خبر تآكل الردع- يديعوت

الساعة 10:52 ص|24 مارس 2011

تآكل الردع- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

الجيش يدفع نحو التصعيد. في مداولات تقويم الوضع التي اجراها رئيس الوزراء صباح أمس، حتى قبل العملية في القدس، ابدى الجيش نهجا جد كفاحي. في نظر الجيش، المواجهة مع حكومة حماس في قطاع غزة تكاد تكون قضاءا من السماء. ان لم يكن الان، فبعد سنة او سنتين. اذا لم نعمل اليوم، فسندفع ثمن التصعيد المتدرج حتى المواجهة الشاملة.

اسرائيل، يقول الجيش، يجب أن تعزز الردع الذي تآكل منذ عهد "رصاص مصبوب". كان علينا ان نضرب حماس قبل نحو شهر، حين سقط لاول مرة صاروخ غراد على بئر السبع. اما الان فالضربة يجب أن تكون اكثر ايلاما. والمرحلة اللازمة التالية في سلم العنف، ان لم تكن ضربة عسكرية شاملة فعملية برية جزئية، هي عودة الى عهد الاحباط المركز لقيادة حماس والجهاد. وحسب نظرة الجيش الاسرائيلي فان هذه هي الخطوة الاكثر نجاعة. هذه اللغة تفهمها القيادة الفلسطينية على النحو الافضل. المعنى: الاستعداد لجمع المعلومات والشروع في اسقاط الرؤوس هناك، ولا سيما كبار رجالات الذراع العسكري، مع التشديد على الجهاد الاسلامي.

وبينما رئيس الوزراء يتردد في مسألة اذا كان التوقيت السياسي والدولي الحالي مناسبا للتصعيد في جبهة غزة، وقع عصر امس انفجار في القدس فقيده. وزير الدفاع باراك  - من الطائرة، في الطريق الى الديار من نيويورك – يبعث ببلاغات حماسية للصحافة بروح "سنحطم لهم العظام".

في موضوع واحد نجح رئيس الوزراء في أن يخفف، بقدر ما، من حدة موقف الجيش: اذا استمر التصعيد، وتعاظمت وتيرة نار الصواريخ نحو اسرائيل، سيبذل جهد لنشر بطاريات "قبة حديدية" في أسبوع ونيف. حتى الان لم يوافق الجيش على نشر البطاريات حول البلدات لانه ظهر فيها بعض أمراض الطفولة. الحاجة السياسية الى نشر البطاريات، اذا ما احتدم الوضع، ستضع منظومة "قبة حديدية" في الاختبار بينما هي ليست في وضعها الافضل.

في هذه الاثناء لا يتوقف احد ليتساءل اذا كانت هناك على الاطلاق صلة بين العبوة في القدس والتسخين في الجبهة الجنوبية. الاحتمال بوجود مثل هذه الصلة ليس عاليا. فمنطقة القدس لا تزال سائبة وتعاني من وباء الماكثين غير القانونيين. في الحالتين لم يكن هناك أي اخطار، بحيث أن الحديث يدور أغلب الظن عن شبكات تستغل عدم الاكتراث والحياة الروتينية التي وقعنا فيها بعد سنوات من الهدوء في القدس. يحتمل أن تكون هذه مجموعات تعمل بالهام مما يجري في العالم العربي. جهاز الامن أعلن بانه لم يكن هناك مزيد من "المطلوبين" في الضفة. أما الان فيوجد، ويجب البحث عنهم.

الفلسطينيون يهددون بالاعلان من طرف واحد عن دولة في شهر ايلول. كلما اقتربنا من هذا الموعد سنشهد احتجاجا شعبيا متصاعدا واحداثا دراماتيكية أكثر فأكثر. ولكن في ضوء القدرات المعروفة للمنظمات في المناطق، لا يبدو أننا سنعود في الفترة القريبة القادمة الى واقع أيام الانتفاضة الثانية، عندما كانت الباصات تتفجر في مراكز المدن كل اثنين وخمس.

حتى يوم أمس، وعلى مدى خمسة ايام، قتل الجيش الاسرائيلي 15 فلسطينيا في القطاع، بينما 4 مدنيين. العملية أمس لا تبدو كعملية انتقام نموذجية لحماس أو الجهاد على الضربات التي يوجهها الجيش لغزة. ولكن يوجد هنا تزامن ما. وعندما يضاف الى ذلك ايضا العملية في ايتمار، وكذا نار الغراد على بئر السبع وعلى اسدود، فان هذا يدعو الى خطوات للتصعيد. والان لم يعد يدور الحديث في اسرائيل عن تهدئة وعن أخطاء. فقد ارتكبت هناك اخطاء. توجد هنا ايضا رسوم تعليم لطاقم جديد – رئيس الاركان الجديد وقائد المنطقة الجنوبية الجديد. من المعقول الافتراض بانه في الازمة التالية سيكونان أكثر تجربة.

الجيش يدفع نحو اعادة قدرة الردع تجاه قطاع غزة. والان يجب الاستعداد لتبادل الضربات، التي ستشتد فقط.