خبر لا لرصاص مصبوب 2 -هآرتس

الساعة 10:55 ص|24 مارس 2011

لا لرصاص مصبوب 2 -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الهدوء الامني النسبي، الذي تمتعت به اسرائيل في السنتين الاخيرتين، وصل نهايته. في حدود قطاع غزة يبدو ملحوظا في الايام العشرة الاخيرة تصعيد في تبادل اطلاق النار بين حماس والجيش الاسرائيلي، وفي القدس انفجرت أمس عبوة ناسفة بجانب حافلة باص، فيما أن التحقيق في القتل في ايتمار لا يزال في أوجه.

        احتدام المواجهة في الجنوب يذكرنا باحداث مشابهة في الماضي غير البعيد. فبعد فترة من تبادل اطلاق النار بمستوى منخفض نسبيا، اطلقت حماس خمسين قذيفة هاون نحو غربي النقب. ردت اسرائيل بسلسلة هجمات من الجو وبنار الهاون، وأول امس قتل بنار الجيش الاسرائيلي ثمانية فلسطينيين بينهم أربعة مدنيين. حماس ردت باطلاق صاروخي "غراد" على بئر السبع.

        ضرب عاصمة النقب أثار دعوات من اليمين لرد حاد، "رصاص مصبوب 2"، لاقت دعمها في تعطل مؤسسات التعليم في بئر السبع وفي اسدود. العملية في القدس، بعد بضع ساعات من الغراد في الصباح، ستؤدي الى تشديد الضغط على الحكومة "لتوجيه ضربة قاضية للارهاب".

        على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يهدىء التصعيد، بدلا من الانجرار الى حملة جديدة في غزة. حملة "رصاص مصبوب" هي الاخرى لم تحقق الردع لزمن طويل. لا يوجد ما يجعل حملة استكمالية من ذات النوع أكثر نجاحا.

        الوضع السياسي لاسرائيل يختلف جوهريا عن الوضع الذي ساد قبل سنتين. فاسرائيل معزولة في العالم بسبب رفضها الوصول الى حلول وسط مع الفلسطينيين وتمسكها بتنمية المستوطنات. ادارة اوباما لن تؤيد كسلفها استخدام القوة الوحشية في محيط مدني، واسرائيل لا يمكنها أن تعتمد اليوم على دعم الحكومات الغربية التي وفرت لها الاسناد في الماضي. في مثل هذه الظروف على نتنياهو أن يسعى الى التهدئة في الحدود الجنوبية والسماح لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس بتحقيق المصالحة مع حماس. فالوحدة الفلسطينية، مهما كانت هشة، ستمنح اسرائيل "عنوانا" يمكنها منه أن تطالب بالمسؤولية عن الهدوء ومنع العمليات – مثلما تفعل السلطة في الضفة الغربية. اما الحماسة المتزلفة للجمهور لـ "عملية عسكرية واسعة في غزة" فلن تؤدي باسرائيل الا الى التورط، التنديدات وتعميق العزلة.