خبر التحرر من الصهيونية- هآرتس

الساعة 10:41 ص|03 يونيو 2011

التحرر من الصهيونية- هآرتس

بقلم: اسحق ليئور

ها هي تبدأ السنة الـ 45 للاحتلال. عمق العقدة، التي يبدو أنه لا مخرج منها دون سفك دماء، هو كحجم طاعة المثقفين، التي نجحت، تماما في السنوات التي انهار فيها نهائيا الاستعمار الاوروبي، في التعاون مع ادعاءات حكومات اسرائيل وتركنا اليوم مع ائتلاف ومعارضة يمينيين.

قلة فهموا في حينه بان كل بقاء في المناطق سيولد مصالح سيطرة. الاكثر حدة كانوا بنحاس لافون في ساعاته الواضحة الاخيرة، اسحق بن اهرون للحظة، ويشعياهو ليفوفتش. كان هناك أيضا "ركاح" و "سيح" و "متسبين"، ولكن في وسط الخريطة ادعى في صالح الانسحاب من كل المناطق البروفيسور يعقوب تلمون، البروفيسور يهوشع بار هيلل، عاموس عوز وآخرون. الاغلبية الساحقة من المثقفين سارت خلف الجنرالات والسياسيين، وهؤلاء كانوا يخبطون على صدورهم. هكذا هو الحال: المثقفون يعملون على ترميم ادعاءات الحكم. قلة منهم يتجرأون على المعارضة.

كقاعدة، الادعاءات ليست جزءا مركزيا في السيادة، بل تساعد فقط الحكم على الاستيطان في لغة رعاياه. مثلا، الادعاء وكأنه تعرضت اسرائيل لخطر وجودي في 1967 كان دعاية كاذبة. كان يمكن حل العقدة التي احدثها ناصر، ولكن اسرائيل والولايات المتحدة صممتا على استغلال الخطأ المصري. اليوم يمكن الحديث عن هذه الامور في الخطاب الاكاديمي. اما الخطاب السياسي، بمعونة المثقفين في حينه، فمعفي حتى من اسئلة الاف القبور في 1973.

وفضلا عن ذلك، فان لاسرائيل، بصفتها "ضحية العدوان"، كما ادعى السياسيون والمثقفون، الحق في تغيير الحدود. ولكن المعتدي الرئيس في هذا الوصف كانت مصر، وقد نالت كل اراضيها، حتى آخر ذرة تراب، بعد 1973. الادعاء القانوني سحب.

كانت هناك ايضا ادعاءات عسكرية، على "حدود الاستراتيجية"، وهذه ايضا كانت هراء، لانه لم يؤمن أي لواء في الجيش الاسرائيلي، من رئيس الاركان اياه ومن رؤساء الاركان التالين، حقا بها وذلك لان ضربة يوم الغفران كانت عسيرة رغم "الحدود القابلة للدفاع". هذه الحقيقة تنطبق حتى اليوم على الجولان ايضا.

بقينا مع الضفة، وادعاءات بنيامين نتنياهو تواصل قيادتنا في المنطق المزدوج: هذه أرض ابائنا واجدادنا، وكذا: حماس ستهاجم مطار بن غوريون. لا صلة بين الامرين. كقاعدة، الادعاءات المزدوجة تستخدم الواحد لاضعاف الاخر. ولكن تدخل الاستراتيجية والمسيحانية هو التفسير لقوة تخدير السياسة الاسرائيلية لدى نتنياهو.

"بلاد اسرائيل" هي شبح. الانسحاب من "اجزاء منها" يعرض حتى لدى مؤيديها كـ "تنازل" ولن التنازل الوحيد الذي اضطررنا اليه، في 1967، هو عن الادعاء المسيحاني وبموجبه هذه بلادنا، من التوراة، وعليه فلنا حق فيها. بالمقارنة مع هذا الادعاء، فان الصرب، وانشغالهم في معركة كوسوفو منذ 1389 هم اناس علمانيون وعقلانيون.

الحياة لا تحتاج الى "حق الاباء والاجداد". معظمنا ولدنا هنا. لا صلة لذلك بالتوراة، الذي هو في معظمه كتاب جميل جدا. ليس لهذا أي صلة بالصلوات الدينية. لا نحتاج الى الدين، لا كلوحة طعام في مطعم ولا كتحليل استراتيجي. لو عرف جموع الاسرائيليين كيف تقول ذلك في الصباح التالي للاحتلال، وليس، في حينه بالذات، "اكتشاف بلادنا الكاملة"، بمعونة البروفيسوريين، الشعراء والكتاب، لكنا نقف اليوم في مكان آخر. التحرر من الصهيونية ليس تعبيرا فظا. فعلى أي حال تقف خلفه الان مصالح مياه، عقارات، علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة وجيش ضخم وجائع للصدقات. اذا كان الاباء اخطأوا في استخدامهم للاسطورة، فينبغي الانفصال عنها، من أجل الابناء والبنات. نحن لا نحتاج الى أن نذهب من هناك ولا ان نتنازل عن حياتنا. ولكن من اجلها علينا أن نتحرر من الصهيونية.