خبر شباب كانوا يحلمون بوظيفة.. فأصبح طموحهم « بند بطالة »

الساعة 05:56 م|04 ابريل 2011

شباب كانوا يحلمون بوظيفة.. فأصبح طموحهم "بند بطالة"

فلسطين اليوم- غزة (خاص)

لم تعد لبنى عطا الله (28 عاماً) تحلم في الوظيفة التي كانت تتمناها منذ تخرجها، فحلمها توقف وباتت تبحث عن "بند بطالة" ينشلها من هذا الفراغ الذي كاد يقتلها، ومن الحاجة التي أصبحت تتزايد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وأصبحت عطا الله من مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، دائمة البحث عن بند بطالة سواء كان في المؤسسات الحكومية ضمن "وزارة العمل" بغزة، أو مشاريع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا"، ليس حباً في البطالة، بل يأسها من الحصول على وظيفة باتت صعبة المنال.

ويلجأ الخريجون في قطاع غزة للعمل ضمن مشاريع عدة تطرحها وكالة الغوث أو وزارة العمل، سواء في التنظيف أو العمل كحراسة ليلية أو حتى مدرسة أو ممرض ولكن يطلع عليه "بطالة".

وتتفاقم أزمة الخريجين يوماً بعد يوم، في ظل تخرج الآلاف من الخريجين من الجامعات الفلسطينية المختلفة في غزة، وقلة فرص ومجالات العمل مقارنةً مع أعداد الخريجين، الأمر الذي يضطر الخريجون الحصول على فرص عمل مختلفة ووسائل للحصول على لقمة عيش تعينهم على مواصلة حياتهم.

وللوقوف على أسباب الأزمة، أوضحت وداد الصوراني مدير عام جمعية الخريجات الجامعيات بغزة في حديث خاص لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن البطالة التي تحيط بالخريجين قتلت أحلامهم في الحصول على وظائف، حيث يكون طموحهم بالعمل والحصول على الوظيفة المناسبة، وتأسيس حياة كريمة لهم، إلا أن ذلك لايحدث.

وعزت الصوراني ذلك، إلى عدم اختيار الطالب المتخرج من الثانوية العامة للتخصص المناسب لدراسته ليتمكن فيما بعد من العمل في المجال المناسب، موضحةً أن ذلك بسبب قصور في المؤسسات المعنية والجامعات التي يجب عليها أن توجه الطلبة للتخصصات العلمية المطلوبة.

وأشارت الصوراني، إلى أن سوء اختيار المجال المناسب يؤدي إلى تكدس الحريجين في تخصصات معينة، وقلة كوادر في تخصصات أخرى، لذا يجب توعية الطلبة بالمجالات المطلوبة في سوق العمل، وأن يكون هناك تصور واضح لدى الطلبة عند انتهاء الثانوية العامة بالمجالات التي يجب الالتحاق بها.

ونوهت إلى وجود أسباب سياسية لتزايد الخريجين وتتمثل في إغلاق الطرق والمعابر نتيجة الحصار الصهيوني على قطاع غزة، فأصبح هناك نقص في ابتعاث الخريجين للعمل في السوق الخارجي،  فضلاً عن قلة الموارد والأماكن المطروحة للعمل كالمصانع والشركات والمؤسسات لنفس هذه الأسباب.

ولم تُخلِ الصوراني مسؤولية الانشقاق والانقسام الفلسطيني من المسؤولية عن تفاقم الأزمة، حيث أكدت أن ذلك يمنع من وجود خطة أو دراسة منهجية لحل أزمة بطالة الخريجين، وبرامج تشغيل وتوظيف مناسبة.

وللبحث عن حلول للأزمة، اقترحت مدير عام جمعية الخريجات إنشاء مشاريع صغيرة ومنح فرص للمواهب في مجالات عدة لعمل مشروع صغير يمكن من خلاله توفير لقمة عيش له ولعائلته، يمهد لمستقبل جميل أمامه.

كما دعت إلى إطالة الفترة التشغيلية لأي عمل، حتى لو كان بند بطالة حتى يستطيع من خلاله الخريج تقديم كل ما لديه من مواهب وقدرات.