خبر هآرتس: نتانياهو منفصل عن الواقع وشروطه غير واقعية

الساعة 02:05 م|25 مايو 2011

هآرتس: نتانياهو منفصل عن الواقع وشروطه غير واقعية

فلسطين اليوم: القدس المحتلة

تحت عنوان "الفرصة التي أضاعها رئيس الحكومة" كتبت هيئة تحرير "هآرتس" أن بنيامين نتانياهو حظي بفرصة غير عادية لطرح "سلام عادل وقابل للحياة بين إسرائيل والفلسطينيين"، وأن الملايين استمعوا للخطاب وتوقعوا أن يكون خطابا يفتح الطريق المسدود في الحوار السياسي بشأن الحل الدائم ويؤدي إلى إنهاء الصراع.

كما كتبت أن كثيرين توقعوا أن تدفع الرياح الجديدة التي تهب في الشهور الأخيرة في الشرق الأوسط رئيس الحكومة إلى مسار جديد.

وتضيف أنه بدلاً من ذلك فقد تضمن الخطاب الرسائل القديمة ونصوص دعاية وتخويفاً ونفياً للجار. وبحسب الصحيفة فإن نتانياهو قد هدر السخاء الذي حصل عليه من الأمريكية لدحرجة التهم باتجاه الفلسطينيين ووضع ما لانهاية من العقبات في كل قضية من القضايا الجوهرية، وبدلاً من الموافقة على مبدأ جعل الحدود بين "إسرائيل" والدولة الفلسطينية على أساس حدود 67، فقد أعلن أن إسرائيل ليست محتلة الضفة الغربية".

كما كتبت هيئة التحرير أن نتانياهو قد غلف ما أسمته "الجاهزية لتنازلات بعيدة المدى" بعدد لا يحصى من الشروط التي لا تمت بصلة للواقع، حيث طالب رئيس السلطة الفلسطينية بالتخلي مسبقا عن المصالحة مع حركة حماس، وادعى أن ستة رؤساء حكومات إسرائيلية سابقة قد أخفقوا في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين بسبب رفضهم الاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، وتجاهل كافة التفاهمات التي تم التوصل إليها مع رئيسين للحكومة سابقين له، إيهود أولمرت وإيهود باراك، بشأن تقسيم معقول للقدس، وحل متفق عليه لقضية اللاجئين وترتيب تبادل أراض بحيث تكون غالبية مساحة الضفة الغربية بيد الفلسطينيين.

وختمت بالقول إن نتانياهو يعود من الولايات المتحدة بدون أية بشارة، ويقود "إسرائيل" والفلسطينيين إلى جولة أخرى من العنف وإلى عزلة "إسرائيل" مع خلافات عميقة مع الولايات المتحدة. وبحسب هيئة التحرير فقد حان الوقت لكي يقول جمهور مناشدي السلام في "إسرائيل" كلمتهم، وأن "إسرائيل تستحق قائدا آخر".

وعلى صلة كتب ألوف بين في "هآرتس" أن نتانياهو منفصل عن الواقع حيث أن ما عرضه من شروط غير واقعية في الكونغرس يقود إلى دفن "العملية السياسية" مع الفلسطينيين، وإلى أزمة دولية، وإلى إعلان الأمم المتحدة عن الدولة الفلسطينية.

كما كتب ألوف بن أن ما عرضه نتانياهو يشير إلى أن علاقاته مع المستوطنين ومع اليمين المتطرف أهم من المصالح الإستراتيجية لإسرائيل ووجودها كدولة يهودية وديمقراطية.

وبحسب الكاتب فإن نتانياهو لا يذكر شيئا مما عرضه الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أمام إسرائيل والفلسطينيين في كانون الأول/ ديسمبر 2000، مشيرا إلى أن ضم 250 ألف مستوطن لدولة إسرائيل ودولة فلسطينية قابلة للحياة هما أمران يمثلان الشيء ونقيضه، وأنه حتى ساحر مثل نتانياهو لا يمكن أن يجد في إسرائيل مساحة غير مأهولة كتعويض عن الكتل الاستيطانية التي ينوي ضمها لإسرائيل.

ويخلص الكاتب إلى القول إن خطابات نتانياهو منفصلة عن الواقع، وبالنتيجة فإن المفتاح الآن في جيب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث أن "البطل الأمريكي نتانياهو" أعلن عن مواجهة مع الرئيس الأمريكي، وأنه على الأخير أن يقرر ما إذا كان سيرد عليه ويحاسبه على رفض قبول المبدأ الذي بدونه لا يوجد أي قيمة لأي خطاب، وهو إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 67 مع تبادل أراض معقول وواقعي ومتفق عليه.

ومن جهته كتب آري شافيط في "هآرتس" إن نتانياهو يتقن القول لا العمل، وأنه فوت فرصته في الكونغرس بشكل كارثي، لكونه لا يستطيع إنجاز شيء عظيم، ويراوح في مكانه ولا يستطيع أن يتعالى على نفسه.

وبحسب شافيط فإن نتانياهو أثبت أنه لا يعرف كيف يبادر إلى "عملية سياسية حيوية"، وفي حين أنه يعرف كيف يروي الرواية اليهودية الإسرائيلية فإنه لا يعرف كيف يحمي الوجود اليهودي الإسرائيلي، فهو "يرى الانهيار الأمني والسياسي الذي يقترب ويخطب خطاب متسادا محذرا".