خبر خطوط قابلة للدفاع- يديعوت

الساعة 08:11 ص|31 مايو 2011

خطوط قابلة للدفاع- يديعوت

بقلم: غيورا آيلاند

أحد الادعاءات الذي تكرر في خطابات رئيس الوزراء الاسبوع الماضي كان أنه ليس ممكنا العودة الى خطوط 1967 لانها "غير قابلة للدفاع"، فهل بالفعل هذه ليست خطوط قابلة للدفاع؟ وأي خطوط هي بالفعل قابلة للدفاع؟ وبشكل عام، عندما يدور الحديث عن الدفاع، فالدفاع في وجه من؟.

كل رؤساء الوزراء في اسرائيل، منذ رابين وحتى نتنياهو، تسلوا برسم خرائط ومد خطوط تتضمن المصالح الحيوية لأمن اسرائيل. اريئيل شارون أحب هذا الانشغال على نحو خاص. وقد قسّم الضفة الغربية على طولها الى ثلاثة قطاعات متساوية الى هذا الحد أوذاك في اتساعها. من الغرب – الارض الحيوية لتوسيع "الخاصرة الضيقة" لاسرائيل، في الشرق – غور الاردن بمعناه الأوسع، حتى محور أيلون، وبين هذين القطاعين، في منطقة ظهر الجبل، يوجد قاطع يمكن لاسرائيل ان تتخلى عنه.

اهود باراك، حين سافر الى كامب ديفيد في العام 2000، أخذ معه خريطة بموجبها يمكن لاسرائيل ان تتخلى عن حتى 12 في المائة من مساحة الضفة. بعد سنتين من ذلك، عندما بدأت اسرائيل تبني الجدار الأمني، كان مساره الأصلي يتطابق جدا مع خريطة باراك.

تناول عن 12 في المائة، كلها في الجانب الغربي من يهودا والسامرة، يسمح لاسرائيل (بالكاد) بثلاثة أمور: الاول، التقليص الشديد لعدد الفلسطينيين الذين سيبقون في الجانب الاسرائيلي. الثاني، التقليص الشديد لعدد الاسرائيليين الذين سيبقون في الجانب الفلسطيني من الحدود. والثالث، إبعاد الحدود عن المناطق المشرفة على المطار وعن المناطق المشرفة على طريق 6 (هذا لا يتضمن مدينتي طولكرم وقلقيلية).

ثمة حاجة الآن الى الجواب على السؤال: الدفاع في وجه من؟ في نهاية العام 2000، عندما تآكلت المواقف الاسرائيلية في المفاوضات كان هناك من واسى نفسه في انه على أي حال تهديد الارهاب هو تهديد تسلل المخربين الانتحاريين. اذا كان هذا هو التهديد، اذا فان المهم هو وجود عائق ناجع بيننا وبينهم، وليس مكانه.

واضح تماما ان التهديد أكثر تعقيدا. فهو يتضمن، ضمن امور اخرى، وجود قاذفات صاروخية، صواريخ متطورة مضادة للدبابات وصواريخ مضادة للطائرات. القاسم المشترك بين هذه الاسلحة هو انه لا يمكن لأي جهاز رقابة دولي أن يمنع وجودها. ومن اجل التصدي لها من المهم ابعادها قدر الامكان شرقا.

قبة حديدية، مثلا، تبدأ في ان تكون ناجعة فقط بمدى 5 – 8 كيلومتر من نقطة اطلاق النار الذي تتصدى له. اذا كان شرقا وبمحاذاة حدود 1967 ستكون دولة معادية (تسيطر عليها حماس) فلن يكون ممكنا الدفاع عن كفار سابا، روش هعاين وبيتح تكفا، حتى لو كانت هناك وفرة من بطاريات قبة حديدية.

لا يقل أهمية الفهم بأن الاتفاق يفترض ان نعقده مع الفلسطينيين، ولكن في الحرب من شأننا ان نصطدم اضافة اليهم بسوريا وحزب الله ايضا. القدرة على ادارة حرب أمام الأعداء الشماليين منوطة، ضمن امور اخرى، بقدرتنا على تحريك القوات شمالا عبر وسط البلاد. وعندما يكون وسط البلاد مغطى بالمقذوفات الصاروخية، الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ المضادة للطائرات من جهة الشرق، فسيكون صعبا جدا النجاح في الشمال.

حتى قبل أن ننشغل بمشاكل الأمن الاخرى (غور الاردن، السيطرة على المجال الجوي، وجود محطات للانذار المبكر في الارض الفلسطينية وغيرها)، واضح ان العودة الى حدود 1967، حتى مع تبادل محدود للاراضي، يشكل أخذا بخطر أمني هائل.

الجدال بين حكومة نتنياهو والادارة الامريكية يتعلق بمسألة ألا يخلق غياب الاتفاق خطرا أكبر. بتعبير آخر، هل المطالب الاسرائيلية، بتوفير جواب أمني تكتيكي كاف، أهم من اتفاق سلام ينطوي في داخله ايضا على فضل استراتيجي. يبدو ان نتنياهو أعطى جوابه على هذا السؤال.