خبر الوقت لكشف الأرشيفات -هآرتس

الساعة 07:55 ص|01 مايو 2011

الوقت لكشف الأرشيفات -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

تابعت شرطة اسرائيل على مدى السنين المجرم النازي يوسف منجيلا، ولكن المعلومات التي جمعتها لم تؤدي الى القبض عليه ومات منجيلا وهو رجل حر. "ملف منجيلا" الشرطي كُشف يوم الجمعة في تقرير كتبه عوفر أدرات في "هآرتس"؛ من المعقول الافتراض أن الشرطة لم تعرف عن منجيلا كل ما عرفت عنه الموساد. ومع السنين نشرت روايات مختلفة عن فشل محاولات اسرائيل القبض على منجيلا: الحقيقة مدفونة على ما يبدو في مكان ما هناك في ارشيف الموساد، ولكن الارشيف ليس مفتوحا امام الباحثين.

كما ان ملفات الموساد التي توثق المطاردات لمجرمين نازيين آخرين، وعلى رأسهم ادولف آيخمن، لم تفتح أمام البحث بعد. وعليه فلا مفر من السؤال ما الذي تخفيه اسرائيل في هذا الشأن ولماذا. على اساس الامور التي نشرت في الماضي يمكن التخمين بانه كان هناك مجرمون نازيون تمت تصفيتهم دون محاكمة، في دول أجنبية. مجرمان نازيان بارزان على الاقل، وولتر رؤوف واوتو سكورسني، شغلتهما اسرائيل مثلما شغلت الولايات المتحدة ودول اخرى مجرمين نازيين ايضا. المكتشف الاساس الذي يمكن أن يظهر في ملفات الموساد هو أن اسرائيل فعلت القليل جدا، لا شيء تقريبا، كي تلقي القبض على مجرمي الحرب. كانت هناك مواضيع اكثر الحاحا.

        كل هذا جدير بالنشر لذات السبب الذي يجعل أفعال الدولة وقصوراتها جديرة بالنشر بشكل عام: معلومات عن القرارات التي اتخذت في الماضي تساعد في اتخاذ قرارات افضل في الحاضر وفي المستقبل. ولكن حقيقة أن الحديث يدور عن وثائق تتعلق بالكارثة تجعل للنشر معنى خاص. كشف كل ما يتعلق بالكارثة، بشكل مباشر وغير مباشر، حيوي ايضا كجزء من الصراع ضد ناكري الكارثة. السرية تشجع نظريات المؤامرة. الكارثة والقاضون نحبهم فيها لا يجب ان يبقوا سرا. أمين سر الدولة فشل في مساعيه لاقناع الموساد بفتح أرشيفاته. وعليه فثمة حاجة الى أمر يصدر عن رئيس الوزراء. حين كان سفيرا لاسرائيل كافح نتنياهو عن حق وبنجاح من أجل فتح أرشيف مجرمي الحرب في الامم المتحدة. وبالتالي يجدر بنتنياهو أن يأمر الموساد بان تنقل الملفات ذات الصلة بالمجرمين النازيين الى كشف مرتب ومضبوط في ارشيف الدولة.