خبر أوهام فلسطينية- يديعوت

الساعة 09:59 ص|26 مايو 2011

أوهام فلسطينية- يديعوت

100 سنة من الخطأ

بقلم: غي بخور

(المضمون: على حكومة اسرائيل أن تحذر بشكل واضح ومسبقا الزعامة الفلسطينية. كي لا يكون عندهم أي شك في الامر. فليعلم الجميع، ومسبقا، من هو الذي يجلب الخراب على الفلسطينيين، جيلا بعد جيل، مصيبة بعد مصيبة - المصدر).

        ومرة اخرى تعتمل لدى الفلسطينيين وتصعد من الاعماق الاوهام الخطيرة. مثلما لدى ابائهم واجدادهم، واباء اجدادهم: اتخاذ العنف ضد اسرائيل فلعلها ببساطة تختفي من هنا.

        هكذا ظنوا في 1929، حين ارتكبوا مذبحة وحشية بحق يهود الخليل. هكذا ظنوا في 1936، حين قاموا بجرائم القتل في كل البلاد وشرعوا في اضراب عام لثلاث سنوات. هكذا ظنوا في 1948 حين شنوا هجوما عاما على اسرائيل، الى جانب خمسة جيوش عربية نظامية. هكذا ظنوا في 1987، حين شرعوا في موجة عنف وسلب ونهب، أسموها "انتفاضة". وهكذا ظنوا في العام 2000، حين هاجموا اسرائيل بالقتل والدم.

        النتيجة في كل موجات العنف هذه كانت ذات النتيجة: خراب المجتمع الفلسطيني، انهياره التام في كل مرة، هرب وهجرة مئات الالاف الى خارج الشرق الاوسط، تصفيات حساب داخلية في نهاية العملية.

        كل موجة عنف مخطط لها كهذه انتهت بنكبة عربية. أحد لم يوقع على الفلسطينيين ما يسمونه نكبة، بل هم أنفسهم فقط. كل موجة عنف ضد اسرائيل انتهت بمصيبة فلسطينية اخرى، ولا يزال يخيل أنهم لم يستوعبوا أي درس.

        والاخطر من ذلك، من ناحية الفلسطينيين، هو أن كل اندلاع لمثل هذه النزعة للقتل عززت فقط اسرائيل، اقتصادها، تصميمها، قوتها ومستقبلها. وقد جعلت الاسرائيليين شعبا قويا ومتبلورا. جعلت اسرائيل غنية، الرابعة في العالم في التصدير الامني، ذات تكنولوجيا متطورة بسبب الحاجة للدفاع عن نفسها، ذات علاقات متفرعة في العالم بأسره، بسبب التهديد المستمر عليها.

        الاقتصاد الاسرائيلي لم يتعرض لضربة قبل ثلاث سنوات، في أثناء الازمة العالمية، وذلك لانه حصن نفسه مسبقا استعدادا لاوضاع الطوارىء. في أعوام 1936 – 1939، عندما شرع الفلسطينيون في ثلاث سنوات قتل تجاه اليهود، انهاروا بسبب اضراب اقتصادي دفنهم. أما اسرائيل فربحت من ذلك فقط، إذ أنها بنت في حينه مؤسساتها المستقلة، ميناء تل أبيب، مصانعها، وما سيصبح لاحقا انبعاث الدولة اليهودية، بعد ألفي سنة من الانقطاع.

        الان، عندما تعود الافكار التقليدية مرة اخرى لتصعد الى رؤوس الفلسطينيين، نقمة الحد الاقصى تلك، والاوهام الخطيرة اياها، يجدر بهم ان يتذكروا تاريخهم: المصائب فقط أوقعوها على أنفسهم في الهجمات التي لا تنقطع على اسرائيل.

        كونهم غير مستعدين حتى اليوم للاعتراف باسرائيل كالدولة الخالدة للشعب اليهودي، فان قادة حماس يطلقون مرة اخرى تهديدات متبجحة، مثل ابائهم واجدادهم. في 1935 التقى بن غوريون مع الزعيمين الفلسطينيين موسى العلمي وجورج انطونيوس، وحذرهما من موجة العنف الفلسطينية المرتقبة.

        قال لهما: اذا اتخذتم العنف، سننتصر نحن وأنتم ستوقعون الخراب على أنفسكم. وهذا بالضبط ما حصل. بن غوريون اقترح عليهما اتفاقا سياسيا، ولكنهما رفضا. كانت هذه بداية النكبة. لو وافقا في حينه، لكان مصيرهم مختلفا تماما.

        من يعتزم استئناف دوامة الدم يجب ان يعرف بانه اذا كان هذا ما سيحصل، فلن تبقى هذه المرة سلطة، ولن تبقى قيادة حماس، والفلسطينيون مرة اخرى، كعادتهم، سيعودون نصف قرن الى الوراء. على حكومة اسرائيل أن تحذر بشكل واضح ومسبقا الزعامة الفلسطينية. كي لا يكون عندهم أي شك في الامر. مثلما حذر بن غوريون مسبقا. هذه الرسالة من الواجب نشرها في العالم كله. فليعلم الجميع، ومسبقا، من هو الذي يجلب الخراب على الفلسطينيين، جيلا بعد جيل، مصيبة بعد مصيبة.