خبر ملف الاعتقالات السياسية تثير شيئا من الخلافات بين حماس الضفة والخارج

الساعة 03:51 ص|28 مايو 2011

ملف الاعتقالات السياسية تثير شيئا من الخلافات بين حماس الضفة والخارج

  فلسطين اليوم-وكالات

لا يعكر ملف المعتقلين السياسيين في سجون الضفة الغربية وقطاع غزة، أجواء المصالحة فحسب، بل إنه يثير شيئا من الخلافات بين حماس في الضفة الغربية، وحماس الخارج غزة.

ومنذ أن وقعت حركتا حماس وفتح اتفاق المصالحة في القاهرة في 4 مايو (أيار) الحالي، لم تتوقف حماس الضفة عن تسيير مظاهرات تدعو للإفراج عن المعتقلين، على الرغم من إعلان حماس غزة والخارج أن المسألة في طريقها للحل. وقبل 4 أيام، خاض 11 من معتقلي حماس في سجن جنيد في نابلس إضرابا مفتوحا عن الطعام، بدعم من الحركة، لإجبار الأجهزة الأمنية على الإفراج عنهم. وأول من أمس، تظاهر أهالي المعتقلين في نابلس والخليل ورفعوا شعارات من بينها «الشعب يريد إنهاء الاعتقال». وذهب مسؤولون في حماس إلى أبعد من ذلك، إذ طالبوا بوقف الحوار لحين الإفراج عن المعتقلين. وقال مصدر في الحركة لـ«الشرق الأوسط» «هناك غضب كبير من قبل القاعدة الحمساوية في الضفة حتى على قيادة الحركة، هذا الملف مهم وحساس ويجب أن يغلق». وأضاف «لا نعرف ماذا نقول للناس، كيف نوقع ونواصل الحوار بينما أبناؤهم في المعتقلات». وبان الغضب الحمساوي في الضفة على قيادة حماس عبر بيانات واضحة وصريحة من قياديين بارزين في الضفة. ودعا عضو القيادة السياسية للحركة رأفت ناصيف من داخل سجنه الإسرائيلي، إلى تعليق الاتصالات مع فتح لحين وقف ما وصفه بـ«مهزلة الاعتقالات والاستدعاءات»، قائلا «إن استمرار الحوار يشكل غطاء للاعتقالات». وانضم إليه الوزير السابق في حكومة حماس، وصفي قبها الذي طالب بضرورة وقف فوري للحوارات الحالية لحين الإفراج عن المعتقلين. ولم يتردد قبها في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من توجيه لوم شديد لقيادة الحركة. وقال، «نعم أنا أطالب بوقف الحوار حول تشكيل الحكومة لحين الإفراج الفوري عن كافة المختطفين»، مضيفا «ليس هناك مبرر ديني ولا أخلاقي ولا وطني للإبقاء عليهم».

وردا على سؤال حول الغضب الذي يعتري قاعدة حماس في الضفة من قيادتها في غزة والخارج، قال قبها «على حماس انتزاع القرار السياسي وعدم السماح بالمماطلة والتسويف إذا كانت تريد أبناءها خارج السجون». وأردف «أنا شخصيا ألوم حماس قبل فتح». وأضاف قبها «أنا أعيش في الشارع وأسمع آراء الناس الذي يشتكون لي ويعتقدون أني قادر على تسوية الملف، أقول لحماس إن عدم الإفراج عن المعتقلين زرع بذور التشكيك داخل الحركة الإسلامية». وبحسب قبها، فإنه يبلغ أهالي المعتقلين كلما اشتكوا إليه أنه يضم صوته إلى صوتهم «ضد حماس قبل فتح».

وأضاف «أنا أسال قيادة حماس: لماذا يا حماس لم تتأكدي من أن هناك قوائم جاهزة للإفراج قبل التوقيع، هذا سؤال برسم وخز الضمير». واختتم قبها محذرا من أن استمرار احتجاز المعتقلين قد يقود إلى انفجار و«ارتدادات سلبية». وتحضر لجنة أهالي المعتقلين لمسيرات أخرى للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين، وأثار غضب هؤلاء «أن إدارة سجن جنيد، وزعت المعتقلين المضربين عن الطعام، على سجون في أريحا وجنين». واتهم بيان الأهالي بـ«محاولة لكسر إضرابهم عن الطعام».

وكان عشرات من أنصار حماس وذوي معتقليها في السجون قد شاركوا أول من أمس بمظاهرتين في الخليل ونابلس، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين. وقال النائب عن حماس أنور زبون لـ«الشرق الأوسط»، «نحن لم نشعر بالمصالحة في الضفة».

ولم يخف زبون أن أنصار حماس يشككون في إمكانية تطبيق المصالحة باعتبار أنهم لم يجدوا أي مردود حقيقي حتى الآن لها على الأرض، وأضاف «أنا أستغرب التسويف والمراوغة في تطبيق ما جاء في اتفاق المصالحة، ومن بينها بند ينص على إطلاق فوري للمعتقلين» وتابع «هذا يضع علامة استفهام على المصالحة برمتها».

وطالب زبون الفصائل والمؤسسات والهيئات والمستقلين الذين طالما نادوا بضرورة إنهاء الانقسام بالنزول إلى الشارع مرة أخرى. وقال «الأصل الآن أن ينزلوا إلى الشوارع مرة أخرى من أجل إجبار الفصائل على تطبيق المصالحة على أرض الواقع» . دون اتخاذ أي إجراءات حقيقية. وقال صخر بسيسو، عضو اللجنة المركزية لفتح وعضو وفدها للحوار، لـ«الشرق الأوسط»: «المسألة بحاجة إلى هدوء». وأضاف «الاعتقال قائم حقيقة الأمر في المنطقتين في الضفة وفي غزة، وبغض النظر عن التبريرات، الاعتقال قائم وموجود». وأكد بسيسو تبادل كل من فتح وحماس كشوفا بأسماء المعتقلين، وقال إنه اتفق على تسوية المسألة بالتدريج. وأوضح «أفرجنا عن مجموعة من المعتقلين وأمر الرئيس أمس (أول من أمس) بالإفراج عن عدد آخر في سياق إنهاء هذه المشكلة، ولكن لدينا معتقلون متهمون بقضايا أمنية بحتة، وهناك مطلوبون لإسرائيل، ولا يمكن الإفراج عنهم بهذه السرعة».

وشدد بسيسو على وجود رغبة وقرار لدى فتح بألا تتحول هذه القضية إلى عقبة أمام تنفيذ المصالحة، وقال «كل شيء سيسوى تدريجيا»، مشيرا «لدينا أيضا معتقلون في غزة لم يفرج عن قسم كبير منهم، ولدينا الشباب الذي غادر غزة بعد الانقسام يجب أن يعودوا.. ولدينا مشاكل لها علاقة بالدم، يجب أن تسوى لكن ذلك بحاجة إلى هدوء»