خبر قيادي بحماس يمتعض من تصريحات الأحمد ويعتبرها غير مسؤولة

الساعة 08:50 ص|26 مارس 2011

قيادي بحماس يمتعض من تصريحات الأحمد ويعتبرها غير مسؤولة

فلسطين اليوم-غزة

استهجن الدكتور يحي موسى العبادسة نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية اليوم السبت , التصريحات التي صدرت عن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد , والتى تتهم حماس بتعطيل المصالحة , معتبراً انها تأتي في وقت غير مناسب للتراشق الإعلامي والاتهامات في الوقت الذي تقتضي فيه المرحلة فرض المصالحة وبسرعة بسبب التهديدات الصهيونية.

 

وقال د. العبادسة خلال حديث خاص "لفلسطين اليوم" ان هناك لقاء جرى بين فتح وحماس خلال الأسبوع الماضي في غزة تم خلاله طرح كافة قضايا الانقسام بصراحة , والحديث عن زيادة عباس لغزة  في ظل وجود العديد من الملفات العالقة .

وعن تصريحات الأحمد بأن زيارة عباس لغزة لن تحمل في طياتها أي حوارات وإنما تهدف لتشكيل حكومة وحدة وطنية , بين د. العبادسة أن حديث الأحمد "فارغ" وإصرار عباس على زيارة غزة ستكون لحفظ ماء الوجه فقط, متسائلاً : كيف سيتم تشكيل حكومة في ظل الانقسام والقضايا المحورية التي لا تزال عالقة العالقة ؟.

 

وعن تشبيه الأحمد موقف حماس بالاحتلال ورفضها إنهاء الانقسام, أمتعض العبادسة من التصريحات واعتبرها باللاخلاقية واللاوطنية ,و" تخرج من رجل لا يعي ما يقول ".

أكد الدكتور العبادسة أن الاتصالات بين الطرفين ستبقى متواصلة بالرغم من التصريحات المختلفة لقادة فتح , مشدداً على ضرورة البحث عن مخارج لإنجاح الحوار الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

 

و كان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للحوار الوطني عزام الأحمد، قد أعلن أن حركة حماس رفضت زيارة وفد إداري أمني لبحث ترتيبات زيارة رئيس السلطة محمود عباس (أبو مازن) إلى غزة وصدرت من بعض قيادييها تصريحات ترفض مبادرة أبو مازن لإنهاء الانقسام.

وقال الأحمد مفوض العلاقات الوطنية والمسؤول عن ملف الانقسام، في تصريحات لـ صحيفة«الشرق الأوسط»: «للأسف الشديد اتفق موقف حماس مع موقف إسرائيل في رفضهما مبادرة إنهاء الانقسام، فبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل أدلى بتصريح يظهر أنه فقد أعصابه، واتهم الرئيس أبو مازن بدعم الإرهاب. وقال: إن من يريد أن يتفاهم مع حماس ولا يتعاون مع إسرائيل لا يريد سلاما.. وقرر منع الرئيس من الذهاب إلى غزة من معبر بيت حانون لكن الرئيس قال سأذهب من معبر رفح وهذا أكبر دليل على حسن نية الرئيس وتصميمه على المصالحة».

وأضاف الأحمد: «في علم السياسة إذا تطابق موقف طرف مع موقف العدو، فإن هذا الطرف على خطأ، وهل من المعقول أن يكون نتنياهو وحماس ضد مبادرة الرئيس أبو مازن؟!.. أنا أطرح هذا السؤال على كل مواطن عربي شريف وعلى كل مواطن فلسطيني.. وأضيف: هل معقول أن تتخذ حماس ورئيس وزراء إسرائيل نفس الموقف بخصوص مبادرة عقلانية وطنية أطلقها الرئيس، وبخاصة أنها آلية مناسبة لإنهاء الانقسام؟!».

وانتقد الأحمد، تصريحات قادة حركة حماس للمبادرة، خصوصا تصريح السياسي أسامة حمدان، ومحمد نزال، وعزت الرشق، أعضاء المكتب السياسي، وكذلك رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية، موضحا أن تصريحاتهم تظهر موقف حماس السلبي من المبادرة وعدم الرغبة في التعامل معها، بل تثبت أن قضية المصالحة لم تنضج عند حماس بعد. وقال: «إنهم استخدموا كلمات تخرج عن أصول اللياقة، وأصول العمل الوطني والتعامل بين بعضنا البعض، وهذا يدل على أنهم غير جاهزين، فإضافة إلى موقفهم التقليدي بأنهم لا يريدون المصالحة بسبب مصالح إقليمية في المنطقة.. فإنهم قرأوا قراءة خاطئة التغييرات التي تجري في المنطقة، وبخاصة في مصر وكأنهم يعتقدون أنها تصب في صالح حركة الإخوان المسلمين، وأن (الإخوان) هم محركوها.. ويعتقدون بأنه أصبح لهم باع طويل في العمل العربي».

وأضاف: «هذه نظرة قاصرة، وهي من الأسباب التي جعلتهم يتخذون المواقف الغريبة، ويصدرون مثل تلك التصريحات السلبية تجاه مبادرة الرئيس، وقرار رفض زيارة الوفد الإداري الأمني المكلف بالتحضير للزيارة».

وأكد الأحمد أن ما طرحه أبو مازن ليس مبادرة جديدة وهي تحظى بدعم عربي ومصري، بل آلية تستند إلى ما تم من حوارات سابقة. وقال: «هذه المبادرة ليست لبدء حوار جديد، فقد تحاورنا طويلا في القاهرة ودمشق، وهناك الورقة المصرية والتفاهمات المتفق عليها، وبالتالي لا يوجد جديد نتحاور عليه».

وشبه الأحمد أسلوب حماس بأسلوب إسرائيل في المفاوضات. وقال «ورغم ذلك لم نيأس وسنبقى نعمل من أجل رأب الصدع».

وردا على قول حماس أن المبادرة غير مقبولة لأنها تخرج حماس من السلطة وتبقي فتح ممثلة في الرئيس وسلطته، قال الأحمد: «أبو مازن طرح مبادرة عملية محدودة تشكل مخرجا عمليا لإنهاء الأزمة، وتقوم على أساس تشكيل حكومة مستقلة تعلن إنهاء الانقسام وتعمل على الإعداد للانتخابات»، مستطردا أن «كل الدول العربية التي تشهد حراكا شعبيا تطالب بانتخابات.. ونتساءل هل قسمت الثورة الشعبية في مصر البلاد؟.. وهل القوى الوطنية التونسية قسمت تونس؟ بالتأكيد لا.. فالكل يعمل لإنجاز الانتخابات.. وفي مصر تمت خطوات عملية في هذا الموضوع تمثلت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. فلماذا تستخدم حركة حماس أسلوب الانقسام، وترفض الاحتكام لصندوق الاقتراع؟.. وهل الانتخابات هي لمرة واحدة في الحياة؟».

وأضاف أن «الانتخابات توحد.. ونذكر بأن المجلس المركزي لمنظمة التحرير أصدر قرارا بدعوة اللجنة التي يرأسها الرئيس عباس على أساس إعلان القاهرة 2005، ومن مهامها إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، للاجتماع خلال شهر.. وربما تجتمع بجامعة الدول العربية أو في مكان آخر.. وهذه خطوة مكملة نحو تفعيل منظمة التحرير وترتيب البيت الفلسطيني بكامله».

وشدد: «نحن نتكلم عن وحدة وطنية كاملة، ومن هنا نتكلم عن انتخابات، وبعد الانتخابات نحن مستعدون لحكومة وحدة وطنية في ضوء نتائج الانتخابات». وأضاف: «الحراك الشعبي الذي شارك فيه الشعب الفلسطيني بكل قواه وفي كل مناطق وجوده تحت شعار (الشعب يريد إنهاء الانقسام)، و(الشعب يريد إنهاء الاحتلال).. قمع في قطاع غزة من قبل ميليشيا حماس».. وقال إن قادة حماس يتطلعون دائما لتنفيذ برنامجهم الذي لا يرتبط بالبرنامج الوطني الفلسطيني، بل ببرنامج القيادة الدولية لحركة «الإخوان». وأضاف: «لدى حماس أجندة مرتبطة ببرنامج عمل حركة (الإخوان) الدولية، كما لديها ارتباطات إقليمية وهي العامل الثاني المحرك لهم في سياساتهم تجاه الوضع الفلسطيني.. نحن لا ننكر أنهم جزء من الحركة الوطنية الفلسطينية، لكنهم لا ينطلقون في تحركاتهم وبرامجهم من المصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني».

وأكد الأحمد أنه لا توجد حوارات الآن مع حماس، وقال: «كلام الرئيس عند إطلاق المبادرة كان واضحا وصريحا. لقد أوضح أنه ذاهب ليس للحوار، بل لتشكيل الحكومة والاتفاق على تحديد موعد لإجراء الانتخابات، ونحن نؤكد أن أي حوارات أخرى تأتي في وقت لاحق، وعملية الحوار في الساحة الفلسطينية لا تنتهي حول أي موضوع خلافي».

ولفت الانتباه إلى أن طرح حكومة من شخصيات مهنية لم يأت من فراغ، بل جاء لكي لا يكون هناك أي خلاف ذي طابع سياسي، موضحا أن لهذه الحكومة مهمات أساسية أولها توحيد مؤسسات السلطة وإنهاء الانقسام، والشروع في إعمار غزة، مشددا على أنه لا مفر من الاتفاق على تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات المجلس الوطني.

وبشأن طبيعة اللقاءات التي عقدها وعضو اللجنة المركزية صخر بسيسو، في القاهرة على مدار الأيام القليلة الماضية، قال الأحمد: «لقاءاتنا تناولت في الأساس التطورات المتعلقة بملف المصالحة والجهد المصري الداعم للقضية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني».

وأوضح: «نحن في فتح أكدنا أن المبادرة التي أطلقها الرئيس في اجتماع المجلس المركزي تنسجم مع روح الجهود المصرية المخلصة لتعزيز الوحدة، وإنهاء الانقسام.. وفيما يخص مصر فإننا سعداء أن القاهرة تنفست الصعداء، وبدأت تستعيد نشاطها وحيويتها واهتمامها بالقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية، بعد الأحداث الأخيرة وثورة الشباب».

وقال: «في لقاءاتنا بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري نبيل العربي، ومع رئيس جهاز المخابرات الوزير مراد موافي، جرى التأكيد على أن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتمامات مصر، وأنها جزء من أمنها القومي، وأن مصر ستواصل جهدها الكبير والمخلص لإنهاء الانقسام الفلسطيني». وأكد أن مصر تعي أن إنهاء الانقسام الفلسطيني حاجة ملحة في معركة الدفاع عن الحقوق والآمال الفلسطينية.

وقال: «أكدنا خلال اللقاءات هذه أهمية عامل الوقت، ووجود جهد مصري لتعجيل إنهاء الانقسام، والبدء بخطوات عملية نحو المصالحة ورص الصفوف.. والمهم أن جميع من التقيناهم في مصر أكدوا دعمهم لمبادرة الرئيس، ووعدوا ببذل الجهود مع جميع الأطراف المعنية لإنجاحها والتعامل معها بشكل إيجابي».

وحول اللقاء مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية، قال الأحمد: «قابلت أنا والأخ صخر بسيسو السيد عمرو موسى، وأطلعناه على المبادرة التي أطلقها الرئيس واعتمدها المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية». وأضاف: «السيد موسى أبدى تأييده الكامل لمبادرة الرئيس، واستعداده للتحرك وخصوصا بالاتصال على الفور مع حماس وكل الفصائل الفلسطينية لحثها على قبول المبادرة وعدم إضاعة الوقت، وإنهاء الانقسام». وتابع القول: «أبلغنا الأمين العام استعداد الجامعة لاحتضان اجتماعات اللجنة التي اتفق على تشكيلها إثر إعلان القاهرة عام 2005، وهي لجنة برئاسة أبو مازن، وعضوية رئيس المجلس الوطني وأعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة والأمناء العامين للفصائل بما فيها حماس والجهاد الإسلامي».

واعتبر الأحمد أن الانقسام ورقة تستخدمها إسرائيل للتهرب من استحقاقات عملية السلام، وقال: «بل إن وزير الخارجية المصري أوضح أن عددا من أطراف المجتمع الدولي يتذرعون بوجود الانقسام للتهرب من القيام بالاستحقاقات المطلوبة لدعم عملية السلام».

وقال: «أكد المسؤولون المصريون خلال هذه اللقاءات أن القاهرة ستكون سعيدة جدا بزيارة الرئيس قريبا جدا إلى مصر، وبعث الدفء من جديد في النشاط المشترك المتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية عموما». وأوضح أن موسى أبلغ وفد فتح أمس بأن الجامعة ستقوم باتصالات سواء مع قادة حماس أو بقية الفصائل لحثهم على التعامل بشكل إيجابي مع مبادرة أبو مازن.

وبين الأحمد: «اتفقنا مع الوزير نبيل العربي أن نبقى خلال الأيام المقبلة على تواصل دائم معه ومع المعنيين في مصر لإزالة جميع العقبات أمام المصالحة، وأبلغنا بأنه ستكون هناك إجراءات لتخفيف معاناة أهالي غزة من خلال المزيد من التسهيلات في معبر رفح البري، حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من لملمة صفوفه، وتوحيد الصفوف، والتخفيف من معاناته بما يمكنه من الصمود في وجه الاحتلال والعدوان الإسرائيلي المتواصل بحق الشعب الفلسطيني».