خبر حالة ليبيا: العالم لا يفهم الا القوة؟ .. اسرائيل اليوم

الساعة 11:16 ص|25 مارس 2011

حالة ليبيا: العالم لا يفهم الا القوة؟ .. اسرائيل اليوم

بقلم: يوفال بنزيمان

(المضمون: لا تزال للدعم العسكري أهمية هائلة. مثل هذا الدعم بشكل عام لن يأتي من العالم الغربي. حالة ليبيا هي حالة استثنائية - المصدر).

        المساعدة العسكرية التي تقدمها بعض الدول الغربية للثوار الليبيين تثير جدالا قديما حول مدى شرعية تدخل العالم في النزاعات بين الدول وداخلها. من جهة، العالم المتنور لا يمكنه أن يغمض عينيه امام قصف القذافي لابناء شعبه. من جهة اخرى، من يقرر متى مسموح لجهة خارجية ان تتدخل في نزاعات داخلية في دولة ما وفي النزاعات بين الدول؟

        حالة ليبيا هي، نسبيا، بسيطة. القذافي لا يتخذ في الاعلام العالمي ليس فقط صورة الزعيم الطاغية عديم الرحمة بل كمن سواء عقله موضع شك. الجامعة العربية وقفت ضده، بعض من رجاله قالوا انهم لم يعودوا يمثلوه، وعليه فان النقاش حول تدخل بعض من الدول الغربية في النزاع الليبي الداخلي لم يلقَ بعد الوزن الذي كفيل بان يلقاه في ساحة العلاقات الدولية.

        ولكن شيئا واحدا بات واضحا منذ الان: استخدام القوة العسكرية بقي اداة لا مثيل لها. للحظة كان يمكن الاعتقاد ان الضغط الدبلوماسي يمكن له أن يحدث التغيير، ولعدة ايام كان يخيل أن الثورة في مصر تثبت بان الجماهير يمكنها أن تسقط الانظمة في مظاهرات غير عنيفة – وعندها جاءت حالة ليبيا لتري أن لقوة السلاح لا يزال هناك معنى ما. القذافي كاد ينجح في الحاق الهزيمة بمعارضيه فقط بفضل السلاح، ولم يتوقف الا بفضل قوة عسكرية أشد منه.

        يكاد يكون كل العالم فرح لمشاهد الثورة في مصر. اسرائيل قد تكون هي الاكثر شكا تجاه ما يجري هناك بينما الغالبية الساحقة من العالم الغربي أيدت الجماهير التي اسقطت مبارك. احد الاسباب المركزية لتأييد العالم للثورة كان طابعها غير العنيف. وها هو، ذات العالم يشجع اليوم استخدام القوة لوقف ارهاب الطاغية الليبي بحق ابناء شعبه. المثالية التي غلفت الثورة المصرية تبددت. وحتى لو انتهت الثورة في ليبيا بالحاق الهزيمة بالقذافي، الامر الذي ليس مضمونا على الاطلاق في هذه المرحلة، فانها ستنجح بفضل قوة الذراع بقدر لا يقل عنه بفضل قوة الارادة.

        آثار احداث ليبيا على الانتفاضات الشعبية في الدول العربية الاخرى كفيلة ظاهرا بان تشجع الجماهير على الخروج الى الشوارع والثورة على زعمائها الطغاة. وقد يتمكنوا من الامل في أنه اذا لم يعم الجيش ضدهم (مثلما حصل في مصر)، فان ثورتهم ستنجح، أما اذا وقف ضدهم – فسيتجند العالم المتنور في صالحهم. ولكن يبدو أن ليس هكذا هو الحال. الدول الغربية لن تسارع الى استخدام قوتها العسكرية في كل فرصة، حتى لو عمل زعماء مختلفون باشكال اشد واكثر وحشية مثلما يعمل القذافي.

        الجماهير، كما يبدو، يمكنها أن تكون محقة، ولكن طريقها للنجاح في الثورة أصعب بكثير دون دعم عسكري. نهاية الانظمة الشمولية والطاغية ان تنهار، نهاية الانظمة التي تسيطر فيها الاقلية على الاغلبية أن تتبدد. هكذا حصل في اوروبا الشرقية وهكذا يحصل اليوم في العالم العربي. ولكن لا تزال للدعم العسكري أهمية هائلة. مثل هذا الدعم بشكل عام لن يأتي من العالم الغربي. حالة ليبيا هي حالة استثنائية.