خبر نتنياهو لا يريد أن يتحدث- معاريف

الساعة 10:36 ص|15 مايو 2011

نتنياهو لا يريد أن يتحدث- معاريف

بقلم: ادام راز

(المضمون: المصالحة الفلسطينية عطلت حجة رئيس الوزراء في أن لا معنى للمفاوضات طالما كانت غزة والضفة منفصلتين، وبعدها استمر في نفس السياسة بالحجة المعاكسة المتمثلة باعادة وحدتهما - المصدر).

في اعقاب اتفاق المصالحة بين فتح وحماس طرحت تعليلات مختلفة في حكومة اسرائيل، لماذا الان، وربما أكثر من أي وقت مضى، قلت فرص السلام، ولماذا يتعين على اسرائيل أن تمتنع عن المفاوضات مع القيادة الفلسطينية الموحدة. ويدعي موقف ما، يقع في الاطراف اليمينية من الخريطة السياسية والناطق الواضح بلسانه اليوم هو نتنياهو، بان حماس هي منظمة ارهابية والوحدة ترمز الى تفوق حماس على حكم المعتدلين بقيادة ابو مازن. موقف آخر يعتقد بان الوحدة هي مقدمة لتعزيز الحوار بين الشعبين.

موقف نتنياهو، الذي حظي بلقب "رفض السلام"، يقوم على اساس انه "لا يوجد مع من يمكن الحديث". وسواء كان نتنياهو يؤمن بذلك أم لا، فان هذا نقاش منفصل. المهم هو أن سياسة نتنياهو متواصلة. قبل وحدة الفصائل ادعى بانه لا يمكن الحديث مع الفلسطينيين لانهم منقسمون بين غزة والضفة، اما الان وما أن تمت الوحدة، فانه يواصل الادعاء بانه لا يوجد مع من يمكن الحديث كون طريق الارهاب انتصرت. المبررات في السياسة، والتي تستخدم عند الحاجة، تأتي للتغطية على الهدف الحقيقي: منع التقدم في طريق اتفاق انتقالي بين الشعبين.

جملة الحجج التي طرحت ضد مبررات نتنياهو بشأن الوحدة الفلسطينية تجاهلت حقيقة ان الفلسطينيين لم يدعوا في أي مرة ضد اسرائيل بانهم لن يتحدثوا مع حكومتها طالما ضمت في عضويتها احزابا ووزراء يعارضون حق الفلسطينيين في دولة مثل بيني بيغن او بوغي يعلون. نتنياهو لا يعقد قضاءا متساويا، وعن قصد. وهو يتمسك بحجة انه لا يمكن الحديث مع القيادة الفلسطينية الموحدة لانه يوجد فيها من لا يعترفون بحق اسرائيل في الوجود.

هل أطلق ابو مازن هذا التعليل في أي وقت مضى كي يحبط المفاوضات؟ لا. وبينما ينشغل نتنياهو بالحفاظ على الوضع الراهن، انضم رئيس الدولة بيرس هو الاخر الى فرض الرعب من المصالحة واعلن بان الوحدة هي خطر على اتفاق السلام وستمنع اقامة دولة فلسطينية.

مع حلول ايلول في الامم المتحدة، ينطلق ممثلون مختلفون للجمهور بخطط سياسية يفترض أن تحل الوضع الراهن الناشيء. معظمهم، مثل موفاز وبيرس (الذي اقترح ان يبقى جزء من المستوطنات كجيوب في الدولة الفلسطينية) يشكلون اساسا ستارا من الدخان في وجه خطة سياسية حقيقية تسعى الى انهاء النزاع. فالحل كما يعرف الجميع سيشبه على نحو متماثل جدا صيغة كلينتون والاقتراحات التي طرحت في كامب ديفيد قبل عقد من الزمان.

الاتفاق الذي وقع بين الفصائل يدل على ان سياسة ابو مازن انتصرت. اعلان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحماس بان استخدام العنف ضد اسرائيل سيحتاج الى اجماع فلسطيني، يدعم ذلك. وزير الدفاع، في صراحة غير عادية، قال انه في كل ولاية نتنياهو لن تجلس اسرائيل مع الفلسطينيين في غرفة مغلقة كي تفصل الامكانيات. والسبب في ذلك كما ألمح هو قبل كل شيء نتنياهو.

الاخير، كي يمنع ما هو مرتقب في الامم المتحدة في ايلول، بدأ منذ الان يعد خطة سياسية تنسحب اسرائيل بموجبها من مناطق في الضفة دون أن تتلقى أي مقابل لها. عمليا، من خلال اعادة المناطق تفقد اسرائيل اوراق مساومة يمكنها أن تستخدمها كرافعة في مفاوضات مستقبلية. خطة نتنياهو للانسحاب، والتي تشبه في قسم منها اقتراحات بيرس ستسمح بتقويض امكانية تسوية اقليمية من خلال فقدان اسرائيل لاوراق مساومة.

هذه الخطط مثل خطط مشابهة للاوروبيين، لا تأتي لحل النزاع بين الشعبين، بل لتأجيل كل بحث جدي واتفاق انتقالي بين الشعبين. في نهاية المطاف، الاطار لاتفاق السلام قائم. الموضوع هو أن رئيس الوزراء لا يريد.