خبر ثلاثة أعوام على اغتيال الصحفي فضل شناعة..لن ننسى ولن نغفر

الساعة 04:01 م|18 ابريل 2011

ثلاثة أعوام على اغتيال الصحفي فضل شناعة..لن ننسى ولن نغفر

فلسطين اليوم- غزة

تختزن الذاكرة الفلسطينية في شهر نيسان - أبريل، العديد من حكايات الوجع الفلسطيني المتعددة من ذكرى شهداء قادة وأبطال عظام، ومناسبات وطنية لصيقة بالهم الفلسطيني، ينفتح جرح المجموع الإعلامي الفلسطيني

 

من بين حكايات الوجع الفلسطيني المتعددة في شهر نيسان - أبريل، والتي تختزنها الذاكرة الفلسطينية لذكرى شهداء قادة أبطال وعظام، ومناسبات وطنية لصيقة بالهم الفلسطيني، ينفتح جرح المجموع الإعلامي الفلسطيني على ذكرى استشهاد الصحافي مصور وكالة رويترز فضل صبحي شناعة.

 

فقد مرت ثلاثة أعوام ولا تزال فصول ووقائع استشهاد الصحافي شناعة على أيدي الاحتلال ماثلة في الأذهان والوجدان، كواحدة من أبشع جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي في استهداف شهود الحقيقة وناقليها إلى العالم.

 

ووفقاً  لتفاصيل الجريمة في حينه، ففي حوالي الساعة 5:00 من مساء يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل 2008، تواجد المصور الصحفي فضل صبحي شناعة، 23 عاماً، وفني الصوت وفا يونس أبو مزيد، 25 عاماً، ويعملان لصالح وكالة رويترز العالمية للأنباء، بالقرب من مسجد الإحسان في قرية جحر الديك، جنوبي شرق مدينة غزة، ليقوما بعملهما المهني في تصوير جرائم قوات الاحتلال في المنطقة. وبعد انتهائهما من عملهما استقل شناعة وأبو مزيد سيارتهما وهي من نوع (متسوبيشي باجيرو) فضية اللون، ومكتوب عليها بخط واضح (T.Vو REUTERS)، وانطلقا باتجاه شارع صلاح الدين لمغادرة القرية.

 

وتوقف الزميلان شناعة وأبو مزيد على مسافة 700 متر، من تواجد آليات الاحتلال وذلك عند مدخل قرية جحر الديك ونصبا حاملا لكاميرا في محاولة منهما لالتقاط الصور للدبابات الإسرائيلية المتوغلة في القرية، وفجأة استهدفتهما هذه الدبابة عند حوالي الساعة 17:35من مساء يوم الأربعاء الموافق 16 أبريل (نيسان)2008  ، بقذيفة مدفعية مسمارية بشكل مباشر ما أدى إلى استشهاد الصحفي شناعة على الفور جراء إصابته بشظايا مسمارية في جميع أنحاء الجسم مع كسور متعددة في فقرات الرقبة والقفص الصدري، كما أدى القصف المدفعي إلى استشهاد ثلاثة مدنيين من بينهم طفلان تصادف مرورهما سيراًعلى الأقدام في المكان، فيما أصيب أبو مزيد بجروح متوسطة.

 

ويعيد المنتدى التذكير بأن وقائع استهداف المصور شناعة والتي وثقتها لقطات الكاميرا التي كان يصور فيها أظهرت دبابة إسرائيلية على بعد مئات الأمتار منه وهي تطلق قذيفة، وبعدها انقطع التصوير ليصاب ويستشهد على الفور، بما يؤكد تعمد قوات الاحتلال استهدافه بشكل متعمد ومباشر، ضمن حربها على شهود الحقيقة.

 

ونحن نعيش هذه الذكرى نتذكر قافلة الشهداء الإعلاميين التي تضم تسعة صحافيين بينهم اثنان من جنسيات غربية قتلتهم قوات الاحتلال بدم بارد، واستشهاد سبعة صحفيين خلال العدوان الاسرائيلي على غزة ، وغيرها من الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الإعلاميين ومؤسساتهم.

 

ومع هذه الذكريات الأليمة نذكّر أن يد العدالة لا تزال مغلولة عن ملاحقة مقترفي كل هذه الجرائم على فداحتها نتيجة تعالم المجتمع الدولي مع إسرائيل كدولة فوق القانون، الأمر الذي يتطلب من الإعلاميين المزيد من الجهد والمثابرة لتنوير الرأي العام العالمي وحشد المزيد من أحرار العالم من أجل وضع حد لهذا التغول الإسرائيلي، وأنه آن الأوان لكسر ووضع حد للحصانة التي يوفرها المجتمع الدولي لمجرمي الحرب الإسرائيليين.

 

ويؤكد المنتدى أن السياسة الإسرائيلية المبرمجة في استهداف الصحافيين بالقتل والاعتقال والملاحقة والتضييق لن تنجح في إرهابهم أو تحجب شمس الحقيقة الساطعة لإرهاب الدولة المنظم التي تنفذه قوات الاحتلال ويستهدف جميع أبناء الشعب الفلسطيني بشكل مخالف لكل القيم القانونية والإنسانية.

 

ويجدد المنتدى التأكيد أن ذاكرة الإعلاميين كما هو الكل الفلسطيني ذاكرة حيّة تأبى النسيان ولن تغفر للقتلة أو تتسامح معهم في سيل الدماء الزكية التي نزفت وهي تحاول أن تفتح نافذة أمام العالم لحقيقة الإرهاب الذي تمارسه القوات الإسرائيلية.

 

وإننا نستغل هذه الذكرى بتوجيه الدعوة إلى المؤسسات الدولية المعنية بالإعلاميين إلى جانب منظمات حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية، أن تذهب بملف استهداف الإعلاميين على الأرض الفلسطينية من قبل الاحتلال إلى ساحات القضاء الدولي باعتبارها جرائم حرب بامتياز.

 

 ويرى المنتدى  أن هناك مسئولية أخلاقية على وكالة رويترز بمتابعة ملف قتل مصورها شناعة من الناحية القانونية ونقله إلى ساحات القضاء الدولي، كما أنها مسئولية الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحفيين العرب كي يتبنى ملف الصحافيين التسعة الذين اغتالتهم قوات الاحتلال بملاحقة قاتليهم كمجرمي حرب في ساحات القضاء الدولي.

 

وفي هذه الذكرى التي نعيش فيها ألم لحظات الفراق نجدد العزم بالمضي على درب الشهيد في توثيق جرائم الاحتلال ونقلها إلى أرجاء الدنيا، ولتبقى دماءه نبراساً وشاهداً وحقاً في أعناقنا يأبى النسيان.