خبر المبادرة الفلسطينية- يديعوت

الساعة 07:55 ص|01 مايو 2011

 

المبادرة الفلسطينية- يديعوت

إخس، مرة اخرى جُررنا

بقلم: اوري مسغاف

انظروا الى هؤلاء الفلسطينيين: لا يفوتون فرصة لتفويت الفرصة لتنسيق خطواتهم مع بنيامين نتنياهو وشمعون بيرس. مهم لهم الوصول الى خط النهاية في الاعتراف بدولة فلسطينية وهم متحدون، في غلاف على الاقل. إذهب وافهمهم.

يقال على الاقل في صالحهم انه كان لهم من يتعلمون منه. بنيامين زئيف هرتسل، دافيد بن غوريون وحاييم وايزمن، اذا ما أردنا تعداد بعض النتائج. من هذه الناحية، مثلما في التعبير التاريخي الدارج، فان ابو مازن وسلام فياض، "يقفان على أكتاف جبابرة".

إذ ها هو موجز تاريخ الصهيونية بكلمة واحدة: المبادرة. قصة شعب أخذ مصيره في يديه. الهجرة من اوروبا، الاستيطان، اقامة الحاضرة اليهودية ومؤسساتها، تنظيم وتسليح والقوة العسكرية اليهودية، حركة الهجرة السرية، السعي نحو مشروع التقسيم، اقامة الدولة والنشاط السياسي لنيل الاعتراف، هجرة يهود الشرق والكتلة السوفييتية – كلها نماذج تاريخية للمبادرة.

معها يأتي، بطبيعة الحال، الجرأة، الزخم والابداع. دولة اسرائيل عرفت كيف تبديها عند الحاجة في ميدان المعركة ايضا، في ظل المبدأ المقدس لتفضيل المبادرة ونقل القتال الى ارض الخصم. في ساعاتها الجميلة عرفت زعامتها كيف تبدي المبادرة في الساحة السياسية أيضا – بيغن أذهل بالسلام مع مصر، رابين وقع على سلام مع الاردن واطلق مسيرة سياسية حيوية مع الفلسطينيين. وحتى في الانسحابات احادية الجانب، مهما كانت اشكالية، أبدى رئيسا الوزراء باراك وشارون مبادرة. أخذ مسؤولية وطنية. ابقاء مصيرنا في ايدينا.

        في الحملات الانتخابية درجت الاحزاب على تشكيل "طواقم ردود فعل" وتنصيب رئيس لها يكون متحدثا سريعا وطلق اللسان. بنيامين نتنياهو يمكنه أن يكون رئيس طاقم ردود فعل ممتاز. المشكلة، هي انه يتصرف هكذا وهو رئيس وزراء. فلم يجف بعد حبر الاحرف الاولى لاتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية التي تتبلور في القاهرة، حتى استدعى نتنياهو الى غرفته الكاميرات والميكروفونات. متجهم الوجه ومتزين جيدا، ندد بالخطوة وحذر من النتائج. هكذا يتصرف رجل حملة دعائية وليس زعيم.

        لا يهم اذا كان الحديث يدور عن اسطول تركي، سقوط أنظمة عربية، اعتراف دولي بدولة فلسطينية او مصالحة بين فتح وحماس: المرة تلو الاخرى تظهر اسرائيل نتنياهو متفاجئة. ترد، تُجر. تشعر بالاهانة، تحتج. أما المبادرة فنحن نتركها الى الطرف الاخر. تبادلنا معهم النوازع. حتى يوم أمس ادعوا في الحكومة بان الانقسام السياسي بين غزة والضفة الغربية يشكل عائقا أمام التقدم السياسي، وذكروا بهزء بان ابو مازن وفياض لا يمثلان عموم الفلسطينيين. أما اليوم فيهددون هناك بان انهاء الانقسام سيمنع وجود مسيرة سياسية (غير موجودة على أي حال). هذه اهانة للذكاء، وليس فقط الفلسطيني.

        زرت المقاطعة قبل بضعة أشهر، في اطار لقاء نظمه رجال مبادرة جنيف مع القيادة الفلسطينية في الضفة. ليس لاول مرة آخذ الانطباع الشديد من الحضور الصادق والكاريزماتي لابو مازن، هذا الذي سوق لنا في الماضي باستخفاف وكأنه "صوص منتوف الريش". زعيم ذكي ومعتدل، شريك حقيقي للسلام، تنجح اسرائيل في تفويته على طول ولاية طويلة ومبذرة. لن يكون لنا شريك أفضل منه.

        الحقيقة هي أنه في المصالحة الفلسطينية تكمن روافع هائلة. للتقدم السياسي الحقيقي، لاقامة كيان سياسي موحد يكون ممكنا أيضا مطالبته بمسؤولية عامة، تقدم صفقة الاسرى وتحرير جلعاد شليت. حماس في المعارضة سيئة للسلطة الفلسطينية وسيئة لاسرائيل ايضا. من الافضل ان تبول داخل الخيمة: ومعقول ان تفضل أيضا امساك نفسها عن التبول في بعض الاحيان.

        صحيح، يحتمل بالتأكيد ان تنجم عن الخطوة ايضا تطورات مقلقة أو سلبية. ولكن من يختار ان يبقى دوما في جانب الذي يرد الفعل والمنتظر، ليس له على أي حال حق حقيقي في الشكوى. الصهيونية هي مبادرة. منذ سنتين ونتنياهو ينجر، يجر الارجل، يمتنع عن أخذ المبادرة. من هذه الناحية، يدور الحديث عن رئيس وزراء ما بعد صهيوني.