خبر مخاطر وفرص- هآرتس

الساعة 11:22 ص|23 مارس 2011

مخاطر وفرص- هآرتس

تغيير استراتيجي عميق

بقلم: ألوف بن

(المضمون: اذا ما سقط بشار الاسد من الحكم، ستعلق اسرائيل في حالة من انعدام اليقين واجابات متضاربة لمسائل وتساؤلات اساسية، في كل واحدة منها تكمن مخاطر وفرص لاسرائيل - المصدر).

موجة المظاهرات للايام الاخيرة في سوريا تقرب الثورة العربية من حدود اسرائيل. مدينة درعا في قاطع البشان حيث حطم أمس المتظاهرون تمثال الرئيس الاب حافظ الاسد وأحرقوا مبنى حزب البعث، قريبة من مثلث الحدود الاردنية، السورية والاسرائيلية. اذا ما فشلت الحكومة في قمع الانتفاضة، فانتشرت من الجنوب الى مدن اخرى، فانها تنطوي على تغيير استراتيجي عميق.

        اذا ما سقط بشار الاسد من الحكم، ستعلق اسرائيل في حالة من انعدام اليقين. من سيتحكم بمخزون صواريخ سكاد ذات الرؤوس المتفجرة الكيماوية؟ من سيقود الجيش في جبهة الجولان؟ هل خلفاء الاسد سيكونون اكثر انفتاحا تجاه الغرب واسرائيل، ام العكس سيحاولون احتدام المواجهة لكسب شرعية داخلية واقليمية، مثلما فعل النظام الحالي؟ واذا فشلت الثورة، وبقي الاسد في كرسيه، فهل سيحاول استئناف المسيرة السلمية والحصول على هضبة الجولان من اسرائيل كبوليصة تأمين لبقائه؟ هل سيكون لاسرائيل معنى للمفاوضات والاتفاقات مع حاكم مكروه كفيل بان يسقط؟ في كل واحدة من هذه الامكانيات تكمن مخاطر وفرص لاسرائيل.

        لقد أدارت اسرائيل علاقات معقدة مع حافظ الاسد وابنه بشار، اللذين حكما سوريا في الواحد واربعين سنة الاخيرة. الدكتاتورية العلوية في دمشق كانت خصما مريرا، رفع علم "المقاومة" وسعى الى التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل – وفي نفس الوقت شكل سند ثابت للتسوية الاقليمية وشريك في المسيرة السلمية.

        لقد احترم السوريون بحرص اتفاق فصل القوات في الجولان، في الوقت الذي بنوا في عمق اراضيهم جيشا قويا مع مئات صواريخ سكاد، سلحوا حزب الله بالاف الصواريخ بل حاولوا تطوير قدرة نووية. بعد أن فشلوا في محاولتهم اعادة احتلال الجولان، في حرب يوم الغفران، فضلوا ادارة المواجهة مع اسرائيل بشكل غير مباشر، من خلال حلفائهم من حزب الله ومنظمات الرفض الفلسطينية التي اتخذت من دمشق مقرا لها.

        الحلف الذي اقامه الاسد الاب مع ايران، والموجه في البداية ضد العدو المشترك في العراق، طوره ابنه الى محور استراتيجي بلغ ذروته في السيطرة على لبنان وفي غزة وفي اخراج تركيا من الدائرة المؤيدة لاسرائيل. بشار الاسد ظهر كدبلوماسي ناجح بقي في ظل المعارضة الامريكية لحكمه في عهد الرئيس جورج بوش، وفي السنتين الاخيرتين عمل على تحسين صورة سوريا في الغرب كدولة علمانية ومضيافة.

        في نظر اسرائيل، الميزة الكبرى لنظام الاسد كانت في انعدام جرأته وميله للامتناع عن المخاطرات والمواجهات المباشرة. ردود فعله كانت متوقعة ومنحت حرية عمل لاسرائيل بلغت ذروتها في قصف المفاعل النووي الذي بني بالسر في الشمال الشرقي من سوريا، في ايلول 2007. الاسد امتص القصف دون أن يرد بل واستأنف بعد عدة اشهر من ذلك محادثات السلام مع رئيس الوزراء في حينه ايهود اولمرت. وعلقت المحادثات في مأزق، مثلما في كل المحاولات السابقة، ولم تنضج لتصل الى تسوية.

        عندما اندلعت الثورة في تونس وتدحرجت الى مصر حاول الاسد ان يبث اطمئنانا والادعاء بان عنده هذا لن يحصل: "نحن لسنا مصريين ولا تونسيين"، قال في نهاية كانون الثاني في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" ولكنه اخطأ والان عليه أن يكافح في سبيل انقاذ حكمه من غضب الجماهير.