خبر قالوا اطلاق نار – فأطلقوا- يديعوت

الساعة 09:14 ص|20 مارس 2011

قالوا اطلاق نار – فأطلقوا- يديعوت

بقلم: اليكس فيشمان

بدأ هذا يوم الاربعاء بالخطأ في التفكر، في رد مبالغ فيه على نار القسام، وهو يهدد بان يتطور الى مواجهة شاملة اخرى. والان يلصقون منذ الان بسلسلة هذه الاحداث، في الطرفين، تعليلات سياسية وأمنية ثقيلة الوزن. الطرفان يتحمسان ويقودان غزة الى انفجار غير مضبوط.

هذه، بايجاز، قصة احداث اطلاق النار في قطاع غزة والتي بلغت ذروتها أمس، والتتمة – الله يحمينا. في جعبة الجيش الاسرائيلي لا تزال هناك حقنات مليئة بردود الافعال على ردود الافعال على ردود الافعال، وهلمجرا.

رئيس الوزراء ووزير الدفاع ارخيا الحبل للقيادة العسكرية: تصعيد ردود الفعل على النار من قطاع غزة نحو بلدات في اسرائيل. اسرائيل غير مستعدة بعد اليوم لان تقبل ادعاءات حماس بان النار تطلقها "جهات عاقة". الجيش غير مستعد لان يقبل بعد اليوم وضعا يكون فيه كل منبوذ لديه قسام تحت السرير يطلق النار نحو اسرائيل لانه راق له.

عندما اطلق صاروخ غراد نحو بئر السبع قبل نحو شهر، من جانب رجل الجهاد الذي نهض وقام بالعمل خلافا للتعليمات لانه اراد الانتقام لموت قائده، أمر وزير الدفاع ورئيس الوزراء رئيس الاركان بالرد باطلاق نار شديد: في كل ساعة تلقت غزة ضربة من الجو. في اسرائيل عرفوا بان نار الغراد كان مبادرة فرد خرق الاوامر، ولكن الدرس العام في أعقاب الضربة لبئر السبع كان قويا على ما يكفي كي تجلس القيادة السياسية للقيادة العسكرية على الوريد. حماس أوقفت النار، امتصت وردت بشكل طفيف. حتى هم فهموا بان احدا ما عندهم قد بالغ.

ولكن الرسالة العنيفة التقطت جيدا في الجيش: انتهت الاشارات، ومن الان – اكسح. وبالفعل، يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن اطلقت منظمة غير معروفة صاروخ قسام على حقل مفتوح، هاجم الجيش الاسرائيلي نتساريم وقتل اثنين من رجال حماس، واحد منهما مسؤول كبير على ما يبدو. أحد ما في قيادة المنطقة الجنوبية سار خطوة واحدة أبعد مما ينبغي في ترجمة مزاج القيادة السياسية. يقولون اطلقوا النار – فيطلقون.

في الجيش اعتقدوا ان هذه المرة ايضا سينتهي الامر باطلاق صاروخ ما مضاد للدبابات. بل انهم صلوا الا يحصل هذا يوم الاربعاء او الخميس كي لا يسرق العرض من القبضة على "فكتوريا". وقد استجابت حماس للصلوات ولم تبدأ اطلاق النار الا يوم الجمعة مساءا: صاروخ مضاد للدبابات اطلق نحو دورية ولم يصبها.

وكان الجيش الاسرائيلي في حينه في حالة تأهب بسبب الضباب الذي ساد في الجبهة. وعندها، بينما كان الجيش الاسرائيلي جاهزا ومتحفزا، فتحت حماس والجهاد نار الهاون بعيار 120ملم نحو ست بؤر داخل الاراضي الاسرائيلية – مع التشديد على معسكرات الجيش. ورد الجيش الاسرائيلي بنار الصواريخ والراجمات ومدافع الدبابات نحو أهداف معروفة مسبقا. وعند الظهيرة، عندما تبدد الضباب، دخلت الى النشاط ايضا مروحيات هجومية. رقصة النار بدأت.

أمس كانت المرة الاولى بعد سنتين والتي تتحمل فيها حماس المسؤولية عن اطلاق النار نحو اسرائيل. في جهاز الامن يعترفون بان المصلحة الاساسية لحماس، في الحفاظ على غزة هادئة لم تتغير حاليا.

بالمقابل، الغزيون على قناعة بان اسرائيل صعدت ردها عن قصد كي تمنع بوادر المصالحة بين حماس وفتح. يوم الجمعة رفع مكتب ابو مازن لاسرائيل طلبا بالسماح لستة ضباط، بعضهم من رجال الحراسة، الدخول الى قطاع غزة اليوم أو غدا للاعداد للزيارة القريبة لابو مازن لدى اسماعيل هنية. اسرائيل – سواء تعجبها المصالحة أم لا – ستصادق أغلب الظن على عبور الضباط. هذا لن يمنع الفلسطينيين من مواصلة الايمان بان تسخين الجبهة هو مؤامرة سياسية اسرائيلية.

استنتاج الاحداث الاخيرة: القيادة السياسية أصدرت الاذن بالنار المكثفة، القيادة السياسية يمكنها أيضا أن تتراجع عنه. الا اذا كان لحكومة اسرائيل مصلحة – لاسباب محفوظة لديها – بالذات في تصعيد المواجهة في القطاع، والعودة الى أيام الرصاص المصبوب.