خبر صورة وضع -يديعوت

الساعة 08:14 ص|24 مايو 2011

صورة وضع -يديعوت

لا يزال لا يوجد شريك

بقلم: عاموس كرميل

(المضمون: دعوة اوباما لاقامة دولة فلسطينية مجردة مساحتها كمساحة الضفة الغربية وقطاع غزة وحدودها ليست خطوط 1949 – 1967 ليست مقبولة من أي جهة فلسطينية -  المصدر).

يكاد لا يكون شك بانه في المستقبل القريب سترفع الادارة الامريكية لاسرائيل الحساب على تحفظها النشط – حاليا – من المبادرة الفلسطينية المخطط لها لايلول القادم. لا شك أن الواقع العالمي لا يسمح لاسرائيل بترف مواجهة حادة مع الرئيس الامريكي، وعليه ينبغي بذل كل جهد مستطاع للامتناع عن مثل هذه المواجهة. كما انه لا شك في أن من الافضل لحكومة اسرائيل ولرئيسها المبادرة الى خطوات سياسية شجاعة وعدم الغرق في ردود الفعل على مبادرات خارجية. كما أن من الواضح تماما أن وضعنا كان سيكون أفضل بكثير لو تمكن السياسيون بصفتهم هذه من التغلب على نوازعهم ووزن الامور موضوعيا فقط.

ولكن فضلا عن كل هذا اليقين – وفضلا عن كل التحليلات المعمقة للغة جسد اوباما ونتنياهو ومدى عدم الثقة بينهما – لا تزال تقف على حالها صورة الوضع التي لا يجوز تجاهلها. دعوة اوباما لاقامة دولة فلسطينية مجردة مساحتها كمساحة الضفة الغربية وقطاع غزة وحدودها ليست خطوط 1949 – 1967 ليست مقبولة من أي جهة فلسطينية. لا من م.ت.ف ورئيسها، لا من رئيس الوزراء الفلسطيني فياض وبالتأكيد ليس من حماس. ما لم يحصل عندما طرح ايهود اولمرت في نهاية ولايته عرضا مشابها على مسمع ابو مازن، ولاقى التجاهل، لا يحصل الان ايضا.

على نحو مشابه لذلك، لا يوجد أي مؤشر على موافقة فلسطينية على "مبادرة جنيف". حقيقة انه في نص اعلان المبادرة قبل ست سنوات ونصف كان هناك استعداد فلسطيني قليل وحقيقة ان واضعي المبادرة حلوا ضيوفا غير مرة في رام الله لم تخلق منذئذ أي تعبير عن استعداد فلسطيني لتبني المبادرة نفسها.

في هذه الاثناء هذا هو ايضا حكم مبادرات اسرائيلية اخرى. مثلا، خطة المجموعة برئاسة أمنون ليبكين شاحك، يعقوب بيري وداني ياتوم. انظروا أيضا خطة شاؤول موفاز للموافقة على دولة فلسطينية في حدود مؤقتة. ناهيك عن الاقوال العابرة والمغلقة لتسيبي لفني عن الحاجة الى سياسة اسرائيلية اخرى.

حتى هذه اللحظة كل هذه الافكار والاقتراحات تتحطم امام مطلب فلسطيني مصمم: اعتراف دولي باقامة دولة فلسطينية، بدون أي تواجد اسرائيلي، في كل مناطق بلاد اسرائيل خلف الخطوط التي تقررت في اتفاقات الهدنة للعام 1949. بما في ذلك اجزاء القدس المندرجة ضمن هذا التعريف.

واذا لم يكن هذا بكافٍ فان ذات المطلب الفلسطيني يتنكر صراحة لكل محاولة لان يعتبر تحقيقه نهاية تامة. مظاهرات يوم النكبة في بداية الاسبوع الماضي كما يجدر بالذكر، حيت بمباركة السلطة الفلسطينية التامة ووقفت في ظل الطلب لتقليص حجوم اسرائيل وتغيير وضعها الديمغرافي وفقا لقرار التقسيم في 29 تشرين الثاني 1947.

هذه الظروف لا تبرر أي طلب للاستخفاف بالاسرة الدولية. ليس فيها أيضا ما يبرر أي تحفظ واضح من كل جهد لاستئناف المفاوضات الاسرائيلية – الفلسطينية، ليس فيها أي سماح لتصريحات حماسية، لمنفذي "شارة الثمن" من "فتيان التلال" او لمبادرات الضم احادية الجانب للمناطق والتي لم تضمها أي حكومة اسرائيلية حتى الان.

ولكن هذه الظروف تستبعد أيضا افكارا عابثة مثل الاعتراف بالدولة الفلسطينية اذا اعلن عنها حقا في ايلول القادم للبحث بعد ذلك مع قادتها بالقيود التي تفرض عليها. هذه الظروف تستبعد كل تنازل عن التجريد التام للدولة الفلسطينية، فما بالك التعليل الهزيل في أنه في عصر الصواريخ الحالي لا معنى لمثل هذا التجريد.

بالفعل، نتنياهو بالتأكيد ليس بن غوريون. ولكن يوجد أساس للافتراض بان حتى بن غوريون الجريء والواعي ما كان ليتجاهل المخاطر التي عُرضت اعلاه.