خبر من يؤيد القضاء على التحريض -هآرتس

الساعة 09:08 ص|15 مارس 2011

من يؤيد القضاء على التحريض -هآرتس

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: في ديوان نتنياهو أنكروا زعم عباس انه اقترح على نتنياهو منذ وقت قريب تجديد عمل لجنة منع التحريض لكن وزير العدل الكندي السابق صدق أمس لصحيفة "هآرتس" أنه نقل التوجه الى نتنياهو شخصيا - المصدر).

        لو أن العملية في ايتمار وقعت قبل ثلاث سنين أو اربع، لاتهم بنيامين نتنياهو السلطة الفلسطينية بالقتل الوحشي لأبناء عائلة بوغل. كانت "مكافحة الارهاب" مدة سنين اسمه الاوسط وساعدته مرتين على أن يحظى باسم "رئيس الحكومة". فماذا نفعل عندما يمتدح قادة اجهزة الامن الاسرائيلية والامريكية قيادة السلطة لتحقيق كفاحها الحازم للارهاب؟ وكيف نواجه الفرق بين التناول الجدي من الفلسطينيين للمادة في "خريطة الطريق" التي تتعلق باحباط الهجمات العنيفة على الاسرائيليين، وبين تجاهل اسرائيل المؤسساتي لمادة تجميد الاستيطان واخلاء البؤر الاستيطانية؟ نتهم القادة الفلسطينيين بالتحريض على اسرائيل الذي يُولد الارهاب.

        في لقاء في المقاطعة في نهاية حزيران من العام الماضي، طلبت الى محمود عباس ان يتناول ظاهرة التحريض. لم يبحث عن تعليلات وقال إن تأجيج الكراهية – من الجانبين – يقض مضجعه. وأضاف أبو مازن انه برغم جمود التفاوض في أعقاب الاختلافات في قضية البناء في المستوطنات، اقترح تجديد عمل اللجنة الاسرائيلية – الفلسطينية – الامريكية لمنع التحريض (أُنشئت اللجنة في 1998، بحسب طلب نتنياهو في ضيعة واي). وقال ان الاقتراح نُقل الى نتنياهو لكنه اختار تجاهله.

        في نهاية 2010 جدد أبو مازن، كما أُبلغت من مكتبه، التوجه الى نتنياهو، وهذه المرة بواسطة وزير العدل الكندي السابق وعضو البرلمان اليهودي البروفيسور ارفين كوتلير. ولم يحصل على جواب مرة اخرى. أنكروا في ديوان رئيس الحكومة أن نتنياهو تلقى توجها كهذا، وهو لم يرفضه أصلا. لكنه في حديث هاتفي مع صحيفة "هآرتس" صدق كوتلير أمس انه التقى مع نتنياهو في مطلع كانون الثاني هذا العام ونقل اليه الرسالة من عباس. وقال إن نتنياهو عبّر عن موافقة على تجديد عمل اللجنة لكنه لم يسمع منه شيئا منذ ذلك الحين.

        الى جانب إنكار مجرد التوجه، تحفظوا في ديوان نتنياهو من مجرد فكرة عقد اللجنة. زعموا ان الاقتراح غامض إزاء حقيقة ان مستشار أبو مازن دعا في الاسبوع الماضي الى تسمية ميدان باسم مخربة، وأبلغ عن نية اقامة بطولة كرة قدم على اسم مخربة منتحرة اخرى. كيف يكتبون بالعربية "شارع قتلى الملكية زاوية شارع هليحي"؟.

        في اعلان صدر يوم السبت عن ديوان رئيس الحكومة ورد أن نتنياهو اقترح على أبي مازن ان يتعلم منا كيف نُربي الاولاد على السلام. وان يسأل أباه اذا حانت فرصة كيف ربّى أولاده على السلام مع المحتل البريطاني. ويوصى ايضا بأن يتبين لماذا رفض وزير التربية جدعون ساعر ارسال مندوبيه الى المراسم التي أُجريت قبل سنة ونصف في فندق الامريكان كولوني في القدس، احتفاءا بافتتاح بحث اسرائيلي – فلسطيني مشترك كان يرمي الى تقديم التربية على السلام بواسطة الكتب الدراسية. في وزارة الخارجية الامريكية التي رعت البحث ينتظرون الشريك الاسرائيلي.

        لا في المسجد فقط

        يطلب نتنياهو وبحق تنقية الخطب في المساجد من الدعوة الى كراهية اسرائيل. لكن يحسن ان يُنقي أولا بيته – أي الكنس. يُبين بحث جديد، سيُنشر في العدد القريب من مجلة "تأملات في اللغة والمجتمع" تحت عنوان "يتحدثون في السلام ويصنعون الحرب" أن "نشرات فصل الاسبوع" التي توزع بآلاف على الكنس هي مشاريع مصدقة للعنصرية وكراهية الاجانب والتحريض على العنف.

        تُمكّن هذه النشرات المتطرفين المتدينين اليهود من الالتفاف على القنوات الرسمية للصحف والمذياع والتلفاز ونقل رسائلهم مغلفة بغلاف المواعظ الدينية. حلل دنيئيل بار طال وهداس تسورن، وهيلا كوهين من جامعة تل ابيب، وتمير مغيل من جامعة حيفا 91 نشرة (وأكثرها يتلقى تمويلا من الحكومة)، وزعتها سبع منظمات مركزية للصهيونية المتدينة مدة ثلاثة اشهر من الشهر الذي سبق عملية "الرصاص المصبوب" حتى الشهر الذي تلا العملية.

        وجد الباحثون ان القاسم المشترك الأبرز للنشرات هو حق الشعب اليهودي وحده وسلب الفلسطينيين حقهم في ارض اسرائيل واراضيها. الاعتقادات في سلب الفلسطينيين شرعيتهم تظهر في خمس من سبع نشرات فصل الاسبوع وتُبسط في فترة البحث كلها. تنسب النشرات الى الفلسطينيين والمسلمين تصورات عنهم مسبقة سلبية متطرفة فهم ("قتلة"، و"مخربون"، و"أشرار"، و"ظامئون للدم" وما أشبه).

        إن النشرة الذائعة "يشع شيلانو" لا تُخزي "نظرية الملك" للحاخام اسحق شابيرا. فهي تقرر انه من اجل جعل الأغيار يعترفون بالايمان بالله جل وعز "ثمة حاجة الى تحطيم شرّهم. ليست السذاجة والخطأ هما اللذان يجعلان أعداء الله يقتلون الرجال والنساء والاطفال. فيهم شر كبير، وحتى لو لم يشأ الله موت الأشرار بل توبتهم، فثمة أجزاء ليس لهم صلاح سوى تحطيمهم".

        بخلاف العرب الذين يُعرضون باعتبارهم أشرارا بلا اخلاق، يُعرض اليهود في النشرات بأنهم اخلاقيون وانسانيون وذوو قيم. وتقول نشرة "معيانيه هييشوعه" (ينابيع الخلاص) لجمهور المُصلين إن "الصراع على الارض هو صراع على الحق – حرب أبناء النور لأبناء الظلام". وتعلم نشرة "ميعات من هأور" (قليل من النور) انه "على طول جميع سني الاستيطان والصراع على المنطقة كنا نحن اليهود زارعين وحاصدين وبُناة وجالبين للحياة الى العالم، أما العرب فكانوا مشغولين طوال الوقت بزرع الدمار والموت. وهذا وحده يستطيع أن يُبين ويبرهن للجميع من هم الاصحاب الحقيقيون لهذه الارض". لم تقترح أي نشرة من تلك التي تم الفحص عنها مضامين تشير الى روح تؤيد السلام مع الجيران.