خبر عائلة أبو ثائر نجم المقدسية...خلف الجدار منذ ست سنوات

الساعة 06:59 م|02 ابريل 2011

عائلة أبو ثائر نجم المقدسية...خلف الجدار منذ ست سنوات

فلسطين اليوم- القدس المحتلة

إلى الشمال الغربي من مدينة القدس المحتلة تقع بلدة قطنه المقدسية، و التي يحاول الاحتلال منذ احتلالها في العام 1967 فصلها عن محيطها المقدسي، عبر بناء الجدار الفاصل الذي بدأت بناءه منذ العام 2004 ولازالت.

وكما الكثير من الأسر الفلسطينية التي تضررت بالجدار كانت عائلة المقدسي أبو ثائر نجم، الذي من نصيبه الكثير من ويلات هذا الجدار، فأصبحت لا تدخل و لا تخرج إلى منزله إلا عبر بوابه تفتح ببطاقة الكترونية، فقط له و لإفراد عائلته، المدونة أسماءهم على لائحة مع الجنود.

منذ ست سنوات

تقول زوجته السيدة فاطمة احمد الفقيه، أم ثائر أن حياتها و حياة أسرتها انقلبت رأسا على عقب بعد بناء الجدار قبل ست سنوات، لم يعد شيئا كما كان، و أصبحت حياتهم كلها مرهونة بمزاجية مجموعة من الجنود على البوابة التي تفصل منزلها عن باقي منازل القرية.

تتابع أم ثائر و البالغة من العمر 65 عاما:" لا يوجد أمامنا الآن سوى الصمود على أرضنا و بيتنا الخيار الأخر إن نرحل و نترك لهم الأرض و البيت الذي تعبنا طوال سنوات حياتنا لنستطيع شراءها و بناءه".

وأم ثائر وزوجها كانوا قد هجروا من بلدتهم الأصلية اللوبيرة، القريبة من الرملة في العام 1948، و لجئوا إلى قرية قطنه حيث سكن آبائهم فيها، و طوال أعوام من العمل الشاق استطاعوا شراء 30 دونما من الأرض و بناء منزلهم عليها قبل 33 عاما.

تقول:" كانت لنا ارض كبيرة في بلدنا اللوبيرة إلا أنها صودرت بالكامل بعد الحرب و لم نعد نملك شيئا، شردنا كثيرا من بلد إلى بلد، حتى وصلنا هنا و عملنا طوال سنوات لشراء هذه الأرض و البناء عليها، و نستقر من جديد، و لكن الجدار حول حياتنا إلى جحيم مرة أخرى".

18 فلسطينيا وراء الجدار

وتسكن العائلة (أم ثائر و زوجها و أبنائها و أحفادها)، و منذ بناء الجدار أصبحوا معزولين بالكامل عن محيطهم و أقاربهم و حتى أبنائهم و بناتهم الذين يسكنون في مناطق أخرى من البلدة:" حيث بناء الجدار كنا العائلة الوحيدة التي عزلت بالجدار، ومع بناء البوابة العسكرية هناك لم نعد في محيط البلدة، علينا الدخول و الخروج منها عبر البوابة و ببطاقات و تصاريح خاصة".

و تشير أم ثائر إلى أن احد من عائلتها لا يسكن في المنزل، لا يستطيع أن يدخل إليه أو يقوم بزيارتهم، فالدخول عبر البوابة بتصاريح عليها اسم كل منهم و لا يسمح لأحد أخر بذلك:" حتى عندما نمرض لا يسمح للطبيب بالدخول لمعالجتنا، و حتى أرى بناتي و أبنائي المتزوجين و يقطنون في وسط البلدة علي أن اذهب لهم أنا و هم لا يستطيعون زياراتنا و الدخول الى المنزل بحرية".

وحتى خروج أفراد العائلة غير متاح في كل وقت، ففي بعض الأحيان يقوم الجنود بإغلاق البوابة الإلكترونية، و التي تعتبر المدخل الوحيد للمنزل بلا سبب، ولا يسمحون لأحد حتى الأطفال بالذهاب إلى مدارسهم، و كذلك الأمر بالأعياد اليهودية و المناسبات الخاصة لديهم يغلقون البوابة و لا يفتحوها حتى تنتهي هذه المناسبات.

ترهيب و ترغيب

وتروي أم ثائر خوفها الدائم على حياة أبنائها و أحفادها، و خاصة مع وجودها بمحيط المستوطنين الذي يجاورونها من المنطقة المقابلة للبوابة، و الذين يعتدون عليهم باستمرار:" حين بناء الجدار كان المستوطنين و على مدار أعوام كاملة يقوموا بالهجوم على المنزل و إطلاق الغاز و القنابل الصوتية لإرهابنا و إجبارنا على الرحيل عن أرضنا و تركها".

ولم تتوقف معاناة السيدة المقدسية عند هذا الحد، وخاصة إنها تعاني من مرض في القلب يحتاج منها التواصل الدائم مع الأطباء و المراكز الصحية:" يمنع على أي سيارة أو مركبة دخول البوابة، و حتى سيارات الإسعاف، فحين نمرض نضطر للمشي حتى اجتيازها و من ثم استخدام المركبات العمومية و غيرها، و لا يسمح لنا بالخروج بعد الساعة السادسة مساءا".

وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني ساومت العائلة مرارا على بيع أرضها أو استبدالها بمكان آخر، إلا أن الرفض كان ردها دائما، كما تقول أم ثائر:" مع بدء بناء الجدار عرضوا علينا استبدال هذه الأرض بأخرى وسط البلدة، و بتعويض مالي ضخم إلا أننا رفضنا ذلك، فهذه الأرض التي قدمنا حياتنا من اجلها، و لن نتخل عنها لو قدموا لنا كنوز الأرض جميعا".