خبر لا يوجد حل منفصل..هآرتس

الساعة 09:50 ص|16 مايو 2011

بقلم: أسرة التحرير

في ايار 2000، بينما يستعد الجيش الاسرائيلي لبديلين قطبيين في العلاقة مع الفلسطينيين – تسوية سياسية أم مواجهة عنيفة – فيما ان التاريخ الموعد المرتقب هو ايلول، انهارت المنطقة الامنية في جنوب لبنان. سلسلة الاحداث بدأت بمسيرة مدنية، وان كان بتشجيع من حزب الله. جيش جنوب لبنان انهار، واسرائيل سارعت الى اخلاء جنودها باتجاه الخط الازرق. بعد أربعة اشهر وفشل مدوٍ في المفاوضات مع الفلسطينيين، اشتعلت المناطق.

        ما حصل أمس على أسيجة الحدود، في مجدل شمس في الجولان وفي مارون الراس في لبنان، لم يكن نسخة دقيقة عن احداث 2000، ولكن الدروس مشابهة. اسرائيل لا تسيطر على السياقات وتوقيتها. والمشكلة التي لا تحل تواصل الاثقال – وتتفجر في لحظة أليمة على نحو خاص. المساعي لمعالجة المسألة الفلسطينية على نحو منفصل عن الحدود الشمالية، تظهر كوهم: لصالحها هي، وليس كحسنة لغيرها، اسرائيل ملزمة بان تبذل قصارى وسعها، بمعنى أكثر بكثير مما فعلته حتى الان، لحل هذه العقدة بأسرها.

        15 أيار 2011 سيذكر، من هذه الناحية، كتاريخ تمثيلي. التوقع الاساس كان لمظاهرات شعبية في الضفة وفي القدس، مضاف اليها احداث في حدود غزة مع اسرائيل ومع مصر. عمليا، العملية الاشد نفذت في تل أبيب، على عد عربي اسرائيلي، والجبهتان في الشمال اشتعلتا.

        في نظرة تكتيكية، سجل خطأ استخباري ما – قيادة المنطقة الشمالية قدرت بان المظاهرة الاساسية ستجري في منطقة القنيطرة وفوجئت من أن المتظاهرين، أغلب الظن بتكليف من الحكم في دمشق، اختاروا مجدل شمس. تعليمات فتح النار كانت لتوجيه النار نحو من يحطمون الاسيجة، في الجولان وفي الجليل. من هذه النار، وفي لبنان كما علم بنار الجيش المحلي أيضا، كان قتلى. الجنازات، كما يمكن التخمين، ستواصل اثارة الهياج في الشمال، على الاقل طالما كان بشار الاسد وحسن نصرالله معنيين بذلك. المتظاهرون الفلسطينيون، اللبنانيون والسوريون نسقوا رسائلهم بحيث تصل الى آذان براك اوباما وبنيامين نتنياهو في بداية الاسبوع الشرق اوسطي لواشنطن. من يتخلى عن المبادرة ويتركها للاخرين، من شأنه أن يستيقظ الى واقع أليم.