خبر النظر الى ما وراء التلة- يديعوت

الساعة 10:38 ص|18 ابريل 2011

النظر الى ما وراء التلة- يديعوت

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: نتنياهو سيعود من الولايات المتحدة محوطا بهالة المجد. فبعد ايلول لن يحصل بعد أي شيء خاص، ولكن بيبي نتنياهو وحكومته يخطآن بشدة مثلما يخطىء ذات السائق الذي يواصل الدوس على دواسة الوقود رغم فراغه - المصدر).

فقط أبناء خمسين فما فوق في اسرائيل لا يزالون تقشعر ابدانهم عندما يسمعون كلمتي "ايلول الاسود". في بداية السبعينيات، كانت هذه منظمة غطاء لـ م.ت.ف، فرع ارهابي اجرامي كانت اعماله ضدنا قاسية للغاية. وحدها حرب يوم الغفران في 1973 والقتال العنيد ضدهم، ولا سيما من جانب "الموساد" وضعت حدا لـ "ايلول الاسود".

فهل تستعد اسرائيل لـ "ايلول اسود سياسي". العالم السياسي، ولا سيما في اسرائيل وفي البلدان العربية ولكن ايضا في اوروبا وفي الولايات المتحدة، يكثر من البحث في الزمن الاخير في امكانية أن تعترف الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول بدولة فلسطينية وتفعل للفلسطينيين ما فعله قرار 29 تشرين الثاني 1947 لدولة اليهودي. في أعقاب ذاك القرار، قبل 64 سنة قامت دولة اسرائيل.

        في أحد ايام نهاية ايار سيصل بنيامين نتنياهو الى "التلة" في واشنطن. اعضاء المجلسين سينتظرونه و "كل امريكا" ستنتظره بين صفوف المستمعين او أمام شاشات التلفزيون: كتاب، شعراء، رجال اعمال، كل "من ومن"، في "التلة" وفي المنازل الخاصة سيستقبلونه بحرارة وبحماسة. هذه هي "التلة": اغلبية جمهورية، انعدام رضى من اوباما، محبة اساسية لاسرائيل، كل هذا سيؤدي الى أنه في كل مرة يذكر فيها نتنياهو في خطابه كلمة "اسرائيل" سينهض الجميع في تصفيق عاصف، ونتنياهو ووفده سيقولون مثلما درجوا كل مرة انه ليس هناك كالهنا، ليس هناك كملكنا.

        قبل يوم او يومين من ذلك سيتلقى نتنياهو دفعة الى الامام: مؤتمر ايباك سيخرج عن طوره كي يظهر التضامن والحرارة تجاه دولة اسرائيل، التي توجد اسهمها في هبوط في بورصة الدول العالمية. منذ الان يبلغون من مصادر ايباك عن 12 الف مشارك، ولا تزال القائمة تمتد وتتسع. في مؤتمر ايباك يشارك، بشكل عام 6 الاف شخص. والتصفيق سيهز الاركان.

        ينبغي للمرء أن يكون مبنيا من مادة خاصة كي لا ينتشي بالتصفيق، بالاعلام، بالهتاف، بالحماسة. وعن الوفد الاسرائيلي في واشنطن ستصدر تعليمات عاجلة بتنظيم استقبالات الابطال لنتنياهو في مطار بن غوريون. وسيشرح المحللون السياسيون بان نتنياهو انزل يد اوباما كلي القدرة. وفي "الغرفة البيضوية" سيثني الرئيس علنا على خطاب نتنياهو في "التلة". اوباما ونتنياهو على حد سواء اكتسبا هالتهما بالامواج.

        وهاكم تخمين: في كل مرة يقف فيها اعضاء مجلس الشيوخ والنواب من مقاعدهم بالتصفيق بالوقوف، سيقلص اوباما في البيت الابيض عينيه. فمن مثله يعرف بان التصفيق لنتنياهو موجه اساس ضده ولاغضابه. فقد اقسم الجمهوريون على اثارة "جنون" الرئيس ونتنياهو هو أحد الادوات في ايديهم.

        اوباما، كما يقول العارفون، لن يخفف الضغط عن نتنياهو. هو ايضا يقدر التصويت في ايلول ويعتبره اشارة على الطريق، نقطة انعطاف، وهو ايضا يعرف كم هو نتنياهو، ومعه كل الحكومة، ومعهم الدولة بأسرها قلقون من التصويت اياه في ايلول. اوباما لن يحب نتنياهو أكثر في اعقاب التصويت في "التلة". بل ربما العكس هو الصحيح.

        العارفون، الخبراء في الشؤون الامريكية، يدعون بانه في الموضوع الفلسطيني يحرك اوباما اولا وقبل كل شيء اعتبارات اخلاقية. وهم يدعون بان لا فكرة لنا عن عمق هذه الاعتبارات لدى الرئيس الامريكي الحالي. في نظره، كما يقولون، نحن الرجل الابيض، المتوحش، ذاك الذي يضرب السود، يهزأ ويسخر منهم، ويهينهم حتى التراب.

        "لن تفهمنا ابدا"، قالت ذات مرة وزيرة الخارجية الامريكية السابقة، البروفيسورة كونداليزا رايس، لسياسي اسرائيلي: "حتى سن 18 لم ارَ الرجل الابيض بمستوى العينين. حتى سن 18، عفوا على التعبير – لم ابول في ذات المراحيض مع الاشخاص البيض".

        نتنياهو سيعود من الولايات المتحدة محوطا بهالة المجد. فبعد ايلول لن يحصل بعد أي شيء خاص، ولكن بيبي نتنياهو وحكومته يخطآن بشدة مثلما يخطىء ذاك السائق الذي تشير اليه اشارة الوقود في سيارته المرة تلو الاخرى ولكنه يواصل السير قليلا ثم قليلا، داعسا على دواسة الوقود. فهل سيمتلىء خزان الوقود في السيارة بالتصفيق؟