خبر الاعتزال ودرسه -هآرتس

الساعة 09:13 ص|20 مارس 2011

الاعتزال ودرسه -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

بعد ولاية امتدت لـ 23 سنة، سيعتزل هذا الاسبوع رئيس ميرتس، حاييم اورون، من الكنيست. اورون، من النواب الذين ينالون العطف والتقدير في مقر الكنيست، من الجدار الى الجدار تقريبا، يعتزل في لحظة درك أسفل غير مسبوق لحركته ولليسار الاسرائيلي بأسره. وهو يخلف وراءه كتلة صغيرة، من ثلاثة نواب، لم يسبق لها أن كانت على هذا الحجم الصغير جدا، ويسار صهيوني مقلص يتلمس طريقه دون نجاح، حاليا. الى جانب حزب العمل المنشق والمتنازع، ينبغي لهذا الفراغ في اليسار أن يقلق كل من يحب السلام والديمقراطية. وهنأ اليسار، الذي كان اورون احد زعمائه، يبرز أكثر في ضوء تعزز اليمين الاسرائيلي والتشريع القومي المتطرف، العنصري والمناهض للديمقراطية الذي يقوده اليمين دون عراقيل تقريبا في مجلس النواب.

        عشية اعتزاله منح اورون مقابلة صحفية واسعة لجيدي فايس، نشرت أول أمس في ملحق "هآرتس". وقال اورون في المقابلة اقوالا لاذعة ضد وزير الدفاع ايهود باراك الذي وصفه بانه "الرجل الاخطر في اسرائيل". يجدر بان تصدع أقوال اورون هذه جيدا، وهو المعروف بضبط النفس بشكل عام. ولكن الى جانب هذه الاقوال اتضح في المقابلة انعدام الوسيلة وانعدام الجدوى من اليسار الذي كان اورون احد زعمائه.

        اتهاماته ضد باراك والعمل وكأنهما وحدهما الحقا الكارثة باليسار، تؤكد فقط فشل اورون وميرتس في اطلاق صوت بديل حاد وواضح وتنشئة حركة سياسية ذات مغزى في وجه الموجة اليمينية العكرة التي تهدد باغراق كل شيء. حقيقة أن اورون ركز في نشاطه أساسا على مسائل الاقتصاد والمجتمع، وان الكفاح ضد الاحتلال كان فقط علما ثانويا، له ولحركته، شددت فقط الحالة البشعة لليسار البرلماني في اسرائيل.

        في اعتزاله ينبغي تهنئة اورون بنشاطه البرلماني المتفرع، باستقامة طريقه وبلطف معشره. ولكن اليسار الاسرائيلي يحتاج على نحو شديد الان لطريق جديد وقيادة اخرى. اورون نفسه حاول قبل الانتخابات السابقة اقامة اطار جديد لليسار. حاول وباء بفشل ذريع. وعليه فينبغي لاعزال اورون أن يؤشر ايضا الى بداية طريق سياسي جديد لليسار، يعبر عن تمسك حازم بالمبادىء.