خبر اسرائيل بلا معارضين -هآرتس

الساعة 10:49 ص|24 مارس 2011

اسرائيل بلا معارضين -هآرتس

بقلم: جدعون ليفي

(المضمون: معارضو سلوك اسرائيل من الاسرائيليين أنفسهم هم من ينقذون صورتها في العالم الذي يزداد عداءً لها بسبب أفعالها - المصدر).

        تخيلوا اسرائيل مختلفة في نظر العالم. لا "بتسيلم" ولا "نكسر الصمت" ولا "فوضويون يعارضون الجدار" ولا "كتلة سلام"، ومن غير "صندوق اسرائيل الجديد" ومن غير قلة قليلة من المثقفين والصحفيين الراديكاليين والمعارضين. تخيلوا اسرائيل مختلفة تُسكت وتطأ كل صوت كذلك، وتخيلوا كيف ستبدو آنذاك في نظر العالم.

        إن اسرائيل مدينة لكل هؤلاء بالقليل من المشايعة التي بقيت لها؛ إن حملة سلبها شرعيتها، الحقيقية والتي أوجدناها نحن، نحن مدينون بها لافيغدور ليبرمان واسرائيل بيتنا، ولبنيامين نتنياهو وطوفان القوانين غير الديمقراطية لأشياعه وأشياع كديما، وللجيش الاسرائيلي الذي لا زمام له وللمستوطنين الذين ليست لهم حدود. إن يوما واحدا من "الرصاص المصبوب" أوقع باسرائيل من الضرر أكثر من جميع المقالات الانتقادية كلها؛ والهجوم القاتل على "مرمرة" ضعضع صورتها أكثر من جميع المحاضرات المضادة لاسرائيل كلها؛ و"قانون النكبة" جعل رائحتها أنتن أكثر مما فعلت جميع العرائض.

        إن المبادرة التي أخذت تتسع الى فرض قطيعات مع اسرائيل، والتنديد بها وإقصائها، وُلدت إزاء صور غزة ومشاهد "مرمرة". إن حقيقة انه يوجد اسرائيليون انضموا الى الانتقاد سُجلت الى جانب حق اسرائيل الذي أخذ يتضاءل في جامعات امريكا وفي جامعات اوروبا وفي أُسر تحرير الصحف فيهما كلتيهما. تخيلوا فقط كيف كانت اسرائيل تبدو من غير ذلك: مثل كوريا الشمالية.

        ما عاد سفراء الحكومة ودعائيوها يستطيعون ان يقنعوا أحدا في العالم تقريبا سوى أنفسهم؛ والذين يطأون الديمقراطية الاسرائيلية يستطيعون فقط ان يزيدوا في اشتعال النار الموجهة عليها. الاصوات الانتقادية التي ما تزال تصدر عنها، بحرية تستحق الذكر، تثير تقدير العالم. إن المعارضين اليوم هم أفضل دعائيي اسرائيل التي ما زال نظامها يُذكر في فضلها.

        دُعيت قبل اسبوعين الى "اسبوع الكتاب اليهودي" في لندن تمهيدا لاصدار كتابي "عقوبة غزة"، بالانجليزية. هددت المؤسسة اليهودية في بريطانيا بالقطيعة، ووزن المنظمون استئجار حراس – وملأ نحو من 500 مستمع أكثرهم من يهود منتصف الطريق القاعة، وسألوا اسئلة وعبّروا في أكثرهم بكامل التواضع عن مشايعة كبيرة. تحدثت كعادتي معترضا على الاحتلال وعلى مظالمه والأضرار التي يسببها لاسرائيل وللفلسطينيين، ومعترضا على التنكيل بالديمقراطية الاسرائيلية كما كتبت في مئات المقالات التي نشرت في صحيفة "هآرتس" بالعبرية والانجليزية. وهذا ما كان ايضا في "لندن سكول أوف ايكونوميكس" وفي جامعة "ترينيتي" في دبلن.

        كما كان الوضع في فرص سبقت أُرسل الى "ترينيتي" ايضا "جاسوس" من قبل سفارة اسرائيل، وهو طالب جامعي اسرائيلي طُلب اليه ان يكتب أقوالي وينقلها الى السفارة. وأسرعت هذه الى ارسال تقرير الى وزارة الخارجية في القدس فأسرعت هذه الى تسريبه لصحيفة ذائعة الانتشار لم تنشر سوى أشد ما قُلت – مما هو مقطوع عن سياقه – لتكون لائحة اتهام اخرى على معارض.

        يمكن تجاهل طريقة سفارات تتجسس على صحفيين، تُذكر بنظم حكم ظلامية – كان يفرحني أن أرى مندوبا غير خفي لدولتي في محاضرتي اذا كان يوجد فيها ما يثير الاهتمام أصلا – لكن لا يمكن تجاهل الرسالة التي يثيرها هذا السلوك، وهي رسالة حملة صيد لصحفي تتجاوز آراؤه النهج المُملى.

        لم يعد يوجد فرق في العالم التكنولوجي الجديد بين الكلام الذي يُكتب ويُقال من هنا أو من هناك. في العالم الجديد المعادي في أكثره لاسرائيل، ثم معنى لحقيقة أن تصدر عنها أصوات بديلة سوى الصوت الرسمي المهدِّد والمُضر. إن حمَلَته هم وطنيو اسرائيل الحقيقيون الذين يخافون على مصيرها ويهتمون بصورتها أكثر ممن يهددون باسكاتهم. لا يجب على المعارضين أن يعتذروا لدولتهم عن أي شيء فهي مدينة لهم بالكثير، فهم جيش انقاذ صورتها في العالم. أهادموك ومُخربوك يخرجون منكِ؟ بيقين، بيقين. إن نتنياهو وليبرمان ومُشرعي اليمين وباعثي الشعور القومي والعنصرية، وشبان التلال وغير المكترثين من تل ابيب هم كذلك. اسألوا (تقريبا) كل مثقف اوروبي أو امريكي.