خبر مع من وعلى ماذا- هآرتس

الساعة 10:49 ص|13 مايو 2011

 

 

مع من وعلى ماذا- هآرتس

بقلم: شلومو غازيت

لو كنت بنيامين نتنياهو، لقفزت على اتفاق المصالحة الفلسطيني كغنيمة كبرى. كنت سابارك علنا المصالحة المتحققة، بشطري الشعب الفلسطيني اللذين التأما معا، وكنت سأدعو الرئيس محمود عباس الى أن يستأنف محادثات السلام على الفور.

لو كنت أنا نتنياهو ما كنت لاعطي احتمالا كبيرا لتحقيق اتفاق مع الرئيس الفلسطيني في الوقت الذي وقف فيه على رأس جناح الضفة الغربية من الشعب الفلسطيني، والذي تحت سيطرة فتح، وذلك لان هذا الاحتمال لاغ الان تماما ما أن تشكل الائتلاف الفلسطيني مع الجناح الذي في قطاع غزة، والذي يضم ايضا اسماعيل هنية، خالد مشعل وحركة حماس.

وعلى أي حال، لو كنت مكانه لسعيت الى أن أرى كيف سيتعاطى عباس مع دعوتي للقدوم الى طاولة المباحثات. كنت سأسعى الى أن أرى كيف سيعلل هو، بعد أربعة اشهر، اسباب رفضه الاستجابة لهذا التحدي الذي عرضته عليه، حين سيطلب من الجمعية العمومية للامم المتحدة أن تعترف باقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل. رد الفعل المتسرع والقاطع من جانب نتنياهو – "عليك ان تختار بين حماس وبين السلام مع اسرائيل" – يدل على ان ليست هذه هي رؤيته للامور.

عند التوجه الى المفاوضات السياسية يثور فورا سؤالان: مع من تدار المفاوضات وعلى ماذا تدار. المفاوضات تدار مع من هو مخول بادارتها باسم الطرف الاخر. فليس من شأننا أن نفحص من يضم الائتلاف المقابل. توجد هناك فقط مسألة واحدة: هل مخول الشريك للمحادثات بادارتها وهي من صلاحيته التوقيع على الاتفاق الذي سيتحقق.

أنور السادات ادار محادثاته مع مناحيم بيغن الذي تبوأ رئاسة وزراء اسرائيل. السادات لم يهتم باعضاء حزب بيغن، بغيئولا كوهين، موشيه شمير وكل اولئك الذين رفضوا التسليم بالاتفاق المتحقق، انسحبوا من الحزب واقاموا حركة "هتحيا".

ياسر عرفات أدار المفاوضات مع حكومة اسحق رابين. هو أيضا لم يهمه ما هي تركيبة الائتلاف ومن بين اعضاء الكنيست قد يعارض الاتفاق. وبالفعل، فقد اقر رابين الاتفاق بفارق صوت واحد. ولكن هذا كان شأن رابين، وليس شأن عرفات.

وفضلا عن ذلك، حددت الكنيست منذ وقت غير بعيد سقفا عاليا كشرط لاقرار اتفاق سياسي مستقبلي مع الفلسطينيين، وعلى رأس ذلك الحاجة الى استفتاء شعبي. ومع ذلك، فليس هذا من شأن محمود عباس. اذا ما تحقق اتفاق في المحادثات، فسيكون من واجب رئيس وزراء اسرائيل أن يحقق موافقة الكنيست والشعب على الاتفاق.

السؤال الثاني هو، على ماذا تدار المفاوضات. هدف المحادثات التي يفترض بحكومة اسرائيل أن تديرها مع الفلسطينيين هو اتفاق سلام وانهاء النزاع بين الطرفين. لا أدري ما هو حجم الاحتمال بتحقيق الاتفاق اليوم، غير أن هذه ليست هي المشكلة. اذا أجرينا محادثات، وتحقق اتفاق، فستكون هذه مشكلة حركة حماس في أن تشرح للموالين لها كيف وافقت على سلام مع اسرائيل. ليس نتنياهو، رئيس وزراء اسرائيل، هو من سيكون مطالبا بان يشرح ذلك.

أعترف بالحقيقة. هذا التحليل، رؤية الامور على نحو سليم، بعيون مفتوحة وبانقطاع عن الشعارات المتزلفة للجمهور بسيط للغاية. أليس كذلك؟