خبر رد الجيش – فارغ المضمون.. هآرتس

الساعة 11:16 ص|25 مارس 2011

رد الجيش – فارغ المضمون.. هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل وآفي يسسخروف

 (المضمون: الوصف المتلوي بعض الشيء الذي قدمه باراك لموقف اسرائيل من التصعيد يعكس التردد في القيادة السياسية والامنية. كيف يوقفون النار، التي اتسعت امس الى اسدود أيضا، دون الانجرار الى صدام واسع، يتضمن حملة برية اخرى للجيش الاسرائيلي في القطاع؟ - المصدر).

        خطوات الرد الاسرائيلية على نار الكاتيوشا المتواصلة من غزة بقيت أمس محدودة. يحتمل ان يكون السبب هو زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى روسيا، ومع عودته الى البلاد سيصعد الجيش الاسرائيلي اعماله الهجومية. يحتمل ايضا ان تكون اسرائيل تفهم بان في هذه اللحظة لا ينتظرها مكاسب هامة من تصعيد اضافي ضد حماس.

        غارات سلاح الجو في غزة في ساعات المساء من يوم أمس بدت كخطوة رمزية، تكاد تكون فارغة من المضمون. فقد قال سكان في المدينة انه ضمن الاهداف التي قصفت كان مبنى جهاز المخابرات العامة (من عهد السلطة!)، الذي هجر قبل سنوات، وكذا موقع فارغ لحماس سبق أن ضرب خمس مرات في الماضي.

        وزير الدفاع ايهود باراك (الذي تجبره هو أيضا زيارة نظيره الامريكي روبرت غيتس الى هنا على ان يقضي نهاية اسبوع نادر نسبيا في البلاد)، صاغ أمس الامور على النحو التالي: نحن لا يمكننا أن نصبح ضحايا قراراتنا. سنفكر باي مدى نرد، ولكننا ملزمون بالرد. نحن مصممون على اعادة الهدوء، ولا يمكن عمل ذلك دون استخدام القوة بين الحين والاخر".

        الوصف المتلوي بعض الشيء الذي قدمه باراك يعكس التردد في القيادة السياسية والامنية. كيف يوقفون النار، التي اتسعت امس الى اسدود أيضا، دون الانجرار الى صدام واسع، يتضمن حملة برية اخرى للجيش الاسرائيلي في القطاع؟

        باراك سمع من غيتس اعرابا عن التأييد لحق اسرائيل في الدفاع عن النفس، ولكن من الصعب التصديق بان تعاطف ادارة اوباما سيصل الى حجوم الدعم الذي منحته لاسرائيل في ختام ولايتها ادارة بوش (التي كان فيها غيتس ايضا في ذات المنصب) مع اندلاع حملة رصاص مصبوب. رغم الاستخدام الذي تقوم به الاسرة الدولية لصواريخ تومهوك في ليبيا، فانها على القصف الاسرائيلي الواسع في القطاع ستنظر دوما بعين معوجة. احدى الخطوات التي ينظر فيها الان في اسرائيل هي استئناف عمليات الاغتيال ("الاحباط المركز") بحق قادة منظمات الارهاب. الهجمات حتى الان تركزت على ضرب خلايا الصواريخ وهي في طريقها الى اطلاق صواريخها.

        في غزة أعلن مسؤولو الجهاد الاسلامي عن استعدادهم لوقف النار، اذا كفت اسرائيل ايضا عن الهجوم. عمليا، واصلت المنظمة اطلاق الصواريخ. اثنان من قادتها ارسلا للتشاور مع كبار رجالات الجهاد في دمشق بشأن الخطوات التالية. وللقصف انضمت امس "لجان المقاومة الشعبية"، التي تعمل برعاية حماس. سلوك حماس في الاونة الاخيرة يذكر بالسلطة الفلسطينية في بداية العقد الماضي. مثل السلطة التي قبلها، تكتشف حماس بان الفصائل المتطرفة (وعلى رأسها الجهاد) تجرها بخلاف ارادتها الى شفا مواجهة شاملة مع اسرائيل. حماس امتنعت عن نار الكاتيوشا. وقبل بضعة ايام أوقفت ايضا نار قذائف الهاون. حتى الان، هذا بعيد عن ان يكون كافيا لاجل وقف القتال. التسوية غير المكتوبة، التي حققت هدوءا في الجنوب لسنتين، تضعف. وحتى لو عاد الهدوء، من المشكوك فيه أن يكون لزمن طويل.

        التصعيد في الجنوب يجد هذه المرة جبهة اسرائيلية داخلية مشوشة بعض الشيء. امس اصاب كاتيوشا غراد واحد شمال مدينة اسدود، على مسافة نحو 35 كم عن القطاع. تقارير في شبكة اجهزة الاتصال الشرطية، استنادا الى معلومات غير دقيقة تم تعديلها لاحقا، ادت الى منشورات مغلوطة عن سقوط عدة صواريخ كاتيوشا مزعومة في منطقة باتيام ويفنه.

        التشويش وانعدام التحكم سادا ايضا في جهاز التعليم: رئيسا بلدية، في اسدود وبئر السبع، قررا الغاء التعليم في مدينتيهما، رغم استياء قيادة الجبهة الداخلية، التي نقلت توصيات معاكسة. في عسقلان ايضا تشوش التعليم، بمبادرة لجنة الاهالي. التخوف من خطر زائد على الاطفال مفهوم، ولكن الجهاد حقق هنا انجازا، بجهد طفيف نسبيا.

        معضلة مشابهة، ترافق الارتباك، تتميز بها ايضا مسألة نشر منظومة "قبة حديدية". أمس تقرر نشر واحدة من البطاريتين لدى الجيش الاسرائيلي في الجنوب، اغلب الظن ابتداء من يوم الاحد. هذا قرار ينطوي على مشاكل عديدة. التأخير الطويل في تخصيص المقدرات للمشروع يضع تحت تصرف اسرائيل الان بطارية كاملة واحدة فقط، قادرة على الدفاع عن مدينة متوسطة.

        رئيس الوزراء لا يمكنه أن يخرج بصورة جيدة من هذه القصة. اذا قرر الدفاع عن بئر السبع، سيدعون بانه يترك اسدود، عسقلان وسديروت لمصيرها. وماذا سيقول سكان الكيبوتسات والقرى الزراعية حول القطاع، ممن يتعرضون للصواريخ وقذائف الهاون منذ عقد من الزمان، وفهموا من وعود السياسيين بان المنظمة مخصصة اولا وقبل كل شيء لحمايتهم؟

        في هيئة الاركان يوجد الالاف ممن يعتقدون بشكل عام بان نشر المنظومة في البلدات زائد لا داعي له، وان "قبة حديدية" يجب أن تحفظ للحرب الحقيقية والدفاع عن مواقع البنى التحتية الاستراتيجية وقواعد سلاح الجو (بهدف السماح بمواصلة اقلاع الطائرات الهجومية). معقد؟ لم نذكر بعد على الاطلاق حقيقة أن البطارية لم يعلن عنها بعد كتنفيذية، وان استكمال نشرها سيستغرق زمنا وان تشغيلها في الميدان من شأنه أن يجر ايضا نقاط خلل فنية واخطاء في اعتراض الصواريخ. أمس سعوا في الجيش الى تخفيض مستوى التوقعات والايضاح بان القبة لن يكون بوسعها توفير دفاع كامل عن البلدات، وبالتأكيد ليس في بداية الطريق.

        التفسيرات تأتي متأخرة جدا. فالتأجيلات المتكررة في شراء البطاريات، وبعدها أيضا في نشر المنظومات، دفعت اسرائيل الى زاوية غير مريحة. الان، الجهاد هو الذي يملي موعد استخدام "قبة حديدية" – وهو تطور كان يمكن توقعه قبل بضعة اشهر.