خبر قُبيل ايلول: معضلات ما بعد العيد.. اسرائيل اليوم

الساعة 09:36 ص|20 ابريل 2011

بقلم: أمونه ألون

(المضمون: تنتقد الكاتبة الاسرائيليين الذين لا يرون للسلام سوى طريق واحدة وتنتقد من يرون الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية احتلالا - المصدر).

التهديد الذي يحلق فوق شعب اسرائيل في عيد الفصح هذا هو ان تُعلن في ايلول دولة فلسطينية من طرف واحد وأن نصبح جميعا مستعبدين لحماس.

يسأل السائل ماذا تفعل الحكومة من اجل العمل في تثبيط سوء القضاء بحملة اقناع وتوسل لزعماء العالم. ويسأل الشرير في تضاؤل؟ ألم أقل لكم إن هذا ما سيحدث إن لم يُقدم نتنياهو التفاوض الى الأمام؟ لكن السائل الذي يعرف كيف يسأل لا يسأل شيئا ألبتة لانه على ثقة بأن جميع الاجوبة موجودة في جيبه وانه لا أحد يستطيع ان يجدد له شيئا، لقد أصبح استقر رأيه على انه يجب انشاء دولة للفلسطينيين ولن ينجح أي واقع في ان يُفسد عليه حلمه. إن الساذج وحده يسأل: لماذا لا ترد اسرائيل على اعلان الفلسطينيين من طرف واحد باعلان منها من طرف واحد؟.

في العصر الذي اعتادت فيه حكومة اسرائيل سياسة الردود فقط، يُحتاج الى قدر من السذاجة كي نتوقع منها فجأة مبادرة فاعلة. في الحقيقة ان رئيس الحكومة تكلم في تهنئته الجمهور الاسرائيلي بمناسبة عيد الفصح، على حرية شعب اسرائيل وعلى حقنا في الدفاع عن أنفسنا، فقال: "اذا لم توجد حرية فلا وجود"، لكن الساذج وحده يستطيع ان يعتقد ان هذه الحرية لا تتلخص بتغطية سماء بلادنا بالقبب الحديدية على اختلاف أنواعها. والسائل الساذج وحده قادر، بعقله السديد الساذج، على ان يفهم ان ضم اراضي يهودا والسامرة هو السبيل الوحيدة لانقاذنا من دولة حماس في قلب البلاد.

إن السائل الذكي مصاب لكثرة لوذعيته بجمود فكري فيما يتعلق بالوضع القانوني والاعلامي لهذه المناطق. والسائل الشرير ما زال يصرخ معارضا "الاحتلال"، برغم انه يعلم ان مناطق يهودا والسامرة لم تكن في 1967 تابعة لدولة ذات سيادة وان القانون الدولي لذلك لا يرى اسرائيل "دولة محتلة". توجد صلوات فصح يُصور فيها الابن الشرير على انه وغد قبيح لكن بحسب النص يتم التعبير عن شرارته بالتكبر في الأساس. وأنه لا يعلم كيف يسأل ببساطة لانه من الواضح له انه يجب ان تقوم دولة فلسطينية بين الاردن والبحر المتوسط، وان كل خطة سلام اخرى غير واقعية. برهنت السنين العشرون الاخيرة على ان تسليم سلطات الارهاب الفلسطينية اراضي من يهودا والسامرة يجلب على الشعبين معاناة وسفك دماء – لكنه ولأنه لا يعرف كيف يسأل ليست عنده في جعبته علامات سؤال. يسأل الابن الساذج "ما هذا؟"، ويقصد ان يقول: ما هذه السلبية السياسية؟ مم الخوف من اعترافنا بانتمائنا الطبيعي والتاريخي الى الخليل وبيت إيل؟ ومم هذا الخوف الذي يصيب بالشلل من الوقوف على حق مواطني اسرائيل في السلام والأمن؟ ويعلم الساذج ايضا ان ملايين العرب يسكنون يهودا والسامرة وان تطبيق السيادة الاسرائيلية هناك سيكون مصحوبا بمباحثات عميقة ومركبة في مكانة السكان الدائمين بينهم وفي حل مشكلة لاجئي 1948. اذا كان مصابا بسذاجة زائدة فربما يحسن ان نصاب بها جميعا بشرط أن نحظى بالحرية.