خبر دعوة « هنية » واستجابة عباس... وكمية الصفر .. رمزي أبو جزر

الساعة 07:33 ص|21 مارس 2011

دعوة "هنية" واستجابة عباس... وكمية الصفر .. رمزي أبو جزر

 كاتب وصحفي من غزة

على عكس كل ما يشاع فلسطينيا بأن الحراك الشعبي أو الشبابي الذي خرج على امتداد الضفة و القطاع للمطالبة بأنها الانقسام يوم الخامس عشر من آذار / مارس قد ترك اثأرا واضحة على المشهد السياسي الفلسطيني من النوع الذي يمكن القول معه أن الساحة الفلسطينية بعد هذا التاريخ لم تعد كما كانت قبله حتي وان فسرت الخطوات والتحركات من قبل الفرقاء التي تلت هذا التاريخ من دعوة رئيس حكومة غزة إسماعيل هنية لرئيس السلطة محمود عباس زيارة غزة واستجابة الأخير بالمبادرة لحكومة تكنوقراط يليها الحوار بالايجابية والمسئولية ، و حتي لا نوصم بالتشاؤم فان الدعوة والاستجابة هي كلمة حق مهما يكن ما أراده منها البعض  لكن المؤكد أن جميع الأطراف قد دخلت في إطار حالة من الدوجماتيه أن صح المفهوم أو الجمود لم يعد معها بعد افتضاح النوايا سابقا لها اى قابلية للتصديق فالدعوة من حيث التوقيت لم تكن دلاله على الرغبة بالمطلق كما أن التقاط الآخر لها كانت دليلا على الفهم لتفويت الدعوة على الداعي أما محاولات الاستثمار التي أطلقت في الفضاء الفلسطيني واغتنام الفرصة للمصالحة فهي بروتوكوليه درجت عليها العادة النخبوية في المجتمع الفلسطيني المسيس من راسة إلى أخمص قدميه أو نخبوية فصائلية تطلق لغاية في نفس اليسار على اعتبار أن اى حل قد يكون مفيدا للغير بخلاف ما يطرح من محاصصات أن جري الاتفاق بعيدا عن الأنظار .

حماس التي رحبت بالزيارة لم ترحب بالمبادرة التي شكلت إحراجا لها فاعتبرتها محاولة للهروب إلى الأمام واشتراط مسبق ومرفوض وهو رفض ربما له ما يبرره في ظل هذه اللامعيارية السائدة فلسطينيا والتي قد تغريك أكثر في التفتيش في سيكولوجية الإنسان المنقسم والذي وجد أن الاستثمار في الانقسام مربح أكثر من الاستثمار في السلطة أو المصالحة ، لذلك سارع الجميع لتبني دعوات إنهاء الانقسام

التذكير بأننا شعب محتل وأننا مازلنا في طور التحرر وان المقاومة والمانعة قائمة عبر صواريخ كرنفالية تؤكد على مشروع الآخر وحضوره وقدرته على تأزيم الأمور وتناقضه مع مشروع التفاوض أو أوسلو والعودة إلى بيت الطاعة .... وهلم جره لم تعد في ظل انكشاف وافتضاح الكل على بعضه تستر عورة احد .

الخامس عشر من آذار لم يكن تاريخا أو تقليدا لأحد رغم كل ما يقال عن خصوصية الحالة الفلسطينية واستلهام لرياح التغيير التي هبت على العالم العربي والتي اختلطت فيها دعاوي الانعتاق من ربق الديكتاتوريات إلي استحضار الاستعمار كله بات مفهوما لنا إلا أن الخامس عشر لم يكن توقيتا من حيث التنظيم وخلفيات هذا الحراك خاصة وان اللحظة التاريخية والاجتماعية في غزة رغم كل ما تعانيه لم تنضج بعد للثورة أو حتي المقاومة بعدما فقدت الثقة في الجميع وباتت قابلتاً للحسم حتي من العدو .

إسقاط هذا الفصل الدامي من التاريخ الفلسطيني لا يتم بالسقوط في برامج الآخرين وان التخلص من هذا الراهن لا يتم عبر الارتهان لخيارات غير عقلانية بدأ من تشكيل حكومة تصالحيه وانتهاء بتحاصصية سلطوية وان المطلوب هو التصالح والتماهي مجددا مع فلسطين القضية و الشعب ولفظ كل المشاريع توتاليتارية وطنية أو ثيوقراطية استبدادية تورطت بفعل الزمن مع فعل الاحتلال .