خبر الطائرة الزنانة.. نذير شؤم يخطف الأرواح بلا سابق إنذار

الساعة 07:27 م|24 مارس 2011

الطائرة الزنانة.. نذير شؤم يخطف الأرواح بلا سابق إنذار

فلسطين اليوم – غزة (خاص)

تحليقها مجدداً في أجواء قطاع غزة ينكأ جراح من أصيبوا بأذاها، سواء من المقاومين أو من المواطنين المدنيين، "الزنانة"، طائرة لعينة يصفها الغزيون بنذير شؤم يخطف الأرواح بلا سابق إنذار، فظهورها في سماء القطاع و قباحة صوتها لا يعني للغزيين سوى القتل، لا سيما و أنها تملك قدرة هائلة على ضرب أهدافها بدقة بل و تفوق قدرتها الطيران المروحي و الحربي لقدرتها الفائقة على الظهور و الاختفاء بسرعة.

وأثبتت عمليات الاغتيال التي نفذتها هذه الطائرات ضد المواطنين دقة الإصابة التي تنفذها،و خصوصاً أنها مزودة بإمكانيات تكنولوجية مطورة، تستخدمها في مجال الاستطلاع، ولذلك، تستخدمها أغلب جيوش العالم لما تتمتع به من قدرات إلكترونية متطورة، تنحصر في مجال التجسس والتصنت، والمراقبة والتصوير والمسح الجوي، وتحديد الأهداف، وعادة ما يكون عملها مرتبطاً بغرفة مركزية.

المقاوم في سرايا القدس، أبو حمزة قال لمراسلة وكالة فلسطين اليوم، إن الطائرة الزنانة تمثل هاجساً خطيراً بالنسبة للمقاومين في قطاع غزة، نظراً لدقة الرصد المتطور لهذه الطائرة مقارنة بما تملكه الفصائل الفلسطينية هنا من إمكانات ".

و أضاف أبو حمزة أن خطر هذه الطائرة يكمن في سرعتها في قنص فريستها و مفاجأتها كالبرق الخاطف، و قدرتها على الظهور و الاختفاء بسرعة.

و أشار إلى أن المقاومين يقومون بالتعميم على بعضهم البعض على أجهزة اللاسلكي عند سماع أزيز هذه الطائرة التي يطلق عليها المواطنون بالزنانة، لكنه أكد أنه في حالات نادرة ما تفشل هذه الطائرة في إصابة هدفها، إلا انه استطرد قائلاً أن المقاومين يتبعون أساليب تقنية مختلفة للتغلب على خطرها"

 ومثلما تمثّل "الزنانة" خطراً داهماً على المقاومين، فإنها تنغّص على باقي سكان غزة من المدنيين من الأطفال و النساء حياتهم.

أبو محمود من حي الشجاعية بقطاع غزة، قال لـ فلسطين اليوم "إن تجربتنا مع الطائرة الزنانة تجربة أليمة و لا سيما و أنها تنغص حياتنا و تنبش جراح الماضي و تذكرنا بمن غدرت بهم من المقاومين و المواطنين، و أمعنت في تمزيق أجساد الأطفال و النساء، و خير شاهد على ذلك ما حدث خلال الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال على القطاع.

و يضيف أبو محمود، أن معاناة المواطنين بسبب هذا الطائرة لم تتوقف عند حد القتل، و لكنها تثير الرعب في صفوف الأطفال و النساء، بالإضافة إلى التشويش الذي تحدثه على الأجهزة اللاقطة و الأقمار الصناعية.

الطالبة الجامعية ربا عودة، قالت إن سماع أزيز الطائرة الزنانة أثناء الليل يثير الرعب لديها، حينما تكون تجلس لمذاكرة دروسها، مما يدفعها لترك كتب الدراسة و انتظار ما هو قادم، و خصوصاً أنها تعلم أن تحليق هذه الطائرة لا ينذر إلا بمجزرة هنا أو قصف هناك دون التفريق بين عسكري و مدني من أبناء شعبنا.

و لا زالت الطائرات الزنانة تقوم بعمليات استطلاعية و تغير على أهداف في مختلف المناطق من قطاع غزة بشكل مستمر سواء في الليل أو النهار، و كانت آخر عملية اغتيال نفذتها يوم أمس الأول حين ارتكبت مجزرة في حي الشجاعية شرق غزة، و راح ضحيتها 8 مواطنين ثلاثة منهم من الاطفال، و اربعة من مقاومي سرايا القدس، الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي.

وتبقى حالة الاستنفار والتأهب النفسي لدى الفلسطينيين من سماع صوت طائرة الاستطلاع، بينما يسود القلق والخوف والترقب الغزيون، بعد أن ارتبط تحليق طائرات الاستطلاع بتنفيذ غارات أو اغتيالات بحقهم