خبر البطش: العدو الصهيوني لا يحتاج إلى مبررات لمهاجمة غزة

الساعة 01:05 م|26 مارس 2011

القيادي خالد البطش لـ"الاستقلال":

"الجهاد الإسلامي" اتخذت قرارًا بتصعيد المقاومة ردًا على جرائم (إسرائيل)

* العدو الصهيوني لا يحتاج إلى مبررات لمهاجمة غزة

* الانقسام أعطى الاحتلال قوة إضافية لتهويد واستيطان القدس

* "فتح" و"الجهاد" اتفقتا على أن زيارة عباس ستكون على قاعدة الحوار الشامل

* ندعو لفتح معبر تجاري مع مصر ليكون بديلًا عن "كرم أبو سالم"

فلسطين اليوم- عبد الله يونس- الاستقلال

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش على أن حركته اتخذت قرارًا سياسيًا وعسكريًا بتصعيد المقاومة والرد المستمر على كل جرائم الاحتلال التي ارتكبها في قطاع غزة مؤخرا، داعيا فصائل المقاومة الفلسطينية لــ"كسر معادلة الصمت المتبادل التي تحاول دولة الاحتلال أن تمررها". وكان ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة أطفال قد استشهدوا وأصيب عشرات في غارات إسرائيلية استهدفت هذا الأسبوع مناطق متفرقة من قطاع غزة، ومن بين الشهداء أيضا 4 مقاومين من سرايا القدس استهدفوا شرق حي الزيتون جنوبي شرق مدينة غزة.

وقال البطش -في مقابلة مع "الاستقلال"-: "إن عدم الرد على جرائم الاحتلال سيورث حالة من اللامبالاة لدى الاحتلال في ارتكاب المزيد، وقد اتخذنا قرارًا بالرد على حماقات العدو وبإيلامه، والتفاصيل متروكة لقادة الميدان الذين يدركون أن على الاحتلال أن يدفع تكلفة إرهابه ضد أبناء شعبنا". وأوضح أن العدو الصهيوني "لا يحتاج إلى مبررات لارتكاب جرائمه في غزة، فهو حاضر وجاهز لتنفيذ المجازر ضد الفلسطينيين، وعليهم أن يتصدوا لممارسات الاحتلال، وألا يقابلوا ذلك بالصمت". ودعا البطش إلى تصعيد المقاومة الفلسطينية وإسقاط الخيار التفاوضي مع الاحتلال، مؤكدًا أن المقاومة هي الخيار الحقيقي والفعال في إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني.

 

 

ترويج الدعايات

وحول حادثة (إيتمار) التي أدت إلى مقتل 5 مستوطنين، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الكيان الصهيوني يحاول توظيف الجرائم الجنائية للهجوم على الفلسطينيين، ولممارسة مزيد من التوسع الاستيطاني، وقال: "إن الاستيطان لم يكن قد توقف في يوم من الأيام، ولكن الاحتلال يحاول أن يستغل أزماته الداخلية وتسويق جريمة لم يرتكبها الفلسطينيون، وتعكس هذه الحالة رغبة (إسرائيل) للاستمرار في جرائمها ضد الفلسطينيين".

وبيّن البطش أن دولة الاحتلال حريصة على إعطاء إشارة للمجتمع الدولي بمبالغتها في حجم القوة العسكرية بغزة ولبنان، وتابع: "لقد استخدم الكيان الصهيوني سيناريو تهويل القوة العسكرية في لبنان وتطور أسلحة حزب الله عندما قرر شن الحرب على لبنان، واليوم يستخدمه في غزة ليبرر العدوان عليها". إلا أن البطش يؤكد أن نفيه للمزاعم الإسرائيلية هذه "لا يعني أن المقاومة جامدة ولا تستعد، فهي من حقها الاستعداد والتجهيز بكل ما استطاعت من إمكانات".

 

 

تصاعد التهويد والاستيطان

وبخصوص تصاعد الحملة التهويدية في القدس المحتلة وأراضي الـ48، قال البطش: "إن أدوات الكيان الصهيوني قائمة على الاستيطان واعتبار فلسطين أرضا بلا شعب، فهم يمارسون التهويد لجلب اليهود من نواحي العالم كافة إلى هذه الأرض بعد إفراغها من سكانها الأصليين؛ لذلك تمارس التطهير العرقي في كل مكان وتصدر فتاوى "حاخامية" للتضييق على العرب في الداخل"، موضحًا أن التوسع الاستيطاني ازداد مئات المرات عما كان قبل اتفاق "أوسلو". وأكد البطش أن الانقسام الداخلي وفّر قوة إضافية ودعما لاستمرار وتصعيد التهويد والاستيطان في القدس والضفة الغربية، وأضاف: "في الماضي كان هناك رد جماعي ضد هذه الممارسات، ولكن الانقسام أضعف الصف الفلسطيني؛ ولذلك يجب إنهاء هذا الانقسام فورًا".

وفي موضوع زيارة الرئيس محمود عباس المرتقبة إلى قطاع غزة، قال البطش: "عباس إن أتى إلى غزة فهو يأتي إلى وطنه، ونرحب به كما نرحب بمبادرة هنية، وندعم هذه الجهود من أجل إتمام المصالحة"، مشددًا على أن الأساس في الزيارة يجب أن يكون نقطة نقاش وليس خلاف.

 

 

لقاء فتح والجهاد

وعلى صعيد اجتماع حركتي الجهاد الإسلامي وفتح الذي عقد مؤخرًا، أكد البطش أن هذه الدعوة جاءت بناءً على طلب من حركة فتح وناقشت ترتيبات زيارة عباس إلى غزة، موضحًا أن الحركتين اتفقتا على ألا تقتصر هذه الزيارة على طرح فكرة تشكيل حكومة من الشخصيات المستقلة، وتباحث حوار شامل يجمع كل النقاط الخلافية المتعلقة بمنظمة التحرير الفلسطينية وملف الأمن وانتخاب مجلس وطني والبرنامج السياسي، وغيرها من القضايا.

وقال: "إن هذا اللقاء كان مهمًا ولم يحدث منذ فترة طويلة، وجاء لتعزيز العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى إصرارنا على ألا تكون الزيارة مقتصرةً على حديث عباس، ويجب طرح جميع القضايا الملحة التي تعني شعبنا، كما اتفقنا على ألا يكون هذا الحوار مشروطًا مسبقًا، وفتح أيدت حديثنا وطرحنا، ونعتقد أنه كان لقاءً مهما في إطار إنهاء الانقسام". ودعا القيادي في حركة الجهاد إلى تبني أسلوب الحوار والاستمرار عليه في كل الظروف، واستمرار اللقاءات على قاعدة الثوابت ومصالح الشعب وتوحيد الصف الوطني.

 

 

الحراك الشعبي

وفي سياق الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام -الذي انطلق في الخامس عشر من آذار- أكد البطش أن حركته قامت برعاية هذا الحراك وتبني مواقفه ومطالبه وعملت على إنجاحه، وقال: "إن اللقاء الذي جمع الفصائل الفلسطينية قبيل انطلاق الحراك الشعبي بيوم واحد كان بدعوة من الجهاد الإسلامي، بناء على قاعدة حرصها على إنجاح تحركات الشباب لإنهاء الانقسام، حيث اقترحنا على الهيئات الشبابية تكوين هيئة شبابية تكون بمثابة مرجعية لهم وتنسق تحركاتهم، كما أوعزنا لكل مؤسساتنا الشبابية وأطرنا التنظيمية بالمشاركة في هذا الحراك". واستطرد البطش قائلا: "لقد طالبت "الجهاد الإسلامي" بعدم نشر قوات الأمن والشرطة أمام المظاهرات لمنع الصدامات، واعتبرنا أن هذا الحراك مدخل حقيقي لإنهاء الانقسام، وشددنا على ضرورة ألا يتحول الانقسام إلى مكاسب سياسية واقتصادية لطرف معين".

وجدد البطش رفض حركته لقمع المتظاهرين المطالبين بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالب بتشكيل لجنة تحقيق لمحاسبة كل من تورط في قمع الناس، متابعًا: "إن الشعب الفلسطيني لا يٌضرب ولا تكسر إرادته أو كرامته؛ لأنه صاحب المبادرات الحقيقية". وعن موضوع تصاعد حملات الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية التي تطال المقاومين من أبناء الحركات الإسلامية، قال: "من يمارس الاعتقال السياسي سواء كان في قطاع غزة أو الضفة الغربية هو مجرم بحق شعبه، فهذه الاعتقالات تضر الوحدة الوطنية وتكرس حالة رفض إنهاء الانقسام"، داعيًا إلى إيقاف هذه السلوكيات وتهيئة أجواء المصالحة منعبر إطلاق سراح المعتقلين السياسيين جميعا.

وأضاف: "إن علاقتنا مع حركة فتح يجب أن تستمر، ويجب أن تعقد لقاءات الحوار بيننا بصورة متواصلة؛ لأن "الجهاد الإسلامي" تتبنى مبدأ الحوار في الظروف كافة". وفيما يتعلق باستمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة ومنع إدخال مواد البناء لإعادة إعمار المنازل المهدمة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة، أكد البطش أن الحصار لا يزال قائمًا بسبب استمرار إغلاق المعابر أمام الفلسطينيين، وصعوبة التنقل والحركة والعمل، وامتناع الاحتلال عن إدخال مواد البناء وغيرها من المستلزمات الضرورية للحياة.

 

 

الثورات العربية

وفي معرض رده عن سؤال حول العلاقة بين مصر والفصائل الفلسطينية بعد الإطاحة بنظام حسني مبارك، أعرب البطش عن تفاؤله في أن تحظى هذه العلاقات بفرصة لتحسينها عن ذي قبل، وقال مستدركا: "لكن حتى هذه اللحظة لا تزال التغييرات الحاصلة في مصر غير كافية، ويجب أن تترجم في ملف دعم للمقاومة ولصمود الشعب الفلسطيني، ولتسيير حرية التنقل وإدخال مستلزمات الحياة للقطاع"، داعيًا في الوقت ذاته إلى إعطاء الحكومة المصرية الوقت الكافي لترتيب أوضاعها الداخلية. وتساءل البطش باستغراب من استمرار بعض السلوكيات القديمة بين مصر ودولة الاحتلال قائلًا: "لماذا حتى هذه اللحظة يتم استخدام الغاز المصري في "تل أبيب" ولا يستخدم في غزة"؟.. مشددًا على ضرورة فتح معبر تجاري جديد يربط غزة بمصر إلى جوار معبر رفح، للتخلص من معبر "كرم أبو سالم" الواقع تحت سيطرة الاحتلال.

وعن الثورات العربية ضد أنظمتها المستبدة -خاصة ما يجري في ليبيا واليمن- شدد البطش على ضرورة استمرار هذه الثورات حتى تنال الشعوب حريتها من الأنظمة القمعية، داعيًا إلى عدم استخدام السلاح في المظاهرات الشعبية، والاكتفاء بالمظاهرات السلمية، "حتى لا يكون ذلك ذريعة لاستخدام الحكّام السلاح والقمع العنيف ضدهم؛ لأن الأنظمة تحاول جرهم إلى مربع الجيش والدبابات والحرب والانقلابات". وعبّر البطش عن خشيته من أن يكون التدخل الغربي في ليبيا يهدف بصورة أساسية إلى السيطرة على موارد النفط والغاز والاستيلاء على الموارد الاقتصادية الليبية، وتقسيم "الجماهيرية" إلى فرق وأقاليم منفصلة، مشيرًا إلى أن الغرب يحاول الوصول إلى ذلك عبر ثلاث مراحل هي: إقامة حظر جوي، وإقامة منطقة معزولة للسكان النازحين، ووضع قوات دولية بصورة مستمرة في المنطقة.