني سوريا على أيدي قوات امن بشار الاسد. ويحتمل أن يكون الهدف ايضا قد تحقق، اظهر التصميم على منع التسلل الى الاراضي التي تحتفظ بها اسرائيل، لدرجة استخدام القوة القاتلة. ولكن الامل في أن يتحقق بذلك الردع ضد مظاهرات مشابهة في الايام والاسابيع القادمة، في معمعان يصل ذروته بالتوازي مع الخطوة السياسية للسلطة الفلسطينية في ايلول، يشبه الوهم.

        قدر الفلسطينيون انهم سيدفعون الثمن بالشهداء؛ وأمامهم كان أيضا درس 15 أيار. هذا لم يردعهم، ولا أساس للافتراض بان يردع آخرين في جبهات اخرى، ولا سيما عندما لا تكون للانظمة أو المنظمات التي تسيطر في الجانب العربي من الحدود مصلحة في العمل ضد المتظاهرين. لقد افادت الاحداث ايضا بان 30 سنة ضم وتوطين مفروضين لم تجعل الدروز في الجولان مخلصين للاسرائيليين.

        بات هذا أمرا اعتياديا في النزاع الاسرائيلي – العربي: الجيش الاسرائيل يحقق انتصارا تكتيكيا، يتقزم مقابل الفشل الاستراتيجي. حكومة نتنياهو سعت الى ان تكنس جانبا وجود مواجهة لم تحل بعد بين اسرائيل وسوريا. حكومات سابقة تناكفت مع بشار ومع أبيه، حافظ الاسد، على صيغة تعيد الى سوريا الجولان، كله أو شبه كله (الفارق الذي دارت عليه اساس المساومة طفيف) مقابل السلام. نتنياهو امتنع عن ذلك، في السنتين الاخيرتين، رغم الاحتمال في تفكيك الحلف الشمالي الخطير، ايران – سوريا – حزب الله.

        المفاوضات لن تنبعث حية في لحظة نزاع النظام في دمشق، ولكن اسرائيل لن تتمكن ابدا من التنكر للحاجة الى المفتاح السياسي، سواء تجاه الفلسطينيين أم تجاه سوريا.