خبر جراء تعذيبهم..أسرى ضحوا بأرواحهم وأعمارهم وآخرون فقدوا عقولهم

الساعة 07:42 ص|17 ابريل 2011

جراء تعذيبهم..أسرى ضحوا بأرواحهم وأعمارهم وآخرون فقدوا عقولهم

فلسطين اليوم- رفح (خاص)

في يوم الأسير الفلسطيني تجد زوجه الأسير المحرر كاظم عابد (40 عاماً) من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، نفسها أمام حياة قاسية ومريرة التي تتكفل بأطفالها إلى جانب رعاية زوجها المريض نفسياً المحرر كاظم والذي يعاني من فقدان جزئي لعقله وأمراض أخرى عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1996.

عاش المحرر عابد مرارة الأسر وذاق عذاب السجان وحُرم من هواء الحرية وأجمل أيام العمر بين أهله وأصدقائه أربعة أعوام وهو يقبع خلف القضبان منعزلٌ في زنزانته يترقب شمس الحرية أن تشرق ليتحرر من قبضة الأسر وفي وقت حانت فيه لحظة التحرير من الأسر كان المحرر عابد بمثابة الجثة الهامدة نتيجة كثرة التعذيب ليصبح إنساناً عاجزاً عن خدمة نفسه ومريضاً نفسياً حسب وصف عائلته .

وفي وقت غمرت الفرحة الأهل وقت خروجه من سجون الاحتلال سرعان ما تحولت هذه الفرحة إلى حزن شديد لهول الحادثة فقد وصل الأسير المحرر بحالةٍ يرثى لها من بشاعة التعذيب وما طرأ على نفسيته من تغير.

تتحدث زوجته "أم خلدون عابد" والألم يعتصرها وتقول " منذ سنوات وأنا أعيل زوجي المريض نفسياً وكل يوم أموت ألف مرة عندما أرى الحالة التي وصل إليها،فأنا الذي أقدم له الرعاية وأتألم لألمه والله يصبرنا ويقوينا لخدمته ويصبره .

وتضيف "أم خلدون":" كان زوجي من نشطاء الانتفاضة الأولى إلى أن أصبح مطارداً لقوات الاحتلال واعتقل لأول مرة لمدة شهر ليتوصل مسلسل الاعتقال لأكثر من مرة وفى عام 1992 تمكنت قوات الاحتلال من اعتقاله وحكمت عليه بالسجن المؤبد.

وعن فترة اعتقاله فقد اعتقل في عام 1988 لمدة شهر ,كما واعتقل في عام 1988 لمدة ثلاثة شهور ,إضافة إلى اعتقاله عام 1992 وحكم عليه بالمؤبد حتى خروجه عام 1996 بعد الاتفاقيات التي كانت أبرمتها السلطة مع "إسرائيل".

ومنذ اعتقاله تلقى كاظم أشكالاً عديدة من العذاب ومنها الضرب مبرح والصعق بالكهرباء والسجن الانفرادي طوال مدة اعتقاله , مما أدى إلى تدهور حالته الصحية وإصابته بحالة نفسيه واختلال جزئي في قدراته العقلية حتى خروجه في عام 1996 ضمن صفقات الأسرى التي كانت تبرمها السلطة مع الجانب الاسرائيلى .

ويعانى أبو خلدون من حالة نفسية واجتماعية وعقلية واضطرابات  في محتوى التفكير وهلوسة سمعية وبصرية وسهوات الاستهداء وعزلة اجتماعية واضطرابات وانفصام عقلي , بالإضافة لمرض السكر الذي أدى إلى بتر قدمه اليمنى جراء الإهمال الطبي الذي تعرض له داخل المعتقل الأمر الذي أضاف معاناة جديدة على كاهل الأسرة لتجد الزوجة نفسها المعيل الوحيد لأطفالها الثلاثة وأكبرهم يبلغ من العمر 15 إلى جانب زوجها المريض ومتطلبات علاجه .

وتساءلت أم خلدون عن دور وزارة الأسرى والمحررين في متابعة الأسرى المحررين وعن أوضاعهم وقضاياهم ومشاكلهم الاقتصادية ومطالبتهم بتوفير راتب شهري يسد احتياجاتهم وخاصة أن زوجها لا يتلقى أي مساعدة ماليه من قبل وزارة الأسرى والمحررين في حين لم تنكر العائلة أنها تتقاضى راتباً شهريا من مؤسسة الجرحى.

في نهاية حديثه ناشدت أم خلدون المسئولين والجهات المختصة بالوقوف إلى جانب الأسرى المحررين ومتابعتهم والاهتمام بهم والوقوف إلى جانبهم وخاص الذين خرجوا من سجون الاحتلال وهم يعانون من مختلف الأمراض .

أما الفتى خلدون 15 عاماً فقال:"أريد أن أحس بحنان أبى وأن يتحدث معي كما في الماضي مثل أي ابن أريد أن أشعر بوجوده معي وأن يشتري لي ونذهب معاً إلى المسجد".

ولم يختلف أخاه مجاهد ابن التسعة أعوام فهو الآخر يفتقد لحنان والده، فقال:"أريد أن ألعب مع أبى ويحملني على ظهره ويأخذني إلى السوق ليشترى لي الحلوى ويأتي إلى المدرسة ليسأل عن تحصيلي العلمي كباقي الآباء ويحضر معي ندوات الآباء".

ولكن على الرغم من حزن مجاهد إلا أنه يفخر بما قدمه والده من تضحية بسنوات عمره في المعتقلات من أجل فلسطين.

ولازالت معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مستمرة، فبعد أن كشفت القناة الثانية الصهيونية عن شريط بثته يكشف عن اعتداء الاحتلال على الأسرى بسجن النقب خلف شهيداً وعدد من الجرحى، بقي السؤال والمطلب الوحيد، إلى متى ستبقى معاناة الأسرى مستمرة، وسط صمت عربي ودولي.