خبر المعقل الأخير- معاريف

الساعة 09:00 ص|17 ابريل 2011

المعقل الأخير- معاريف

بقلم: يرون ديكل

(المضمون: لقد أخذ نتنياهو على عاتقه مهمة صعبة ومركبة. خطابه يجب أن يكون شجاعا، واضحا ومقنعا. ليس فقط بسبب الامل في السلام الذي خبا منذ زمن بعيد بل وايضا بسبب ما هو كفيل بان يحصل في ايلول ان لم يكن كهذا - المصدر).

        لبنيامين نتنياهو سبب وجيه لان يكون راضيا. فبعد عشر سنوات من القائه خطابا امام المجلسين، سيعود الى هناك ليكون رئيس الوزراء الاول الذي يلقي خطابا مرتين في هذا المحفل المحترم والاعتباري. هذه المرة ايضا سيستقبل نتنياهو بتصفيق عاصف. فاعضاء الكونغرس يعرفون كيف يقدمون الاحترام لضيوفهم. وهم سيقفون على اقدامهم، ويصفقون، وليس مرة واحدة. ولكن المشهد اللطيف والمثني محظور ان يضللنا: في واشنطن يعرف الجميع بان ادارة اوباما تتعاطى بشك مع رئيس وزراء اسرائيل. وحتى الموصيان باستقامة نتنياهو، الرئيس شمعون بيرس ووزير الدفاع باراك لا يبددان خيبة الامل السائدة في الادارة على خلفية الامل الذي خاب في أنه في ولايته الثانية كرئيس للوزراء سيقود نتنياهو خطوة جسورة ولن ينتظر وقوع الاحداث.

        قبل 15 سنة عرف نتنياهو كيف يثير الانطباع. فقد قال لاعضاء الكونغرس الامور السليمة بالنبرة السليمة. ولكن توقيت خطابه هذه المرة يعطي للخطاب الحالي مفعولا. قبل أربعة اشهر من مطالبة الجمعية العمومية للامم المتحدة الاعتراف باقامة دولة فلسطينية مستقلة دون تنسيق مع اسرائيل ورغما عنها، لن يكون مثابة المبالغة القول بان هذا كفيل بان يكون الخطاب الاهم لنتنياهو في الولاية الحالية.

        في بيانه عن الخطاب اشار مكتب رئيس الوزراء الى أن نتنياهو يقول ان السبيل الوحيد لتسوية النزاع مع الفلسطينيين هو تحقيق سلام حقيقي يضمن أمن اسرائيل ومستقبلها وليس "سلاما على الورق"، على حد تعبيره. نتنياهو محق بالطبع، ولكن اعضاء الكونغرس، ولا سيما اثنان لن يكونا هناك – براك اوباما وهيلاري كلينتون – لن يكتفيا بخطاب الشعارات. ولهذا فان نتنياهو يأخذ على عاتقه رهانا غير صغير بقراره القاء الخطاب. هذا الخطاب كفيل بان يقرر اذا كانت الولايات المتحدة ستقف ضد الخطوة العالمية لتأييد الفلسطينيين في ايلول. وبكلمات ايهود باراك يمكن القول ان خطاب نتنياهو سيحسم اذا كانت ادارة اوباما ستوقف التسونامي السياسي الاخذ في القدوم.

        الخطاب كفيل بان يقرر ماذا ستكون عليه مكانة اسرائيل في السنوات القادمة، لكون الولايات المتحدة السند الوحيد المنيع المتبقي. كما أنه كفيل بان يقرر مكانة نتنياهو. ليس هناك افضل منه في معرفة مراكز القوى في واشنطن، وموازين القوى بينها وذلك أكثر من أي سياسي اسرائيلي آخر. وكمن أبدى رضاه من فوز الجمهوريين في الانتخابات الاخيرة للكونغرس، ينبغي لنتنياهو أن يقرر لمن يتوجه. هل للجمهوريين، من أجل أن يفرضوا في بداية سنة الانتخابات في الولايات المتحدة خطوة مؤيدة لاسرائيل بوضوح على الرئيس الديمقراطي اوباما خلافا لارادته، أم أنه يتحدث مباشرة الى الرئيس ووزيرة الخارجية، اللذين سينصتان لاقواله اكثر من أي شخص آخر.

        اختيار الكونغرس الامريكي كساحة لخطاب سياسي قبل ايلول هو اختيار مشحون ومعقد، يقترب من الرهان. ينبغي الايمان بان رئيس الوزراء يأخذ رهانا محسوبا. ففي الوقت الذي ينهار فيه الدعم لاسرائيل في العالم ويحقق الفلسطينيون النجاح تلو النجاح، وفي الايام التي يطلق فيها اصدقاء طيبون كانجيلا ماركيل اصوات نقدية تجاه رئيس الوزراء ويرفعون اليد ضد اسرائيل في مجلس الامن، يبقى الكونغرس الامريكي جزيرة من سواء العقل والاستقرار لتأييده لاسرائيل.

        الكونغرس الامريكي هو المعقل الاخير على خط القناة في مواجهة التسونامي السياسي. في الاسبوع الاخير فقط صادق على تخصيص 205 مليون دولار لمواصلة تزود الجيش الاسرائيلي بقبة حديدية. واذا لم يقنع نتنياهو في خطابه امام اعضاء الكونغرس بجدية نواياه لحل النزاع، واذا كانت هذه مجرد مسرحية تصريحات سبق للامريكيين أن سمعوها، واذا ما فهم بان نتنياهو سينتظر الاحداث ولن يبادر  الى شيء، فان من شأنه أن يخيب آمال سامعيه.

        اذا شعر اعضاء الكونغرس بان رئيس الوزراء اجرى لهم استخدامها غير واع – فيحتمل أيضا أن نخسر حتى هذا المعقل الاخير. لقد أخذ نتنياهو على عاتقه مهمة صعبة ومركبة. خطابه يجب أن يكون شجاعا، واضحا ومقنعا. ليس فقط بسبب الامل في السلام الذي خبا منذ زمن بعيد بل وايضا بسبب ما هو كفيل بان يحصل في ايلول ان لم يكن كهذا.