خبر روايات النكبة الأليمة في عيون من عاصرها

الساعة 05:59 ص|14 مايو 2011

روايات النكبة الأليمة في عيون من عاصرها

فلسطين اليوم _ غزة (ياسر ابوعاذرة)

63 عاماً ولازال الفلسطينيون يتجرعون مرارة التهجير والألم , فيما يتمتع المغتصب الصهيوني في الأرض ويغتصب المحرمات.

 

زرنا أزقة وحواري مخيم رفح جنوب قطاع غزة لنلتقي بمن عايشوا النكبة فالتقينا بشيخ هرم يجلس أمام منزله والحزن يملأ عينه ومرارة الألم تعتصر قلبه فهو الحاج منصور أبو حسان في العقد الثامن من عمره تحدث إلينا وكله شوق وأمل أن يلمس حبات رمال أرضه في بلدته بئر السبع التي هجرها عنوة وغصباً من قبل  المغتصب الصهيوني .

ويستذكر أبو  حسان أيام طفولته الجميلة عندما كان يلهو ويلعب مع فتية القرية وعندما كانوا يخرجون في الصباح لرعى الأغنام ويعودون إلى منازلهم سعداء فرحين وفى المساء يتسامرون ويتحدثون فيما بينهم .

وقال أبو حسان :" إن الحياة كانت جميلة لحين ذلك اليوم الذي انهار فيه كل شيء كان يوم الجمعة وكان يتهيأ لصلاة الظهر عندما هاجمت القوات الصهيونية القرية واحتجزت الرجال والنساء والأطفال في وسط القرية حيث طلبت من الجميع المغادرة تحت إطلاق النيران الكثيف الذي سبب الرعب في صفوف أهالي القرية " .

وعن حياة التهجير , أضاف انه بعد خروجه مع أهله سيراً على الأقدام من بئر السبع استقر به المطاف في بلدة عبسان في خان يونس وبعد ذلك انتقل إلى مخيمات الإيواء التابعة إلى الانروا في مدينة رفح التي كانت عبارة عن خيام بلا حمام في أول المطاف وبعد ذلك أصبحت منازل من الحجر الرملي المسقوفة بالكرميد .

 

وفى نهاية حديثه دعا الله أن يطيل في عمره حتى يرى  ويلمس رمال أرضه التي هجر منها مطالباً من جميع الفلسطينيين ضرورة التمسك بمبدأ العودة إلى أراضيهم .

وتعددت روايات أناس آخرون عايشوا واقع النكبة حيث سردت  الثمانينيه الحاجة لطيفه ابوسمعان قصتها مع بلدتها المشهورة بصيد الأسماك وبالتوت والعنب الذي لا مثيل له قائلةً :” بلدة حمامه التي تقع شمال مدينة المجدل المحتلة ,فالحياة كانت بسيطة وجميله والمودة قائمة بين أفراد البلدة وان الثوب الخاص بنساء البلدة يعتبر مميز عن باقي الثياب الفلسطينية بزخرفته وقماشه المميزة والجميلة  .

وتطرقت الحاجة ابو سمعان إلى اليوم المشئوم والعصيب الذي جعلها تترك بلدتها اليوم الذي حاصرت فيه قوات الاحتلال البلدة فتقول  "اليهود حاصرونا أرضا وجوا ورمونا بالقنابل من قبل الطائرات وكذلك استشهد ابن عمى أثناء معركة الدفاع عن البلدة وكان من وجهاء البلدة "

وذكرت الحاجة أبو سمعان أن عائلتها هاجرت بعد احتلال البلدة إلى مدينة غزة قطنت  بالقرب من مخيم الشاطئ وسرعان ما انتقلت العائلة إلى مخيم رفح ووصفت حياة تنقلهم بعد الهجرة بالمريرة والمأساوية .

اعتبرت الحاجة ابوسمعان معاهدة السلام التي تجرى مع الكيان الصهيوني بالباطلة ما لم ترجعها إلى بلدتها حمامه , وبعبارة جميلة أخذت تقول:" يامندر على الخضرة حنعود على حمامه وحماره السوده " .

وأوضحت أنها مازالت تحتفظ بأوراقٍ ثبوتية لأرضها مؤكدةً أنها ستظل محتفظة بها لأخر يوم بعمرها وستبقى الأوراق  إلى الأولاد , وتشير بعبارتها :"صحيح إني مش راجعة على بلدي لكن اولادى وأولاد اولادى هيرجعو لو بعد حين " .

 

وسرد الحاج ابوسالم ( 70 عاماً ) قصته المريرة مع النكبة عندما هجر من أرضه حيث كان يتيم الأم , فيما عاش والده معتقلاً لدى قوات الاحتلال مما زاد العبء على كاهله هو وشقيقه اللذان كانا في سن صغير .

وتحدث أبو سالم عن أيام طفولته الجميلة في صحراء مدينة بئر السبع وهو يلعب مع شقيقه الوحيد في الاراضى الواسعة وخروجهم مع والدهم لرعى الأغنام وتناولهم الطعام مع والدهم وهو يقص لهم قصص الأجداد والأهل فيما مضى .

 

وتذكر أبو سالم ذلك اليوم الذي لا يمكن أن ينساه طوله عمره على حد قوله ,ويتابع : هجمت العصابات الصهيونية على بلدتنا ونفذت حملة اعتقالات وقتلت كل ما كان يقاومهم  ,.

ويضيف انه وشقيقه مع والده كانوا يرعون الأغنام عندما هاجمتهم العصابات وقامت بطردهم من أرضهم وتهجيرهم إلى قطاع غزة .

 

وأشار أبو سالم في نهاية حديثه أنه لا يعطي اهتماماً للجيوش العربية من حيث قدرتها على تحرير فلسطين , مشيراً أن هذه الجيوش وجدت لحماية الحكام  وقمع الشعوب التي تتطلع إلى الحرية , مستبشراً من الثورات العربية انه سوف تؤدى في نهاية المطاف لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال .