خبر نصر آخر كهذا فنضيع- هآرتس

الساعة 09:15 ص|27 مايو 2011

نصر آخر كهذا فنضيع- هآرتس

بقلم: يوئيل ماركوس

كان بنيامين نتنياهو يستطيع ان يقرأ كتاب أرقام الهواتف فوق المنصة في مجلس النواب الامريكي ويحظى بالتصفيق مع النهوض نفسه الذي حظي به. كانت خطبته مبنية بحسب تعليمات موشيه سنيه، الذي كُتب في مسودة احدى خطبه "تعليل ضعيف ينبغي رفع الصوت". لا شك في ان بيبي عرف بالضبط عند أي نقطة من خطبته سينهض النواب في هتاف عاصف. فقد كان هذا منذ البدء هدفه. أن يبدأ زيارته المهرجانية لامريكا بتسويد وجه الرئيس اوباما وأن ينهيها بهتاف مجلس النواب الامريكي. فليس صدفة ان حظي باطراء من ليبرمان ومن حوطوبلي.

بحسب بلاغات مكتب الصحافة الحكومي حفظ بيبي عن ظهر قلب الكلمات الألف ومئتين في وثيقة الاستقلال الامريكية، لكنه لم يُغير آراءه منذ أصدر الطبعة الثانية من كتابه "مكان تحت الشمس" في 2001. لم يتبين الصحفي شالوم يروشالمي الذي قارن بين مقدمة الطبعتين، أي تغيير في الموقف الذي مؤداه ان الدولة الفلسطينية كارثة استراتيجية، وان الاردن في الحقيقة هو فلسطين وان كل انسحاب يزيد الوضع سوءا.

كانت الخطبة في مجلس النواب بالنسبة اليه تصريحا بنوايا. لكن الشؤون التي أثارها فيها غير مقبولة عند الفلسطينيين على نحو واضح، وهي ان القدس لن تُقسم الى الأبد وأن البقاء على طول نهر الاردن حيوي وما أشبه. وباعتباره يبدو مثل رجل سلام في ظاهر الامر، لم يعرض المشكلات الأكثر اشكالا.

إن الخطبة قد زادت الهوة بيننا وبين الفلسطينيين عمقا بأن اشترطت احتمالات نجاح التفاوض بامور يعجز مجلس النواب عن علاجها. في شؤون ادارة السياسة فصل مطلق بين الجهاز الحاكم ومجلس النواب. انظروا كم مرة قرر مجلس النواب نقل سفارة الولايات المتحدة الى القدس. فهل رأيتم السفارة تُنقل من شارع اليركون في تل ابيب؟.

ما الذي أراده بيبي في الحقيقة عندما نظم لنفسه حضورا في مجلس النواب يلازم موعد عقد مؤتمر جماعة الضغط اليهودية في واشنطن؟ أراد كما يُقدر مراقبون إحداث ضغط على الرئيس اوباما الذي يدخل فترة انتخابات كي يتبنى المواقف الاسرائيلية. وكان الخازوق المعلن الذي أقعده عليه على مرأى من وسائل الاعلام محرجا.

كتب داغلاس بلومفيلد الذي كان نائب رئيس "ايباك" سنين كثيرة في مدونته على الانترنت انه اذا كان بيبي يتكل على ان يكون اوباما رئيسا لولاية واحدة فانه ليس ذكيا كما يعتقد. في مقابل ذلك، يصف غابي روزنبليت محرر الصحيفة الاسبوعية اليهودية "جويش ويك"، حادثة البيت الابيض بأنها "كارثة دعائية". يكتب بلومفيلد ان العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل أقوى مما كانت دائما، لكن الحلف السياسي تلقى الاسبوع الماضي ضربة لا داعي لها عندما زور بيبي على مرأى من الصحفيين ما قاله اوباما له إذ كانا وحدهما.

في مؤتمر "ايباك" كان الرئيس متشددا مع الفلسطينيين. فقد التزم ان يعمل في اوروبا على وقف اعلان دولة فلسطينية في الامم المتحدة؛ وعرّف إشراك حماس في الحكومة الفلسطينية بأنه عقبة شديدة، ولم يشفع ذلك بطلب تجميد البناء في المستوطنات. قال مستشاره ستيفن هادلي ان اوباما يضغط الفلسطينيين لاظهار انهم مستعدون للاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة يهودية للتفاوض معها.

استعمل اوباما كل التعبيرات الودية لرؤساء الماضي. عن العلاقات الوثيقة بين الدولتين، والالتزام العميق لأمن اسرائيل ومنع ايران السلاح الذري. وقد أظهر اوباما باعتباره لم يكن متصلا جدا باليهود في حياته السياسية، أظهر تساميا برغم ما قالوه فيه في اسرائيل بوحي من الجزء اليميني. فهو ليس رئيسا منتقما وإن لم يكن عاشقا لنا.

انه رئيس عقلاني يعرف ما الحسن لسلام العالم وهو مخلص فوق كل شيء لصنع العدل. عندما يطمح الى ألا يحكم الشرق الاوسط مستبدون يقتلون أبناء شعوبهم، يعُدنا بين الأخيار ويريد الخير لنا. ليس فشل مسيرة السلام خيارا. فالوضع الراهن لا يمكن الحفاظ عليه. الاصدقاء الحقيقيون يتحدثون ويقول بعضهم لبعض الحقيقة.

في هذا الوقت وغيوم ايلول تقترب عندنا مشكلة من سلوك بيبي. إن الفوز في الحيل والخدع الدعائية التي تصدر عمن يصعب عليه التحرر من حلم ارض اسرائيل الكاملة، يؤدي بنا الى هلاك.