خبر باحث يحذر من تحويل مكبات النفايات الصلبة قرب التجمعات السكنية في غزة

الساعة 07:48 ص|27 مارس 2011

باحث يحذر من تحويل مكبات النفايات الصلبة قرب التجمعات السكنية في غزة

فلسطين اليوم- غزة

أكد باحث فلسطيني ينشط في شؤون البيئة، أن مكبات النفايات الصلبة والآثار البيئية المترتبة عليها، التي تنتشر في قطاع غزة، وازدادت في السنوات العشرة الأخيرة، تترك بشكل كبير وخطير مخاطر جمة على المياه الجوفية، التي يعتمد عليها الأهالي في شربهم وطعامهم اليومي، وتؤدي إلى تلوث الهواء والتربة، خاصة الزراعية.

ودعا إلى ضرورة الاهتمام بفرز النفايات الصلبة المنزلية، وتشجيع السكان بهدف تقليل كمية النفايات، التي يتم ترحيلها إلى المكبات، وذلك باستخدام العديد من الوسائل المادية والمعنوية.

وأوضح الباحث رامي عبد الحي أبو العجين في دراسته، التي أعدها حول "النفايات الصلبة ومخاطرها على البيئة" لنيل إجازة الماجستير من قسم الدراسات العليا في الجامعة الإسلامية بغزة، أن الدراسة تركزت على مدينة دير البلح، كواحدة من أهم الأراضي الزراعية الخصبة في محافظة الوسطى بمحافظات قطاع غزة.

الجدير بالذكر أن عدداً من بلديات قطاع غزة، والجهات المعنية استبدلت مكبات النفايات إلى تجمعات داخل المدن قريبة من مناطق السكن مع بدء انتفاضة الأقصى سبتمبر/ أيلول2000، كبديل عن المكبات القريبة من المناطق الحدودية للأراضي المحتلة عام 1948 بسبب الدواعي الأمنية، والقصف اليومي لهذه المناطق.

وذكرت الدراسة أن هناك العديد من الآثار البيئية لمكب النفايات الصلبة شرق مدينة دير البلح, تركت آثاراً خطرة على الأهالي، أهمها الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم النفايات وتحللها, والدخان الناتج عن احتراق النفايات الطبيعية والبشرية، بالإضافة للآثار الناجمة على المياه الجوفية والتربة.

 

عجز كبير في الحاويات

وحول توزيع الحاويات في المحافظة، فقد تبين أن هناك عجزاً كبيراً في أعداد الحاويات, ويتم تعويض ذلك بصورة غير فاعلة من خلال الحاوية الدوارة, وأن هناك تبايناً في معدل الحاويات للسكان, إذ يصل المعدل حوالي 110 فرد/ حاوية في مدينة دير البلح و316 فرد /حاوية في مدينة النصيرات ومخيمها للاجئين, في حين يصل المعدل إلى حوالي 117 فرد /حاوية في مدينة البريج ومخيمها للاجئين.

كما بينت الدراسة أن مواقع الحاويات في كثير من المدن يخضع لتوافق السكان أكثر من حاجة المنطقة، التي ترفض في بعض الأحيان وجودها قرب منازلها مما أثر على كفاءة الحاويات وقدرتها.

وتناولت الدراسة الأولى من حيث تخصصها، والمنطقة الجغرافية المستحدثة، التي تعتبر من أبرز المناطق الزراعية بالقطاع، ويعمل معظم سكانها بمهنة الزراعة، المشاريع التي تتم  للنفايات الصلبة بهدف التقليل منها: أهمها مشاريع إعادة تدوير مخلفات البناء، والمخلفات البلاستيكية، والمخلفات الزراعية، التي ساهمت في توفير فرص عمل للأيدي العاملة ومصدر دخل لبعض المواطنين  .

 

النفايات..الكم والنوع

وتناول الباحث أبو العجين واقع النفايات الصلبة من حيث الكم والنوع وطرق إدارتها, وتبين أنه يغلب عليها طابع النفايات العضوية, إذ تصل نسبة المواد العضوية حوالي 68%, وتشكل الرمال حوالي 16%, وأشار إلى التباين الكبير في مكونات النفايات المنزلية بين أطراف دير البلح, إذ تشكل العضوية حوالي 66.2% في مدينة دير البلح و حوالي 62.2% في قرية وادي السلقا, بينما تشكل في النصيرات حوالي 67.4% .

كما بينت الباحث وجود تباين في إنتاج الفرد من النفايات الصلبة اليومية في المحافظة بين المدينة والقرية والمخيم, إذ يصل إنتاج الفرد اليومي في المدينة حوالي 0.7 كجم /يوم , مقابل 0.39 كجم /يوم بالنصيرات , بينما يصل متوسط الإنتاج اليومي في مخيم النصيرات حوالي 0.69 كجم, ويصل إنتاج الفرد اليومي في مخيم دير البلح حوالي 0.88 كجم.

وكشفت الدراسة عن تأثر إدارة النفايات الصلبة بالعوامل السلوكية للسكان, إذ يؤثر الشخص الناقل للنفايات في إدارتها, ويتخلص الأطفال من النفايات برميها حول الحاوية والطرقات, وكذلك وقت إخراجها من المنزل كما تبين من الدراسة أن يوم الجمعة يشكل أكثر الأيام في إنتاج النفايات الصلبة على اعتباره يوم إجازة, وأن لكل مدينة ومخيم يوماً خاصاً ترتفع فيه النفايات، هو يوم السوق المحلي والشعبي, مما يستوجب نظام جمع نفايات خاص بهذا اليوم .

وأوضحت الدراسة أن هناك العديد من الطرق والأساليب المتبعة في إدارة النفايات الصلبة, إذ يستخدم الجمع اليدوي والحاوية الدوارة والجمع بالحاوية الثابتة, وأن طبيعة المكان والطرق تفرض طريقة وأسلوباً معيناً في جمع النفايات الصلبة, وأن أسلوب الجمع بالحاوية الدوارة يعتبر من أكثر الطرق شيوعاً في المخيمات وبعض أجزاء المدينة. وأن العوامل البشرية تعتبر أهم العوامل المؤثرة في حجم النفايات  ومنها العوامل السلوكية والاجتماعية.