خبر المصيبة في اليابان -هآرتس

الساعة 09:32 ص|13 مارس 2011

المصيبة في اليابان -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

من كل الدول التي ليست امارات أو مستعمرات صغيرة، مدى العمر في اليابان هو الاعلى في المعمورة – 82 سنة وربع. سلطات اليابان وان كانت لا تتمتع في السنوات الاخيرة باستقرار سياسي، الا انها على الاقل من حيث المعطيات الجافة، لم يقل حرصها على مواطنيها. ان يولد المرء في اليابان، معناه ان يتوقع حياة طويلة.

هذه الحقائق لا تبعث على المواساة لدى ضحايا الكارثة الطبيعية الكبرى التي ألمت بالدولة في نهاية الاسبوع: الضربة المزدوجة للهزة الارضية الشديدة وموجات التسونامي، التي أودت بحياة أكثر من 1.300 شخص والكثير من المفقودين، دمار البنى التحتية بمليارات الدولارات وخطر الضرر النووي.

صحيح أننا نتذكر سابقة تشرنوبيل، الا انه مما تقشعر له الابدان التفكير بان اليابان بالذات، من كل دول العالم التي اقامت منظومة مفاعلات نووية لاغراض مدنية، ومندوبها يقف على رأس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي التي من شأنها ان تصاب بالضرر الذي الحقته الطبيعة بالمفاعل. ثلاثة اجيال بعد هيروشيما، تقف امام تهديد نووي من المفاعل في فوكوشيما، دليل على قوة الطبيعة على الهزء ببني البشر المقتنعين بانهم نجحوا في الاستعداد جيدا لمواجهة مصائبها.

حسب كل التقارير، فان التجربة الغنية لليابانيين في الهزات الارضية منعة مصيبة اكبر. فقد بنوا جيدا، انطلاقا من الاخذ بالحسبان لتواتر الهزات الارضية. الهزة في اليابان أول أمس كانت اقوى بعشرات الاضعاف من تلك التي وقعت في نيوزيلندا في الشهر الماضي، الا ان عدد المصابين المباشرين منها اصغر، بالنسبة لفوارق الشدة. بالمقابل، لا يوجد لموجات التسونامي امكانية للاستعداد لها، طالما يسر الانسان على الاستقرار في مناطق مرشحة للاضطرابات – على مقربة من خط المياه. هذا هو ثمن العيش في دولة جزيرة، تنال جزءا من رزقها من البحر. مشكوك أيضا أن يكون انذار مبكر كان سيقنع السكان بأسرهم بالفرار بعيدا عن الشاطىء.

لقد تصرفت اسرائيل على نحو سليم حين أعربت عن تضامها مع اليابان وعزائها لضحايا مصيبتها، حتى لو لم يكن لليابان حاجة عملية للمساعدة التي عرضت. هذه واحدة من اللحظات التي تفهم فيها الانسانية باسرها بانها توجد في ذات القارب، خاضعة لرحمة جبروت الطبيعة.